+A
A-

لا وجود لفكر منظم حقيقي للتأسيس في الكيانات الثقافية

أقيمت يوم أمس بمركز كانو الثقافي ندوة بعنوان "مستقبل المؤسسات الثقافية الأهلية في البحرين"، بمشاركة الشاعر علي عبدالله خليفة، أحمد الجميري، أنور احمد وخليل المدهون وبإدارة خالد الرويعي. 
من دون شك أن الحديث عن المؤسسات الثقافية الأهلية التي بدأت متواضعة ومن ثم تطورت تطورا سريعا ومتتابعا، يحتاج إلى وقت طويل، ونظرا لمحدودية المساحة تنقل "البلاد" أبرز ما جاء فيها:
استهل عريف الندوة بالتحدث عن تاريخ الكيانات الثقافية في البحرين، واصفا أنها امتداد أصيل لأسرة هواة الفن، بعدها طرح سؤالا على الجميري يتعلق بسبب اختفاء جمعية البحرين للموسيقى. 
أين هم من تخلوا عن جمعية البحرين للموسيقى؟

قال الجميري: حسب معلوماتي الأخيرة أن رئاسة الجمعية سلمت إلى جمال السيد، الذي كان يمتلك استوديو ومن ثم أصبح هذا الاستوديو مقرا لها، ولم تكن بذات قيمة وقوة آنذاك، وكانت بلا حضور ولا أنشطة. وبعد مرور فترة من الزمن، قررت الجهة المسؤولة توقيفها وليس إغلاقها لحين النظر في الأوضاع من كافة الجوانب، ودعت للاجتماع، خصوصا وأن في تلك الفترة برزت مجموعة من الخريجين الشباب والهواة أيضا، ولكن مع الأسف دب الخلاف في هذا الاجتماع، علما أن ميزانية الجمعية السنوية لم تتوقف بل كانت تدخل في حساب الجمعية في البنك.
وأضاف الجميري أن المعنيين هم من تخلوا عن الجمعية وليس الجهة الرسمية، ولو نظرنا في تاريخ الجمعية منذ تأسيسها في السبعينات لرأينا أنها لم تبن على شكل مؤسسي قائم على الأنظمة واللوائح، وهذا ما سبب العديد من المشاكل.


تأسيس المؤسسات قائم على تجمع الأصدقاء وليس القانون
وردا على سؤال حول حقيقة غياب التشكيل المؤسسي القائم على الأنظمة واللوائح في المؤسسات الثقافية أجاب الشاعر علي عبدالله خليفة:
في البداية، لابد أن نتعرف على الجذور، بمعنى أن التجمعات الثقافية في البحرين بدأت منذ قديم الزمان على شكل مجالس شعبية في البيوت، وكانت هذه المجالس على مستويات أيضا، فرجل الدين كان يستقطب في مجلسه رجال الدين، والشاعر والأديب يستقطب الأدباء والشعراء والمهتمين وهكذا، وعلى مستوى اقل هناك ما يمكن أن نسميه بتجمع "الفرجان".
هاجس التجمع كان موجودا منذ الأساس في جذور المواطن البحريني، لذلك نجد أن تأسيس المؤسسات الثقافية في البحرين قائم على تجمع الأصدقاء، وبالتالي يأتي القانون والنظام في المرتبة الثانية، وهذا يفسر لنا عدم وجود الفكر المنظم الحقيقي للتأسيس ما أفرز الخلل الذي نعيشه لغاية اليوم وتسبب في الكثير من الخلافات.
وأضاف خليفة: النظرة البعيدة للتأسيس ودخول القانون كعصب أساس له مفقود في مؤسساتنا الثقافية. 


مسرح أوال يتبع الأنظمة واللوائح الداخلية 
من جهته، أكد أنور أحمد وفي السياق ذاته أن الأساتذة المؤسسين لمسرح أوال كانوا يمتلكون الفكر المؤسسي المنظم، وعلى رأسهم أول رئيس للمسرح راشد نجم، عبدالله يوسف، خليفة العريفي، قاسم حداد وعبدالرحمن بركات وغيرهم من المؤسسين. صحيح كان التشكيل قائما على مجموعة من الأصدقاء ولكن كان على أسس وأصول وليس ارتجالا، وهم اليوم في المسرح امتداد لأولئك المؤسسين ويسيرون على ما وضعوه من تنظيم وخطة سير.
وأردف أنور "الخلافات واردة في كل المؤسسات الثقافية ولكن إذا كانت هناك معايير وأنظمة ولوائح داخلية حتما سيكون هناك التزام، وهذا ما يعتمد عليه مسرح أوال". 

سبب معاناة جمعية الفن المعاصر من الركود الثقافي
بعدها، تحدث رئيس جمعية البحرين للفن المعاصر خليل المدهون عن الحراك التشكيلي في البحرين وبداية معرفته بالجمعية، والأجيال التي تعاقبت عليها من المؤسسين وغيرهم، كما أن فترة التسعينات كما وصفها هي الأنشط في تاريخ الجمعية، والسبب يعود إلى تخرج مجموعة من الشباب من القاهرة في ذلك الوقت، بعد ذلك عانت الجمعية من ركود ثقافي من بداية سنة 2000 لغاية 2007، إذ اقتصرت الأنشطة على المعرض السنوي في الجمعية أو بعض المعارض القليلة، وهذا يعود في المقام الأول بسبب ابتعاد الشباب، ناهيك عن التقاعس الإداري وبعض الأمور الأخرى.