ابن كوهين تسعيني وقرر تجديد المقبرة اليهودية بعد زيارة عائلته للمنامة
السفير الإسرائيلي في حوار شامل مع "البلاد": زيارات قريبة لوزراء إسرائيليين للمنامة لتوطيد التعاون
رغبة بحرينية باستيراد الفواكه والخضراوات الطازجة من إسرائيل
أخطـط للقاء رئيسة مجلس النواب ورئيس “الشورى”
تصلني رسائل من شباب عرب لتقريب العلاقات
4 آلاف إسرائيلي زاروا البحرين منذ إعلان السلام
قــرب هبــوط طائــرات “العال” و“يسرائير” بالمنامة
شركات إسرائيلية كثيرة تود استيراد الألمنيوم من البحرين
ما أود أن أراه هو زيارة البحرينيين لإسرائيل ورؤيتها بأعينهم
لا يمكن تغيير الماضي وعلينا التوقف عن تبادل القصص المؤسفة
نحاول التفاوض المباشر مع الفلسطينيين ولم ننجح
إسرائيل تقوم بتحلية 80% من موارد المياه والأولى عالميا
ندرس استيراد معدات البناء ومنتجات الثروة البحرية من المنامة
توليد المياه من الهواء ووضع الآلات على القطارات وبسيارات المسافرين
القرار البحريني والإماراتي شجاع وغيّر توجه الشعوب
مئات من الإسرائيليين من أصول بحرينية زاروا المنامة
تحدث سفير دولة إسرائيل لدى مملكة البحرين إيتان نائيه في حوار شامل مع صحيفة “البلاد” عن زيارات قريبة لوزراء إسرائيليين للمنامة لتوطيد التعاون في مجالات مختلفة.
وأعلن عن خطته للقاء رئيسة مجلس النواب فوزية بنت عبدالله زينل ورئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح.
وقال إن بلاده تدرس استيراد معدات البناء ومنتجات الثروة البحرية، وتوجد رغبة من البحرين باستيراد الفواكه والخضروات الطازجة من إسرائيل. ولفت إلى أن قرابة 4 آلاف إسرائيلي زاروا البحرين منذ توقيع البلدين على إعلان تأييد السلام.
وأشار إلى أن قرب هبوط طائرات شركة “العال” وشركة “يسرائير” للطيران بالمنامة لزيادة خيارات السفر لإسرائيل.
وعما نشر بشأن تجديد المقبرة اليهودية، بين السفير أن أبناء شيمون كوهين زاروا المنامة قبل أسابيع، وابنه الوحيد جاء على كرسي متحرك وهو في عمر التسعين، وقال أحضروني هنا، حتى ولو كان هذا آخر شيء أشاهده في حياتي، وأنا جاهز لأموت في البحرين، وأخذ عائلته لترى باب البحرين، ليريهم المكان الذي نشأ فيه، وكذلك زاروا المقبرة، وهناك قرروا أنهم يريدون تجديد المقبرة. وفيما يأتي نص الحوار مع السفير الإسرائيلي بالمنامة من مقر صحيفة “البلاد”:
استيراد الفواكه
ما مدى رضاك وكيف تقيّم مسار العلاقة بين البحرين وإسرائيل؟ وهل آن الوقت لتحقيق علاقات وتفاعل بين الشعبين؟
- لقد بدأت عملي سفيرا منذ وقت قريب، وبالطبع لست راضٍ؛ لأن هذه البداية، وهناك الكثير لعمله. هناك الكثير من الفرص الواعدة، التي أنا في طور بحثها مع الحكومة البحرينية والوزراء المعنيين وخلال لقائي مع جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وقد قابلت سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة، ورجال أعمال، وتحدثنا عما يمكننا عمله لتعزيز العلاقات الاقتصادية. أعتقد أنه بإمكاننا التوسع في التجارة، وقد بدأنا بالفعل باستيراد الألمنيوم من البحرين إلى إسرائيل. أصبحت هناك شركات إسرائيلية كثيرة الآن تود استيراد الألمنيوم من البحرين، وهذا جيد.
ندرس أيضا استيراد معدات البناء ومنتجات الثروة البحرية، وبالطبع هناك رغبة من البحرين باستيراد الفواكه والخضروات الطازجة من إسرائيل. أعتقد أن التجارة والشحن من الممكن أن تكون مجالات واعدة، ولدى البحرين مميزات نستطيع الاستفادة منها.
للتو وقعنا اتفاقية تتعلق بالشحن الجوي عندما كان وزير الخارجية الإسرائيلي موجودا في البحرين.
رحلات طيران الخليج إلى إسرائيل استؤنفت مرة أخرى، وستبدأ شركة “العال” وشركة “يسرائير” للطيران بتسيير رحلاتها للبحرين، وهذا أيضا في طور المباحثات.
فيما يتعلق بالاستثمار، هناك الكثير من الفرص في موقع البحرين والمميزات الفريدة من نوعها، وبالنظر لموقع البحرين بالمنطقة فإن البحرين على مر التاريخ كانت بوابة لنقل البضائع من الشرق الهندي إلى بلاد ما بين النهرين وشواطئ البحر المتوسط، وما علينا فعله هو إعادة إحياء هذه الطرق التجارية. بالطبع أعتقد كلما تكلمنا أكثر، واستكشفنا أكثر، سنجد مزيدا مما يمكننا فعله معًا.
الفن والثقافة
وماذا عن الفن والثقافة؟
- بالطبع الفن والثقافة، والرياضة والمأكولات، وما أود أن أراه هو زيارة البحرينيين لإسرائيل، ورؤيتها بأعينهم، وليس من خلال الشاشات أو من الصحف.
الفيزا بالبلدين
هل يحتاج البحريني إلى تأشيرة دخول لزيارة إسرائيل؟
- نعم، يحتاج البحريني إلى تأشيرة لدخول لزيارة إسرائيل، كما يحتاج الإسرائيلي لتأشيرة دخول لزيارة البحرين.
التقدم مسبقا
هل يمكن استخراج التأشيرة عند الوصول للمطار أو التقديم عليها مسبقًا؟
- يجب التقديم مسبقا للحصول على التأشيرة. ونود أن نرى وفودا شبابية بحرينية وسياحا. وأعتقد أن السياح يساهمون في التعرف والتعود على المأكولات وما يمكن فعله في إسرائيل. هناك الكثير مما علينا فعله وقد بدأنا للتو بعلاقات وطيدة وودية ودافئة.
تكنولوجيا رائعة
إذا نظرنا إلى قطاع إدارة موارد المياه فإن إسرائيل دولة متطورة في هذا المجال وبشكل مشهود، وفي المنطقة العربية فإن التحدي الأكبر هو بشأن موارد المياه، هل تمت أي محادثات بهذا الشأن؟
- بالطبع. إسرائيل لديها تكنولوجيات متطورة في مجال تحلية مياه البحر بنظام التناضح العكسي، ونحن نأتي في مقدمة الدول عندما يتعلق الأمر بتحلية المياه. إسرائيل تقوم بتحلية 80 % من موارد المياه، وتعتبر الأولى على مستوى العالم في مجال إعادة تدوير المياه المستخدمة. أعتقد أن إسبانيا تأتي في المركز الثاني، وخلفنا بفارق كبير، إذ تقوم بتدوير ما يقارب 20 % من المياه لديها فقط، بالتالي فإن إدارة موارد المياه والتكنولوجيا النظيفة هي من المجالات التي تتميز فيها إسرائيل، ونحن سعداء لتبادل خبراتنا في هذا المجال. وقد بدأنا للتو بالتعاون في هذه المجالات، وهناك مجالات أخرى كالأدوية.
وعندما نتكلم عن مجال إدارة المياه، فهناك تكنولوجيا متقدمة ومميزة جدا، تقوم بها إسرائيل، وهي توليد المياه من الهواء، وهي تكنولوجيا رائعة وفي طور التطوير، إذ إن مصدر الطاقة لها هو الشمس، وهي آلة ذاتية يمكن وضعها في الصحراء مع ألواح شمسية، وكل ما عليك هو فتح صنبور الماء لتحصل على الماء من الهواء، وأنا أرى ذلك كشيء من السحر، خصوصا في مناخنا الحار، ودون الحاجة لأنابيب أو أي شيء آخر، وقريبا ستوضع على القطارات والشاحنات العابرة للصحراء، وللمسافرين بالسيارات، وهي تحتاج لتطوير ولكنها موجودة.
لا خاسر
هذه الإجراءات التي ستطمئن الناس والتي ستساهم في السلام والتعاون وتوطيد العلاقات، وكما تعلم أن هناك عددا من الناس الذين تتأصل في أفكارهم وعقولهم قصص وقناعات الماضي، وتحديدا الأشخاص من جيلنا، هناك من تمكن من فهم وقائع الأمور ولكن ما زال هناك شريحة تريد أن ترى وتقتنع، ونحن بطريقة أو أخرى نأمل أن تساهم هذه العلاقة المتقاربة في تأسيس السلام عموما في المنطقة، خصوصا مع ما يتعلق بحل القضية الفلسطينية، هل ترى أي سبيل تجاه حل الدولتين بناء على المبادرة العربية؟
- بالطبع أتفق معك ويجب علينا جميعًا كبارا أو شبابا أن نتذكر أن السلام هو الأمر الوحيد الذي لا خاسر فيه، هو دائما مكسب لجميع الأطراف، ولذلك عندما تتوجه لبناء علاقات جديدة، بالطبع لم يكن بيننا حروب مسبقا، ولكن عندما تبني علاقات جديدة فإن عليك بناءها على أساس مرضٍ للجميع، لا خاسر فيه.
ثم يجب أن تتذكر، أنه لا يمكن تغيير الماضي، وأن هناك قصة مؤسفة لنحكيها، والطرف الآخر لديه قصة مؤسفة ليحكيها، وعلينا التوقف عن تبادل هذه القصص المؤسفة، وأنا لا أدعو هنا إلى نسيان الماضي، ولكني لا أستطيع تغيير الماضي، ولا إصلاح ما جرى فيه، وإنما أستطيع حل المشكلات المستقبلية وتغيير المستقبل، لذا دعونا نجلس معا ونتحدث عن المستقبل، ونتوقف عن محاولة إقناع بعضنا البعض أيهما لديه الرواية الصحيحة، فهذا لا يقود إلى شيء، أستطيع إخبار أبنائنا بقصتنا، فهم يجب أن يعرفوا، من أين أتوا، وهم يمكن أن يخبروا قصصهم لأبنائهم، ولكن بعدها نجلس معا، وننظر للمستقبل، وكيف نبني مستقبلا مشتركا في المنطقة، وكيف نوفر الماء عندما لا يتوافر، وكيف نحسن الرعاية الصحية لشعوبنا، وكيف نطور الوضع الاقتصادي، وكيف نستثمر معا، وكيف نجلس معا ونتفاهم ونتعلم تقاليد بعضنا، ونعرف أكثر عن بعضنا البعض. وهذان شيئان مهمان، أننا لا يمكن أن نغير الماضي، ولكن نستطيع تغيير المستقبل، وبذلك نصنع علاقة الكل فيها كاسب.
نحن نحاول أن نتفاوض بشكل مباشر مع الفلسطينيين، ولأسباب مختلفة لم نجد السبيل لذلك، اعتقدنا أننا نجحنا في ذلك في التسعينات، ولكننا لم ننجح في التوافق مع وجهات الكثيرين لنصل على ما نحن عليه اليوم، لذلك يمكننا المحاولة في تحقيق ذات الأمر ذلك مرة تلو الأخرى أو يمكننا المحاولة بطرق جديدة، وهنا تأتي قيمة اتفاق السلام الإبراهيمي، ليوفر أسلوبا جديدا وطريقا لم نسلكه من قبل.
لنبدأ بخلق أجواء جديدة مبنية على التفاهمات في المنطقة، وعندما يجلس الناس، ويستوعبون أن بإمكاننا الجلوس معا، وعندما أقول الناس هنا فأنا لا أعني العرب والفلسطينيين فقط بل حتى الإسرائيليين.
عندما تفتح الحدود، وعندما تتمكن من الحضور في المنامة، وتستمتع بوجبة شهية مع أصدقاء جيدين أو عندما تتمكن من الحضور في تل أبيب وفعل نفس الشيء، وعندما تتمكن من الحضور في دبي أو أبوظبي أو الرباط فجأة لا ترى أن المستقبل بذلك الغموض، وتستوعب واقعا أن ذلك ممكن، ويمكننا التحدث وفهم بعضنا البعض وبناء الثقة، ما يسهم في حل قضايا يبدو في الوقت الحاضر أنه لا يمكن حلها.
سأخبرك قصة، عندما كنت سفيرا لإسرائيل في باكو (عاصمة أذربيجان)، وأنا أحب التاريخ، عندما كنت هناك درست وتعلمت وتنقلت في أرجاء باكو، لأستمع لقصص الحرب العالمية الأولى، كان الجميع يتنافس للسيطرة على نفط باكو، مثل الألمان والأتراك والروس والإيطاليين والإنجليز، وكلهم كانوا يتقاتلون للوصول لباكو أولا ويقتلون بعضهم البعض، وبعد 90 عاما من ذلك، جلس الجميع مجتمعين، وأسسوا شركة واحدة لإنتاج النفط، وباعوه للغرب. يمكن أن نتعلم درسًا من تلك الأمور، التي نتحارب عليها اليوم بعد 90 سنة، ولمَ 90 سنة، ربما العام المقبل، أو ربما بعد سنوات قليلة ستجعلنا ننظر لأنفسنا باستصغار. وأبناؤنا سيسألوننا ما الذي كنتم تفعلونه، وتضيعون حياتكم في الآلام. لذلك دعنا نخلق هذه الأجواء، وهذه الثقة، ونبدأ من الخارج أولا.
عندما كنت في الإمارات وهنا، وتحدثت لرجال أعمال فلسطينيين، كانوا يتفقون معي بوضوح في هذه الموضوعات، وقالوا نعم دعنا نضع السياسة جانبا، ولنناقش ما يمكننا فعله معا، وليس ما لا يمكننا فعله، وهذه بداية جيدة.
مساهمة بحرينية
هل يمكن لدول مجلس التعاون وبالتحديد البحرين المساهمة في هذه الجهود؟
- بكل تأكيد.
حسن النوايا
تأسيس هكذا علاقات سيساهم في تحقيق السلام في المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
- فتح الأبواب، وأن نكون نموذجا لحسن النوايا، والذي آمل أن أشهده كوني سفيرا إسرائيليا هنا، وأنا لست الوحيد الذي يحمل هذه الرؤية، حيث لمست ذلك عندما كنت على رأس البعثة في أبوظبي، أعتقد أن ما نوده هو أن نصنع مثالا يحتذى به، وأن نبين للمنطقة ما تعنيه إقامة علاقات متقاربة وطيدة وودية، وإظهار حسن النية، وتعريف الآخرين، وبناء نموذج، يدعو الآخرين لطرح تساؤل، لماذا لا نحتذي بذلك أيضا؟
نود أيضا أن نتبادل المعرفة والفرص، ونود أن نتبادل ثمار هذه العملية، وهل تعلم عندما كنت في أبوظبي وهنا في المنامة تصلني الكثير من الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من شباب يعيشون في باكستان والعراق وسوريا ولبنان والسعودية وعدد من الفلسطينيين والمغرب وآخرين يدعون لتقريب العلاقات، وأن هذا التوجه وهذا القرار الشجاع الذي أخذته القيادة البحرينية وفي الإمارات العربية المتحدة قد غيّر توجه الشعوب في المنطقة بالفعل من ناحية السلام.
أنا لا أقول إن الناس الآن قد بدأت بمعانقة بعضها، وبدأت بالرقص سويا، ولكن يمكنك تحسس اختلاف الآراء، فقد غيرنا التوجه، ونأمل أن يقود ذلك لعلاقات متقاربة أكثر في المستقبل ولإحلال السلام.
الرؤية واضحة
أعتقد أن الجيل الجديد الذي سينشأ على هذا المبدأ القائم على أهمية السلام، وهذا ما نراه واقعا من جانبنا، يوجب علينا أن نحاول دعم كل هذه المبادرات وهذه التوجهات، ويبقى السؤال المتعلق بمبدأ حل الدولتين، ما وجهة نظرك بهذا الخصوص؟
- كما تعلم أنا لست سياسيا، لذلك أترك هذا الأمر للسياسيين، لمناقشة كيف يمكن تحقيق ذلك، وأعتقد أن الرؤية واضحة كيف سنتعايش معا، ولكن كيف نحقق ذلك هو غير واضح.
ما نحتاج عمله هو زرع الثقة، وبناء العلاقات، ونجلس لنرى ما يمكن تحقيقه، وننظر لهذه العملية بواقعية، وأنه لا يمكن لكل طرف الحصول على كل ما يريده.
وعندما نستوعب ذلك، يمكننا أن نجلس معا، ونجد حلا، ولا أود أن أضع حلا مسبقا، كيف سيكون أو كيف يمكن، ولكن أعتقد أن القيادة الإسرائيلية طالما قالتها وهي الاعتراف بإسرائيل موطنًا لليهود، وكونها جنة آمنة لليهود، وغير لليهود، وإيقاف الإرهاب والعنف ويمكننا الانطلاق من هناك.
رقصة الناتغو
هل ترى أي إمكان لإعادة المفاوضات مع الفلسطينيين في الوقت الراهن؟
- رقصة التانغو تحتاج لطرفين (يقصد ضرورة وجود نية مشتركة)، وعليك أن تسأل العروس..
الازدهار الاقتصادي
هل أنتم جاهزون لذلك؟
- أؤكد أنه عندما تسعى لتحقيق شيء ما، سواء مفاوضات سياسية أو صفقة تجارية، فإن التوقعات والمطالبات يجب أن تكون واقعية
لذلك أعتقد أنه ما إن يتحقق ذلك، يمكننا أن نحقق أكثر من السلام، وما هو الهدف من السلام أصلا؟ الهدف منه الأمن، والذي بالنتيجة يحقق الازدهار الاقتصادي.
- الاستقرار..
- الاستقرار.. وكل ذلك هو بهدف الازدهار الاقتصادي، ليمكننا من العيش والازدهار. كلنا يجب أن نكون واقعيين، وأن نتحكم بتوقعاتنا، وعندما يتحقق ذلك يمكن أن نجد الأرضية المشتركة ونعيش في سلام.
أواخر الأربعينات
عندما نعود للحديث عن البحرين، فإن لدينا موقعا مميزا في المنطقة بالنظر لوجود أحد أقدم وأكبر المجتمعات اليهودية، والذين يعيشون معنا، وما أزال أتذكر طلبة معنا في المدارس، ونزورهم في بيوتهم، ويوجد كنيس يهودي، وربما نحن الدولة الوحيدة التي أقيم فيها ذلك، ولدينا مقبرة لليهود، وأنا أعرف أهمية ذلك في الثقافة اليهودية وللمبادئ اليهودية، لدينا هذه الأهمية فكيف تقيم وترى ذلك؟
- ما تفضلت به صحيح بخصوص الوجود اليهودي هنا منذ سنوات طويلة، وبمجيئي وحتى قبل مجيئي سعدت بلقاء وصداقة أفراد من الجالية اليهودية في البحرين.
كما التقيت بمواطنين إسرائيليين لهم أصول بحرينية، ومئات منهم يعيشون في إسرائيل، وزاروا البحرين في زيارة تثير العواطف في أول زيارة لهم، بعدما رحلوا عن البحرين في أواخر الأربعينات من القرن الماضي.
وسأخبرك بشيء آخر، هناك إسرائيليون من أصول بحرينية، ممن يودون زيارة البحرين، لبناء الجسور بين الشعبين، ومنهم نائب رئيس قسم البحوث بالجامعة العبرية في أورشليم (القدس) هو من أصول بحرينية، ووالده ولد في البحرين، وهناك أيضا أحد الرؤساء التنفيذيين لشركة إسرائيلية من أصول بحرينية.
أي شركة بالتحديد؟
- تديران. في هذه اللحظة، ونحن نتحدث هناك الكثيرين ممن يبحثون عن فرص الاستثمار وفتح مصانع هنا. لذا ترى هذه الصلة من الماضي تعود مرة أخرى، وهو ما يساعد كما قلت أنت في بناء جسور العلاقات.
تجديد المقبرة
سمعنا عن الدعوة لتجديد المقبرة اليهودية هنا في البحرين من قبل الحاخام بالإمارات ايلي أبادي، هل هذا مشروع مقبل سنراه قريبا؟
- قبل أسابيع عدة زارت سلالات أبناء شيمون كوهين البحرين، وعائلته وصلت للبحرين في رحلة مشوقة، وابنه الوحيد جاء على كرسي متحرك وهو في عمر التسعين. قال أحضروني هنا، حتى ولو كان هذا آخر شيء أشاهده في حياتي، وأنا جاهز لأموت في البحرين، ولكن أود أنا أرى البحرين. وأخذ عائلته لترى باب البحرين، ليريهم المكان الذي نشأ فيه، وكذلك زاروا المقبرة، وهناك قرروا أنهم يريدون تجديد المقبرة. وقد قرأت اليوم في الصحف أنهم بدأوا حملة جمع أموال، ليعودوا ويجددوا مقبرة أجدادهم، وكانت تلك الزيارة مؤثرة عاطفيا حتى بالنسبة لي.
أنا جئت من مدينة صغيرة في إسرائيل، وكنت مندهشا من وجود أناس يعيشون في مدينتي يعودون لأصول بحرينية.
نعمل بجد لتأسيس روابط اقتصادية قوية؛ لأنني أعتقد أن ذلك سيكون جسرا مهما، وأود أن تبنى علاقتنا على أساس متين كما هي العلاقات المعروفة والناجحة. العلاقات الاقتصادية كما أسلفت أنت العلاقة المباشرة بين الشعبين، والتي تتضمن برامج تبادل الشباب والرياضة والثقافة والمأكولات، وهذا فعلا ما يؤسس لاستقرار العلاقات والذي يجعل الناس تتمسك ببعض، وذلك عندما نخلق الاهتمام والفهم والمعرفة والتآلف.
قريبا ستكون هناك زيارات من وزراء إسرائيليين، والذين سيأتون للبحرين في أقرب وقت في إطار توطيد التعاون في مجالات مختلفة.
أعتقد أن أكبر عنوان عريض ممكن أن يكون هو أننا نتطلع لمستقبل أكثر إشراقا، عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
الأمن والاستقرار
هل تفكرون في برامج عمل مشتركة كبرنامج مشترك مثلا بين غرفتي التجارة في البلدين؟
- بالطبع، أنت تصيب كبد الحقيقة، والواقع أن العمل قائم على ذلك، وللعلم فإن كل ذلك بهدف الوصول لأعلى مستويات الأمن والاستقرار ليس فقط في البحرين، ولكن على مستوى المنطقة بالكامل.
وأكرر هنا، سينظر الآخرون لأنفسهم، ويسألون لماذا لا نفعل نفس الشيء؟
من الناس
هل سنرى قريبًا تأسيس جمعية بحرينية إسرائيلية ضمن برامج التواصل بين الشعبين؟
- أتمنى، وسأرحب بذلك بشكل كبير، وهذه المبادرة لا يجب أن تأتي من الحكومة، بل يجب أن تأتي من الناس. وإذا حصل ذلك سأكون أول من يحييهم، وأتمنى أن يدعوني للافتتاح.
عدد المسافرين
كم يبلغ عدد المسافرين من إسرائيل إلى البحرين وبالعكس منذ توقيع إعلان تأييد السلام؟
- ليس عددا كبيرا بسبب الجائحة التي أثرت بشكل كبير. أعتقد أن 4000 إسرائيلي قد زاروا البحرين بالفعل لحد الآن، وأن عددا أقل من البحرينيين قد زاروا إسرائيل، ليس الكثير مجرد عدد قليل.
الحدود الإسرائيلية كانت مغلقة بسبب الجائحة، وقد أعدنا افتتاحها الآن، ورحلات طيران الخليج لإسرائيل استؤنفت. وستنضم شركة “العال” وشركة “يسرائير” للطيران لزيادة خيارات السفر لإسرائيل، وبالتأكيد سنرى رحلات في الصيف بأعداد أكبر، وأن الإسرائيليين سيجدون في البحرين وجهة شتوية قريبة ودافئة، وأعتقد أن البحرينيين سيجدون في إسرائيل وجهة دافئة، وليست بحرارة البحرين في الصيف.
أستطيع أن أرى أن هناك ترتيبات لإقامة مؤتمرات في البحرين، وأعتقد أن سياحا من دول أخرى سيرغبون بالزيارة، ليعيشوا هذه التجربة، بالتنقل من إسرائيل للإمارات ثم للبحرين بطريقة مثالية
زيارات برلمانية
لم نشهد أي تواصل بين الكنسيت والبرلمان البحريني بالفترة الماضية فهل يوجد أي اتصال قريب؟
- لم يمض على وصولي سوى 5 أسابيع، وهناك بالفعل طلب من البرلمان الإسرائيلي للتواصل، وأنا على اتصال مع عضو مجلس الشورى نانسي خضوري كصديق جيد ومتعاون، وآمل التعرف على أصدقاء آخرين.
وأخطط للقاء رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى، وأعطني بعض الوقت.
الطيران للمنامة
متى ستبدأ طيران “العال” بتسيير رحلاتها للبحرين؟
- قريبا جدا.. إنها مجرد مسألة وقت.. أسابيع أو أشهر، ولكن رحلات شركة “العال” وشركة “يسرائير” ستبدأ بالطيران للمنامة.