بدأ نجم الكوميديا “بن تيرين” حياته في هوليوود بالعمل أمينا لمخازن أحد المنتجين، وكان رجلا سيئ السمعة، سليط اللسان، وحدث يوما بعد انتهاء التصوير أن شاهد المنتج أمين المخزن وهو يلتقط باقة من الزهور ويخفيها تحت سترته، ثم يتسلل بها من الباب، فاستولى الغضب على المنتج، وقرر أن يتبعه إلى الخارج.. وأسرع “بن تيرين” في سيره حتى بلغ أحد المدافن، وبعد أن دار بأنظاره حوله تسلق السور، واقترب من أحد القبور، وهناك وقف وخلع قبعته، ثم أخرج الزهور من تحت سترته، ووضعها على القبر.
وأحس المنتج وهو يراقب هذا المشهد أن غضبه تبخر، وكان التأثير لا يزال باديا عليه عندما قابل “بن تيرين”، بعد ذلك اعترف له أنه تبعه حتى المقبرة واعتذر له عن ذلك قائلا: هذا شعور طيب منك يا “تيرين” ومنذ الآن أرجو أن تأخذ الزهور التي نستخدمها في تصوير الأفلام لتضعها على القبور، فقال تيرين.. سأفعل ذلك.
وفي إحدى القصص الصينية القديمة كان هناك رجل سكير عربيد لا أحد يستلطفه في القرية، والجميع ينفر منه ومن حماقاته، وذات يوم لاحظ أحد أبناء القرية تسلله ودخوله في مكان مهجور يقع على ضفاف النهر القريب من القرية، واستمر في مراقبته لعدة أيام، وبعدها ذهب إلى أهل القرية وأخبرهم بما شاهده، وتيقنوا بلا تردد أنه يخفي شيئا ما في ذلك المكان ولا يريد لأحد أن يطلع عليه، وليس من المستبعد أن يكون قد قتل أحدا وسرق ماله.
تجمعوا في وقت واحد وتبعوه خلسة إلى المكان المهجور، لكنهم صدموا لما شاهدوه واقشعرت أبدانهم، بل إن بعضهم لم يتمالك نفسه من البكاء، فقد كان الرجل السكير يأتي إلى المكان ليطعم قطة جريحة لا تستطيع التحرك!
الخلاصة.. لا تحكم على الآخرين بسهولة وكأنك تجر عربة أطفال.