+A
A-

هل نجح البلديون في إرضاء ناخبيهم؟

شهور قليلة تفصلنا عن الانتخابات المقبلة، والتي بدأ لأجلها المرشحون العدة على كافة المستويات لتحشيد الناخبين، ولضمان الأصوات، في ظروف صحية واجتماعية استثنائية وغير متوقعة.

وفي ظل الانشغالات المحمومة لأداء النواب، ولمخرجات المجلس التشريعي الحالي، وللتصويت في دهاليزه، وكذلك بنشاط المرشحين الجدد، والتوقعات لمن سيخرج من المجلس ومن سيبقى ومن سيدخل، تتجه الأنظار أيضا الى زملائهم الآخرين والذين لا حس ولا خبر لبعضهم، وأعني الأعضاء البلديين.

فالأعضاء البلديين هنا، جملة من الحكايات واليوميات المتناقضة بالفعل، في ظل انقسامهم الى ثلاثة أقسام لا رابع لها، وهي تقسيمات حددتها الفصول الماضية، وحددها أدائهم، وحديث الناس، والإعلاميين والكتاب، فما هي؟

التقسم الأول، وهو المتعلق بالبلديين المنتجين والذين لا يغيبون عن أعين ناخبيهم لحظة واحدة، ولا العكس، ووجودهم حاضر منذ اللحظة الأولى من دخولهم المجلس، سواء في الأداء، أو التواصل مع الجهات الخدمية، أو وصل الناس، أو بالتواجد الإعلامي النافع والمنتج، والكل يعرفهم وبالأسم.

التقسيم الثاني وهم الأعضاء الخامدون، "اللي مالهم حس ولا خبر" وهذا النوع قد لا يعرفه الناخب حتى لو مر العضو البلدي من جانبه، لا صوت لهم، ولا حضور، ولا أداء، ولا وصل لأحد. كيف فازوا؟ الله اعلم.

التقسيم الثالث، وهم الأعضاء اللذين يطمحون في الوصول الى المجلس التشريعي من خلال العمل البلدي أسوة بنظرائهم السابقين، والذين نجحوا في ذلك، وبأكثر من تجربة.

هذا التقسيم بالذات، يهادن الناخب حتى لو كان على حساب وجود مخالفات بلدية في دائرته والتي قد يتسبب بهم الناخبين أنفسهم، فرضاهم (وأعني الناخبين) أسمى وأهم من أي اعتبار آخر، وهذه حقيقة مؤلمة ومؤسفة.

في المقابل، يتعذر بعض الأعضاء البلديين من ضعف الأداء، بسبب الضغوطات التي تمارسها معهم الجهات الخدمية -على حسب قولهم- على رأسها وزارة الأشغال، وما يشوب ذلك من سحب للصلاحيات، أو تدخلات في عملهم، وبأن الجهود المبذولة منهم والاجتماعات، تنتهي بالغالب الى نهايات مسدودة.

لكن، العديد من الأعضاء الآخرين ينجحون- بشكل مناقض- في خدمة دوائرهم بلديا، وخدميا، ويوصلون الصوت، ما يعني أن المقدرة على تحقيق الواجب موجودة، متى ما وجدت الإرادة لذلك.