العدد 4841
السبت 15 يناير 2022
banner
“قطاع طرق”.. سرقة بالتجديد والتجديف
السبت 15 يناير 2022

في الواقع، وجدت نفسي مع غيري من الناس أتابع - لاسيما عبر منصات التواصل الاجتماعي - ما أثاره أحد رؤوس بدعة السفارة من وصف لمعاجز القرآن الكريم بأنها من الخرافات والأوهام، ولعل ما لفت نظري ونظر غيري من المتابعين هو حجم وردود الفعل التي تعطي مؤشرًا متصاعدًا لوعي المجتمع، خصوصًا الشباب، وكشفهم هذه الممارسات المنحرفة، وبإمكان من يرغب من القراء الكرام العودة إلى سلسلة كتبتها في هذه الزاوية تحت عنوان: “انتهاكات السفارة” في خمسة أعمدة خلال شهر ديسمبر من العام 2019.
خلال الأيام الماضية اطلعت على العديد من مقاطع الفيديو والمشاركات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الواضح أن هناك حركة واعية لصد تلك الجماعة عن نشر أفكارها في المجتمع، وتنوع محتوى المقاطع بين محاضرات لعلماء دين ومداخلات طرح فيها بعض الشباب وجهات نظرهم، نستخلص منها كما أشار بعضهم إلى أنه منذ ظهور تلك البدعة، أي بدعة السفارة في عام 1985، وهم يعملون على نشر عقائدهم الباطلة طيلة 30 عامًا، ولم يهنوا ولم يكلوا، بل يواصلون عملهم بكل ما يستطيعون، وهذا يعني ضرورة إعطاء الأمر أهمية من جانب كل فرد يدرك تكليفه ومسؤوليته والتحذير من هذه الجماعة بين تجديدها وتجديفها، كونهم يسرقون عقائد الناس كقطاع طرق، وأحدث أفكارهم هذه الأيام تسقيط المرجعية وتقليد الفقهاء، وبذلك ارتفعت الدعوات لمواجهة هذه الشرذمة الفاسدة كما وصفتها بعض البيانات.
في الفترة الأخيرة، خرج أحد رؤوس تلك الجماعة ليتحدى عقائد المسلمين، واصفا آيات المعجزات في القرآن الكريم بالخرافات، وأنها وهم لا واقع له، لاسيما الإحياء من الموت، ووصف (نار إبراهيم، وناقة صالح، وطوفان نوح، وعصا موسى، وإحياء عيسى الموتى، وإلانة الحديد لداوود، وكلام سليمان مع الطيور والحيوانات، وابتلاع الحوت ليونس، وحمار عزير، وبقرة موسى خرافات جعلت المسلمين لا يفهمون القرآن)، وذلك الخطر يستشري لأن أتباع تلك الجماعة يستهدفون الشباب في المدارس والجامعات وأماكن العمل، ولابد من التحذير والحذر، لاسيما بالنسبة لأولياء الأمور وكذلك الشباب حتى لا يتعرضوا للوقوع في شباك تلك المصيدة.
الشاعر علوي الغريفي اختصر المشهد برسالة في مقطع فيديو وجهها إلى من ينشرون سمومهم في مجتمعنا الواعي:
يجهل الشمس من يعيش ظلاما.. قد يراها لكنه يتعامى
أيها الواهمون من لديه ثقاة.. فقهاء لن يتبع الأوهاما
ألف شتان بين وعي سفيه.. وفقيه يستنبط الأحكاما
فصلوا مثلما تشاؤون دينًا.. بمقاس يناسب الأقزاما
أي تجديد نحو ديني أتيتم؟.. أكملوا النوم واصلوا الأحلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .