العدد 4838
الأربعاء 12 يناير 2022
banner
انتقد كل شيء إلا عباقرة الأزمان في الجمعيات السياسية الدينية
الأربعاء 12 يناير 2022

كراهية البعض للنقد والملاحظة صفة غير محمودة، لأنها تنطوي على أخطاء كثيرة تدل على ضيق العقل، كما تدل على ضيق الخلق والمجال، وقد أثبت الواقع والتاريخ أن الجمعيات السياسية الدينية أشد الكارهين للنقد، على اعتبار أن أصحابها أو المنتمين إليها يتصفون بالنبوغ والعبقرية والنشاط الخلاق، فهم لا يستحقون سوى التقدير والثناء والجوائز، وهم من يقود إلى حسن الاختيار أو سلامته، انتقد كل شيء وجميع الناس إلا عباقرة الأزمان في الجمعيات السياسية الدينية الذين يعتبرون كل مخالف لهم ولأفكارهم مخطئا ولا يفهم القيم الصحيحة في العالم.
النقد والاختلاف أحد الأسس الرئيسية التي تقوم عليها المجتمعات، تلك المجتمعات التي تعنى بإبراز أهمية النقد والنقد الذاتي الذي يمنح العمل الوطني في عمومه دائما فرصة تصحيح أوضاعه وملاءمته مع الأهداف الكبيرة للعمل، لكن الجمعيات السياسية الدينية وصلت إلى حد اللامبالاة، فهي المؤمنة والجميع كفار، وهي الفرقة الناجية والجميع ضلالات في النار، لذلك يعيش المنتسبون لها في عالمين، عالم الحق وعالم الباطل، عالم الإيمان وعالم الكفر، ويقسمون الناس إلى نوعين، من لهم ومن عليهم، وهناك قصص كثيرة وشواهد على هذه الانتماءات الآيديولوجية التي لا تعترف بحرية الرأي، ولا يحق للفرد بتحليل مباشر للواقع، وكل من يفعل ذلك يتهم بالهجوم على الجمعية والقيادات التي تسير وراء الشعارات التي يغلب عليها الترهيب والتشدد وليس في قاموسها أو أجندتها أي طابع للترغيب.
هل تذكرون ما فعلته إحدى الجمعيات السياسية المنحلة وكيف مارست قياداتها ترهيب الناس مع دخول وقت الانتخابات، أو تلك الجمعية المعروفة بمصادرة الحريات بفصول سياسية مفضوحة، الجمعية التي لا تهوى المحاورة أبدا ولا تخاطب إلا بلغتها وخطابها الدارج المعروف والمكشوفة سطوره.
كل شيء محل دراسة ونظر ممنوع في الجمعيات السياسية الدينية، فالاستسلام مقدس وأي نشاط تقال فيه كلمة حق أو رأي يكون زائفا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .