العدد 4839
الخميس 13 يناير 2022
banner
الفرس... أرباب المخدرات
الخميس 13 يناير 2022

بصيغة التعبير المخففة أو المهذبة، هناك حقيقة تاريخية ينبغي كشفها لمن لا يعرف، وهي أن إيران لديها ارتباط بالمخدرات إلى حد الجنون وعلى امتداد تاريخها كانت تعرف بأرض المخدرات، وكل ذلك كتبه المؤرخون والكتاب، وهذا يبين لنا مكانة إيران في عالم تجارة المخدرات ونموها وازدهارها، وهدفها كما هو واضح اليوم مسح البلاد العربية ورسم الخرائط لتوزيع السموم وإتلاف العقول، وكما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب. 
لم يعرف العرب المخدرات في الجاهلية، ولم تدخل زراعتها الجزيرة العربية، ولم تكن معروفة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أول مرة تدخل فيها المخدرات العالم العربي على أيدي “ملاحدة الفرس”، ويؤيد ذلك ما جاء بكتاب المؤرخ العربي المقريزي الخطط.. “وجاء إلى القاهرة أشخاص من ملاحدة الفرس، صنعوا الحشيشة وخلطوها بالعسل وبعدة أجزاء مجففة كعرق اللقاح وسموها القصدة وباعوها خفية، فشاع أكلها بين كثير من العوام ثم زاد التجاهر بها فظهر أمرها، واشتهر أكلها، وارتفع الاحتشام عن الكلام بها حتى كادت تكون من تحف المترفين، لهذا غلبت السفالة على الأخلاق، وارتفع ستر الحياء والحشمة من بين الناس وجهروا بالسوء من القول، وتفاخروا بالمعايب، وانحطوا عن كل شرف وفضيلة، واتصفوا بكل ذميمة من الأخلاق ورذيلة”.
لهذه الأسباب نرى ظاهرة انتشار المخدرات في إيران بشكل لا يعقل، فهي التجارة المربحة التي يديرها نظام الملالي والإشراف العام للحرس الثوري الذي يعتمد في تمويل عملياته الإرهابية في أي مكان على الاتجار بالمخدرات والاستثمار فيها، وكثيرة الشواهد على ذلك، ناهيك عن ضبط الأجهزة الأمنية في دول الخليج وبعض الدول العربية وحتى الأوروبية لأطنان من الشحنات مخبأة في كل مكان يتخيله العقل أو لا يتخيله بشكل مستمر.
لهذا يحق لإيران أن تجلس فوق كرسي الريادة في الإرهاب والمخدرات والتاريخ الذي أمامنا يؤيد هذه الحقيقة الباهرة، فهذا البلد مثل النهر الكبير الذي تصب فيه كل الحركات الشريرة، فقط نحتاج قراءة التاريخ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .