تعي مملكة البحرين أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به الدبلوماسية في تطوير العلاقات والارتقاء بها بين الفاعلين الدوليين، في ضوء ذلك حرصت على تفعيل الدبلوماسية على جميع الأصعدة والمجالات، فقد كان للبحرين حضور بارز في أهم الفعاليات والأحداث التي كان من شأنها تطويع الدبلوماسية لخدمة تطلعات ورؤى القيادة في تعزيز العلاقات مع دول العالم والارتقاء بها.
ولأن الدبلوماسية لا تقتصر على الجانب السياسي وفي ظل الأوضاع الصحية التي عصفت بالعالم، استطاعت مملكة البحرين أن تكون أيقونة لما يعرف بالدبلوماسية الصحية، ذلك أنها ومن خلال علاقاتها المتميزة مع المجتمع الدولي حولت بدبلوماسيتها جميع التحديات الصحية إلى فرص سجلت من خلالها تميزها وتفوقها الدولي، ففي تعاون مميز مع الصين سطرت مملكة البحرين اسمها في طليعة الدول التي شاركت في التجارب السريرية للقاح سينوفارم ليشهد المجتمع الدولي مساهمة البحرين في توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا، كما أن تعاون المملكة مع روسيا والتوصل لاتفاق لإنتاج لقاح سبوتنك الروسي في البحرين يجسد اهتمام المملكة بتعزيز التعاون مع روسيا في جميع المجالات، وأن التعاون بين الدول لا يقتصر على المجال السياسي بل يمكن تعزيزه على جميع الأصعدة. 
ولأن لمملكة البحرين علاقات وطيدة ومتميزة مع جميع دول العالم، حرصت على أن تكون قريبة من الدول التي تضررت خلال الجائحة، ذلك ما عكسته المساعدات التي أرسلتها لدول مثل الهند وباكستان لتؤكد حرصها واهتمامها العميق بأصدقائها في جميع بقاع الأرض، إضافة لرعايتها الجاليات الموجودة في البحرين، والتي لم تتردد قيد أنملة في تحصينهم من خلال توفير اللقاحات لهم دون مقابل أو تأخير.
وفي خطوة مهمة مثلت استكمالاً للدور الريادي والمميز للدبلوماسية الصحية في البحرين افتتح منتصف العام الماضي المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية في البحرين، الأمر الذي أطر الجهود الصحية والإشادات الدولية التي أهلت المملكة لاحتضان هذه المنظمة الدولية.
وتحتفل مملكة البحرين في الرابع عشر من هذا الشهر باليوم الدبلوماسي، وهي الفرصة التي من خلالها نستذكر ونشيد بما حققته الدبلوماسية الصحية، ولا ننسى استراتيجيات تواصل الفريق الوطني لمكافحة فايروس كورونا، والتي عززت مكانة البحرين الدولية من خلال حضورها الفاعل في مختلف المحافل لعكس التجربة البحرينية الرائدة وتبادل الخبرات.