+A
A-

الأمير رضا بهلوي لـ “البلاد”: النظام الإيراني سينهار... ونريد السلام مع الجميع

- أقـول لقواتنا المسلحـة والحرس الثوري حان الوقت للوقوف بجانب المواطنين

- محور المقاومة يحاول تشويه النجاح الملحوظ لاتفاقيات السلام الإبراهيمي

- الاتفاق مع السعودية يكون مع “إيران ديمقراطية” تحترم حسن الجوار

- الاحتجاجات تجتاح كـل إيران وبالتنسيق في الداخـل والخارج سننتصر

- الشعب يغرق بالفقر والنظام يضحي بالموارد للقتال من أجل “أيديولوجيته”

- الفوضى جزء من حمض النظام النووي حيث يكرس نفسه لـ “تصدير الثورة”

- النظام يدعم الحوثيين وحزب الله في لبنان والعراق وبشار الأسد لزعزعة الاستقرار

أكد ولي عهد إيران السابق ونجل شاه إيران سمو الأمير رضا بهلوي أن الاحتجاجات في إيران صارت تحصل كل بضعة أشهر بعد أن كانت تندلع كل بضع سنوات، مضيفا أن المعارضين موجودون في كل ركن من أركان البلاد ابتداءً من المدن الرئيسة مثل طهران ومشهد، وصولا إلى المدن والقرى الأصغر.


وأشار سموه في حوار أجراه معه رئيس تحرير صحيفة “البلاد” مؤنس المردي عبر تقنية الاتصال المرئي إلى أن الاحتجاجات تحتاج إلى دعم من خلال التكامل، بمعنى ربط الاحتجاجات ببعضها بعضا وإيصال أصوات المعارضين، خصوصا من خارج البلاد، مؤكدا أن النظام سوف ينهار.


وتابع أن الإيرانيين انقلبوا على النظام؛ لأنهم يعانون مشكلات لا نهاية لها مثل الفقر والبؤس والقمع، في وقت يضحِّي هذا النظام بالموارد التي يجب أن ينفقها على الشعب الإيراني للقتال؛ من أجل أيديولوجيته، موهما العالم أن الملف النووي هو الأهم، في حين أن القضية الأهم هي طموحات النظام الإقليمية ورغبته في إقامة خلافة شيعية.


وعلى صعيد متصل، أشار ولي عهد إيران إلى أن النظام الإيراني لن يغير سلوكه تجاه المملكة العربية السعودية؛ لذا فإن أي توافق معها لابد وأن يكون مع إيران علمانية ديمقراطية تحترم جيرانها وتتعامل بحسن نية معهم.

وأوضح في سياق حديثه، أن النظام ادعى أنه سعى إلى السلطة لإنهاء الإمبريالية، بينما عمل على سن إمبريالية وحشية بطريقته الخاصة، من خلال دعمه الحوثيين وحزب الله في لبنان والعراق ودعم بشار الأسد في سوريا؛ بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة، فالفوضى جزء من حمضه النووي، حيث يكرس نفسه لـ “تصدير الثورة”، مشيرا إلى أن البديل لذلك يتمثل في المعارضة، فنحن كإيرانيين نريد أن نعيش بسلام مع جيراننا، ونريد السلام مع البحرينيين والسعوديين والإماراتيين والكويتيين والإسرائيليين ومع الجميع.


الخارطة السرية
- سمو الأمير ما الخارطة السرية وتحركات المعارضة الإيرانية في الخارج، وكيف ستستثمر في الاحتجاجات داخل إيران خصوصا بعد التدهور الذي شهدته الأوضاع في إيران والقمع والعنف الذي قوبلت به الاحتجاجات؟
- أنت محق فيما أشرت إليه بخصوص الاحتجاجات والقمع في بلدي. والأهم من ذلك أن نلاحظ الزيادة في وتيرة حدوث هذه الاحتجاجات، في العادة كانت هذه الاحتجاجات تحصل كل 10 سنوات أو نحو ذلك، ثم أصبحت كل بضع سنوات، والآن نراها كل بضعة أشهر إن لم يكن كل بضعة أسابيع.


الأهم من ذلك، أنهم موجودون أيضًا في كل ركن من أركان البلاد ابتداءً من المدن الرئيسة مثل طهران ومشهد إلى مدننا وقرانا الأصغر، نشهد احتجاجات في كل مكان مع متظاهرين من كل الطبقات الاجتماعية، هؤلاء، كما قلت واجهوا قمعا كبيرا من قبل النظام. ومع ذلك، بدأنا نرى عناصر من قوات الأمن يفكرون مرتين قبل إعطاء أوامرهم بالقمع، لقد بدأوا يسألون أنفسهم لماذا يجب أن يطلقوا النار على مواطنيهم، وقد رأينا هذا مؤخرًا في أصفهان.


ومع ذلك، تحتاج هذه الاحتجاجات إلى دعم من خلال التكامل، بمعنى ربط الاحتجاجات ببعضها بعضا وإيصال أصواتهم، هذا شيء بإمكان المعارضة فعله، بل يجب أن تفعله، خصوصا من خارج البلاد، حيث إن نقاط التنسيق ذات النطاق الواسع ضعيفة للغاية في الداخل.


ثانياً، يجب أن تستمر المعارضة في إيصال هذه الرسالة إلى المجتمع الدولي. يجب أن يكون العالم على دراية بما يعرفه الإيرانيون بشدة - هذا النظام سوف ينهار. هل العالم مستعد لليوم الذي سيلي هذا الانهيار؟ هل المنطقة مستعدة؟


خلافة شيعية
- كيف تقيمون النظام في إيران من حيث القدرة على البقاء والاستمرار والتغلب على الضغوط والتحديات الداخلية التي يواجهها، وكذلك إدارته الملفات العالقة مع المجتمع الدولي، وأهمها الملف النووي والتوتر والتجاذب الجاري في مفاوضات فيينا والمماطلات الإيرانية؟


- الدول المستبدة/ الشمولية دائما ما تبقى على قيد الحياة طالما أمكنها ذلك. سقوط هذه الدول الشديد دائمًا ما يفاجئ أولئك الذين ينظرون إليهم من الخارج دون رؤية ثاقبة لمشكلاتهم المزدوجة التي لا نهاية لها - الفقر في الداخل ومعاداة بقية دول العالم.


هذا بالضبط ما نراه في إيران اليوم. هذا النظام يضحِّي بالموارد التي يجب أن ينفقها على الشعب الإيراني للقتال؛ من أجل أيديولوجيته حول العالم. لقد سئم الإيرانيون من هذا. لقد انقلب الآن شعب إيران ضد هذا النظام من جميع نواحي الحياة والخلفيات الاقتصادية والمعتقدات السياسية أو الفئات العمرية.


حسنٌ، الحديث بأن الملف النووي هو الأهم هو ما يريد النظام منك أن تعتقد به، وقد انطلت تلك المخادعة على السيد أوباما. في حين أن القضية الأهم هي طموحات النظام الإقليمية ورغبته في إقامة خلافة شيعية.


مع سلبياته المتوقعة والمتكررة، على عكس ما كان عليه الوضع قبل الثورة، يدفع النظام بالقضية النووية كوسيلة لصرف الانتباه عن ضعفه المتناظر وحتى الحديث عن القضية النووية كأهم قضية هو بمثابة قبول فرضيتهم الخاطئة.


إرادة الشعب
- يتردد صدى الأخبار بين الحين والآخر حول إجراء حوار بين إيران وبعض دول المنطقة، كالسعودية على سبيل المثال على أمل التقارب وإقامة العلاقات. برأيك هل يمكن أن تنجح مثل هذه المحاولات؟ أم إن هناك اختلافات في السياسات تعيق نجاح هذه المحاولات؟


- لقد عملت على تحرير بلدي لأكثر من أربعة عقود. في ذلك الوقت، التقيت قادة سياسيين من مختلف أنحاء منطقتنا، وكانوا أشخاصا ذوي فكر، كانوا يعرفون أن هذا النظام لن يغير سلوكه أبدًا.


أنا متأكد أنهم يتذكرون اقتباس روح الله الخميني الذي قال إنه قد يكون على استعداد لنسيان القدس وقضية الفلسطينيين، لكنه لن ينسى أبدًا رغبته في الإطاحة بنظام المملكة العربية السعودية، ولا يملك خامنئي الشرعية لتغيير هذا القرار.


إنهم يعلمون أن السبيل الوحيد للاستقرار والعلاقات المثمرة حقًا هو مع إيران علمانية ديمقراطية بناءً على إرادة الشعب الإيراني. إيران التي نتصورها ستوازن بين كرامتنا الوطنية واحترام جيراننا وحسن النية للتعاون معهم. يجب أن يحافظ أصدقاؤنا في المنطقة على مستوى معين من الاتصال بين الحكومات، لكنهم لن يصلوا إلى نتيجة وبالتأكيد لن يضعوا حدًا لأهم مخاوفهم مع هذا النظام الحالي.


إمبريالية وحشية
- من مشاهدة كل متابع لتطور وتطورات المنطقة، فإن التوتر يسود في أي منطقة تتواجد فيها إيران بأي شكل من الأشكال، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها وأتباعها في المنطقة. ما نتائج تصرفات هذا النظام، وما رؤيتك المبدئية لآليات المواجهة ومواجهة هذا الوجود الإيراني السلبي والخطير، وما خططك كمعارض لإلزام السياسة الإيرانية بمبادئ العلاقات الدولية، قواعد حسن الجوار والالتزام بعدم بالتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين؟


- ادعى هذا النظام أنه سعى إلى السلطة لإنهاء الإمبريالية. ما فعله بدلاً من ذلك هو سن إمبريالية وحشية بطريقته الخاصة في المنطقة، بدايةً بدعمه الحوثيين ووقوفه لجانب بشار الأسد في حربه على الشعب السوري، وصولا إلى دعمه لحزب الله في تدمير لبنان، ودعمه للإرهابيين في العراق والقائمة تطول. النظام في بلدي عازم على زرع الفوضى في المنطقة؛ لأنه يعتاش على الفوضى، والفوضى تسمح له بزرع نفسه أكثر كقوة إقليمية.


هذا ليس تكتيكا يستخدمه النظام، بل إنها إستراتيجيته وجزء من حمضه النووي، حيث يكرس نفسه لـ “تصدير الثورة” وزعزعة استقرار دول المنطقة لمصلحته الخاصة. وأؤكد أن خامنئي لا يملك الرغبة أو القدرة على تغيير ذلك؛ لأن ذلك سيعني نهاية هذا النظام وحملته لإقامة خلافة شيعية وزعزعة استقرار أصدقائنا في المنطقة وإسقاطهم عن عروشهم، إلا أن البديل لذلك يتمثل في تحالف متنوع للمعارضة والغالبية العظمى من الشعب الإيراني، وهو يختلف تمامًا عن النظام.


نحن الإيرانيين نريد أن نعيش بسلام مع جيراننا ونريد السلام مع البحرينيين والسعوديين والإماراتيين والكويتيين والإسرائيليين ومع الجميع. لن يكون لدى إيران المستقبلية أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية للجيران، ونتوقع نفس الشيء في المقابل - وهو ما توافق عليه غالبية المعارضة الديمقراطية العلمانية. وأبعد من السلام، نريد تعاونًا مثمرًا وهذا فقط ممكن إذا نجح الشعب الإيراني في سعيه إلى الحرية.


الأخطاء الكارثية
- هناك قوى ومؤسسات تمثل دولة داخل الدولة الإيرانية تفرض سيطرتها وهيمنتها على النظام الحاكم في طهران، مثل الحرس الثوري، هل المعارضة الإيرانية في طهران، في حال وصلت إلى السلطة، قادرة على التعامل مع هذه القوى والمؤسسات، وكيف ستدير الملفات الداخلية والبرنامج النووي؟


-  أنا نفسي كنت جنديا وخدمت أمتي كطيار مقاتل، وعندما غزا صدام حسين بلدي ورغم أنني كنت في المنفى، إلا أني تطوعت للعودة للدفاع عن إيران. هذه هي عقيدة الغالبية العظمى من جنودنا - إنهم مكرسون للدفاع عن إيران وليس هذا النظام.


لقد كان لديّ مفهوم المصالحة الوطنية كمبدأ إرشادي في كفاحي؛ من أجل الحرية من أجل إيران في العقود الأربعة الماضية، وربما كان العنصر الأكثر أهمية في ذلك هو الدور الذي ستلعبه القوات المسلحة ما بعد الجمهورية الإيرانية الإسلامية.


ولكن دعنا ننظر في دور الحرس الثوري الإيراني. سبب إنشائه والغرض المحدد له دستوريًا هو الدفاع عن ثورتهم وتصديرها، عندما ينهار هذا النظام الثوري، ما الذي سيتعين عليه الدفاع عنه؟ لا شيء؛ لذا بمجرد أن ينتهي تدخله في الاقتصاد والفساد الهائل الذي يحتقره الشعب الإيراني، فإنه سيفقد استقلاليته ويخضع لقيادة سياسية جديدة لا تعتمد على قمع الداخل الإيراني ولا زعزعة الاستقرار خارج حدود إيران، وبإبعاد المتعصبين المؤدلجين من القيادة من قبل التحرك الشعبي، سيتم دمج الجنود المتبقين في قواتنا المسلحة النظامية للدفاع عن بلادنا وحدودها.


وسنعمل على إعادة دمجهم في المجتمع ونتجنب الأخطاء الكارثية التي ارتكبت، على سبيل المثال، في العراق، حيث تم طرد القوات المسلحة بشكل جماعي، وتم حمل السلاح لإحداث الفوضى والرعب وعدم الاستقرار حتى يومنا هذا. ولهذا السبب أتحدث باستمرار، علنا وسرا، إلى القوات المسلحة وحتى الحرس الثوري لأخبرهم أنه عندما يحين الوقت يجب عليهم الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، وليس هذا النظام، فإن مستقبلهم مع مواطنيهم، وليس مع نظام يحتضر. ولنتذكر أن إيران قبل الثورة كانت قادرة تمامًا على الدفاع الوطني من دون أسلحة نووية. وبالمثل، بعد هذا النظام، فإن إيران الجديدة التي لا تخلق أعداء بالتدخل في شؤونهم الداخلية لن تحتاج إلى أسلحة نووية.


 اتفاقيات السلام
- ما رؤية وتصور المعارضة لمستقبل العلاقات بين إيران ومملكة البحرين ودول الخليج المجاورة، وكيف يمكن أن نعمل معا على مختلف القضايا والأزمات في المنطقة؟


- مستقبل إيران هو في يد الجيل جديد، جيل سئم وتعب من الفقر والبؤس والقمع، الواضح في جميع أنحاء محور المقاومة أن يدفع هذا النظام بهذا المحور إلى تشويه النجاح الملحوظ لاتفاقيات السلام الإبراهيمي.


علما أن الخوض في تفاصيل الاحتمالات والفرص الهائلة بمجرد انضمام إيران إلى الحلف هو خارج نطاق هذه المقابلة، أنا متفائل جدًا بما يمكننا تحقيقه مع أخواتنا وإخواننا في جميع أنحاء المنطقة من خلال الترتيبات الأمنية الجماعية، والسوق المشتركة والمزيد.