العدد 4843
الإثنين 17 يناير 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
الإدارة بالمشاركة
الإثنين 17 يناير 2022

لا أكاد أرى ذاك الأسلوب الإداري الفاعل أو المنهجية العملية الناجحة في أي بيئة عمل تمتهن وتؤمن بالإنتاجية دون الاستخدام الواقعي والعمل بأسلوب الإدارة بالأهداف. هذا أمر قد يصعب علي الاعتراف بخلافه. ربما يشاركني البعض من الزملاء الممتهنين لمهنة الإدارة ممارسة واطلاعًا في رأيي هذا والذي هو نتاج رحلتي المهنية.


في مقالتي هذه أعرض أمامك سيدي القارئ صورة أخرى أو لنقل أسلوبًا آخر للإدارة قد نستطيع أن نطلق عليه أسلوب الإدارة بالمشاركة  Participative management والذي يعرّفه معجم المصطلحات الادارية بأنه : ’’مفهوم إداري يشجع مشاركة العاملين في صنع القرار وفي الأمور التي تؤثر على وظائفهم‘‘. محمود ديلمي في كتابة Understanding Cultural Diversity in the Gulf  يقول عن إيجابيات تطبيق هذا الأسلوب بأنه:
يجعل المرؤوسين أكثر سعادة وأكثر إنتاجية وأكثر ولاءً والتزامًا تجاه مؤسستهم. فالناس كما يقول ديلمي يفضلون بأن تكون لديهم الرقابة على الأحداث وأنهم مشاركون في صنع القرار والتغيير. سيدي القارئ أعرض أمامك هذا الموقف الذي يكاد يجسد الممارسة الفعلية لهذا الأسلوب ولكن بشيء من التغيير الذي قد تفرضه الثقافة الشخصية وربما تسنده الثقافة المؤسسية:


أعد نائب الرئيس قرارًا بتطبيق نظام الدوام المرن Flexi time  وقبل الشروع في تعميمه قام بعرضه على مديري الإدارات لإشراكهم في صنع هذا القرار. وبدأ اجتماعه قائلاً: “كما تعلمون فإن الإدارة بدأت بدراسة هذا المشروع دراسة متأنية واستفادت من التجارب والممارسات الفعلية لهذا النظام من قبل بعض المؤسسات. وأود إبلاغكم بأن هذا القرار قد أُشبع دراسة وتحليلا من قبل الإدارة التنفيذية والتي أبدت موافقتها النهائية عليه كما هو أمامكم. وختم اجتماعه قائلاً: من لديه ملاحظة يمكن أن يدلي بها الآن. أشكر لكم حضوركم”. تبادل الحضور نظرات الحيرة.


 ما رأيك سيدي القاريْ في هذا الموقف على ضوء تعريف أو مفهوم أسلوب الإدارة بالمشاركة والذي ورد آنفًا. ما رأيك في تطبيق هذا الأسلوب في مؤسستك؟ هل يمكن أن يكون للتدريب دور في التطبيق السليم والواقعي لهذا الأسلوب أم أن هناك متطلبات أكثر تعمقًا من ذلك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية