العدد 4848
السبت 22 يناير 2022
banner
الحقارة في السفارة
السبت 22 يناير 2022

ربما فضل البعض اختيار مفردة “الحقارة” لتوصيف تجربة شخصية أو معاناة أو مواجهة أو ظروف معينة عايشها وأنزلت عليه الضرر من جماعة السفارة المعنونة بمفردة “التجديد”! وربما لم يتمكن البعض الآخر من كتم وجعه الشديد مما عانى بسبب بعض أعضاء تلك الجماعة التي كانت سمومها تفتك به وبعلاقاته الأسرية والاجتماعية، وعلى هذا السياق، يمكن تلخيص ردود الأفعال من جانب بعض القراء على مقال يوم السبت الماضي 15 يناير المعنون بـ “قطاع الطرق.. سرقة بالتجديد والتجديف”.


من بين الاتصالات والنقاشات والرسائل التي استلمتها ما يكشف حالة من الوعي تارة، والصدمة تارة، واليقظة تارات أخرى من هذه الجماعة التي وصفها أحد القراء الكرام بأنها ظهرت بثوب جديد مختلف تمامًا عما هو شائع عنها، ومكمن الخطر في هذا الإطار هو إطلاق أمور خارجة عن العقل والمنطق، وكل دينهم قائم على الأحلام والرؤى، وجاءت تلك الإطلاقات في خطابهم أو منشوراتهم أو أدبياتهم في “صورة حضارية” يزعمون فيها أنهم يخاطبون العقل والمنطق، وأنهم دعاة حب وسلام، ويستخدمون مفاهيم وقيما عليا لتكون بمثابة الغطاء لما يطرحون من أفكار جديدة من قبيل تحرير العقل والخروج من العبودية وحرية التفكير إلى آخره.


يرى القارئ الكريم في رسالته بعد أن تتبع حلقات اثنين من رؤوس تلك الجماعة أن ما سمعه عبارة عن رأي أو وجهة نظر شخصية حول قضية ما، ومحاولة لإثبات ما ذهب إليه من خلال الدوران مرات عديدة حول ذات الفكرة، ولم يكن هناك أي استشهاد واضح بالنص النبوي، بل أغلب ما طرح كان عبارة عن استشهاد بآيات من القرآن الكريم وتفسيرها حسب ما يرى المتكلم ويفهم، ولا أعتقد أن ذلك يكفي لتفسير آيات الذكر الحكيم، ولا حتى لتغيير قناعات المجتمع وثوابته.


هناك نقطة جوهرية يشدد عليها الإخوة القراء وهي النصيحة بألا ينخدع الناس، لاسيما الشباب، بأصحاب المصطلحات الجذابة والسرد المشوق، فالمتتبع الذكي يعلم أن كل ما يطرحونه اليوم عبارة عن “استحسانات شخصية”، غير مدعومة ببراهين وأدلة دامغة، ولكن، لطالما أن سلاحهم الإعلام والتكنولوجيا، فحبذا أن يبادر المتخصصون بكشف مغالطات جماعة السفارة وتسفيه أطروحاتهم بأسلوب علمي، فلا فائدة من تكرار قصتهم القديمة في الثمانينات.


وأتفق مع الرأي الذي يركز على أن هذه الجماعة، بكل أساليبها المبهرجة وتراكمات سلوكها وحرفية تخطيطها وتنفيذ منهجها، إلا أن مؤشر إدراك المجتمع البحريني ولاسيما البيت الشيعي لمخاطرها بات مكشوفا أمام الملأ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية