+A
A-

في لقاء لـ “مسافات البلاد” مع المخرج بشارة: السعودية في الطريق الصحيح

جلس المخرج الكبير مع الصحافة ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي وكان هذا الحوار الرائع معه حول ترميم أفلامه بالمهرجان وأشياء أخرى:


*حدثنا أولا عن عملية تريمي أفلامك الكلاسيكية في البحر الأحمر السينمائي.

سعدت جدا لدرجة البكاء عندما علمت عن عملية ترميم 8 من أفلامي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، على الرغم من أن ذلك يتطلب العديد من الخطوات الكبيرة، وكجزء من الجهود المبذولة لتعزيز السينما في المملكة، عرض المهرجان الأفلام المفضلة في المسارح في جميع أنحاء المملكة، والحقيقة أنا ممتن جدًا للمخرج الموهوب محمود الصباغ، الذي جاء بفكرة استعادة أفلامي، خصوصا وان العروض كانت كاملة العديد، خصوصا مع بعض العروض التي تبدأ في وقت متأخر من الليل، المملكة العربية السعودية وجمهوري هنا عزيز جدا علي بكل أمانة، وأنا ممتن جدا لرؤية 8 من أفلامي تم إعادة ترميمها للجمهور مع 5 منها تظهر في جدة والرياض والظهران.


*حدثنا عن عملية الترميم كيف كانت؟

البداية كانت في العام الماضي عندما جاءني المخرج السعودي محمود صباغ والمدير التنفيذي للمهرجان أنطوان خليفة وعرضوا علي فكرة المهرجان والانضمام اليهم باللجنة الاستشارية، وفرحتي لم توصف عندما اعلنوا لي عن ترميم مجموعة من أفلامي، خصوصا وأنا لا أملك أيا من أفلامي! واعلم جيدا المبالغ الكبيرة التي ستطلب لهذه العملية التي أجريت بالهند وهي حوالي 30 ألف دولار، ونحن نعلم بأن ترميم الأفلام في مصر يحتاج ميزانية كبيرة جدا واختصاصيين للحفاظ على النسخة المصرية من كل فيلم.

والأفلام هي الطوق والاسورة من العام 1986 ومن تمثيل كل من شريهان، فردوس عبد الحميد، وعزت العلايلي، وفيلم يوم مر يوم حلو من انتاج 1988 ومن تمثيل كل من فاتن حمامة، سيمون، محمد منير، وفيلم آيس كريم في جليم 1992 ومن تمثيل كل من عمرو دياب، سيمون، جيهان فاضل، حسين الإمام، علي حسنين، أشرف عبد الباقي، وفيلم أميركا شيكا بيكا1993 من تمثيل كل من محمد فؤاد، شويكار، ونهلا سلامة، وفيلم إشارة مرور 1996 مع ليلى علوي، محمد فؤاد، أحمد آدم، وعزت أبو عوف.


*كيف وجدت السعودية من آخر زيارة لها؟

أنا اعشق هذه الأرض جدا، وتقريبا أزورها باستمرار، ولاحظت مؤخرا التحول المذهل الذي حدث منذ ذلك الحين، لا أستطيع التعرف على أي شيء باستثناء جدة القديمة، لقد بقيت في ذاكرتي عندما ذهبت لتصوير المنطقة من أجل المتعة، وشملت زيارتي مؤخرا تقديم حلقة دراسية نظمها المهرجان بعنوان "تجديد السينما من خلال المؤامرات والقصص والعروض"، حيث تحدثت عن حياتي المهنية وتحدياته وطموحي في جعل الممثلة المصرية شيريهان نجمة في أحد أعمالي، والحقيقة الصف الرئيس كان مذهلا أمامي من الجمهور العاشق للفن من السعوديين، وكانت هناك أسئلة مثيرة للاهتمام حقا من أنطوان خليفة، الذي كان ذكيا وكان لديه فهم كبير لمهنتي ككل، ما جعله واحدا من أكثر الأحداث نجاحا.

السينما السعودية حققت قفزة من خلال الجيل الجديد من المخرجين الذين يقومون بصنع أفلام استثنائية وشجاعة على مستوى فني رفيع ويتم مشاهدة هذه الأفلام في المهرجانات الدولية وتكتسب التقدير والجوائز، وما نشاهده واضح في صناعة الأفلام التي تتحرك وهي واعدة جدا بسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية، أصبحت هذه الأفلام المعروضة الآن شجاعة في معالجة الأشياء التي لم تناقش من قبل، وهو أمر إيجابي للغاية، إنه جهد كبير، وهذا هو الغرض من الفن، ولا بد أن نرى نتائج مثمرة ومذهلة، والحقيقة واضحة أن السعودية في الطريق الصحيح.


*ماذا ستقدم بعد المهرجان في السعودية؟

قدمت لموسم الرياض مسرحية تتناول 5 قصص حب في حياة عبد الحليم، 4 منها حقيقية، وواحدة فقط هي التي تم صياغتها دراميا، والمسرحية من تأليف الكاتبة عزة شلبي وأحمد نبيل، ويشارك في بطولتها عدد كبير من الشباب من خريجي مركز الإبداع الفني والمعهد العالي للفنون المسرحية، والمخرج المنفذ للعرض الفنان أحمد محارب ”دوجلاس".

المسرحية صممت في لندن وبإشراف خبراء بريطانيين وعرب وتضم قاعة تحتوي مقتنيات خاصة ونادرة بالعندليب الأسمر وتعرض لأول مرة، إضافة إلى مطعم ومقهى يحتوي على صور نادرة لعبدالحليم، كما توجد آلات موسيقية مثل الغرامافون وأكثر من 100 رسالة وإهداءات المعجبين، يقدم المسرح أغاني عبد الحليم حافظ وعرضا بانوراميا بعنوان ”حبيبتي من تكون“.

وزرت مؤخرا جامعة ”عفت“ في جدة للبحث عن عمل الطلاب كجزء من نشاطاته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ورأيت هناك بعض الأعمال الواعدة من النصوص، واستكمال الأفلام، والحقيقة كنت صارما وصادقا مع الأعمال التي اعتقد أنها لا ترقى إلى المعايير، ربما إذا كنت أعطي رأيي بهذه الطريقة القاسية، قد يفيد الشباب الذين ما زالوا يجدون طريقهم، إنها ليست نهاية العالم عندما يخبرك أحدهم أنك سيء.            ​