+A
A-

تدشين "حكاية حب في زمن الكورونا" للقائد بـ "أسرة الأدباء"

أقامت أسرة الأدباء والكتاب مساء أمس الأول حفلا لتدشين رواية "حكاية حب في زمن الكورونا" للشاعر الروائي عبدالحميد القائد، حضرها نخبة من المهتمين وأصدقاء الأسرة، وقدمها الناقد فهد حسين، مسلطا الضوء على تجربة القائد الروائية والجهد الكبير والملكة الأصيلة عنده.

وتقع الرواية في 174 صفحة وطبعت بدار "اسكرايب" للنشر والتوزيع في القاهرة، والغلاف والرواية بأكملها من تصميم المصمم جمال الخياط، وهي عبارة عن محاولة لتوثيق لفترة الكورونا، وهي الفترة التي سببت رعبًا لا يستهان به في كل أرجاء العالم واختطفت ملايين الأرواح. في خضم هذا الألم والمأساة تخرج حكاية حب في زمن الكورونا... حب نادر بكل مواصفاته.

بعدها قرأ القائد جزءا من الرواية هذا نصه:
كان الوقت مساءً.
عندما كان عائدًا من القاهرة في يناير 2020 يلاحظ أن التجهيزات في مطار بلده بخلاف العادة. هناك مسح لدرجة حرارة القادمين. بدأ رعب الكورونا يقترب. خلال شهر تقريبًا يبدأ الفيروس نشاطه في هذه الجزيرة الحالمة. يفقد البلد أو العالم توازنه ويفقد الناس رباط جأشهم. كأنه زلزال يقضي على الأخضر واليابس.
تصاب أخته بالمرض فيهرع إلى المستشفى. هناك يرى عينين تنظران إليه بدهشة واستغراب وكأنها رأت شيئًا صاعقًا. عينا طبيبة حسناء تونسية، لا ترفع عيناها عنه. هنا يبدأ الفصل الغرائبي.. هنا يولد الشغف الغريب. هو ربما يشبه أحدا تعرفه... ربما... ربما.
تغلق المؤسسات الحكومية والشركات أبوابها وتقفل المطاعم والمقاهي وتصبح القهوة وحيدة... كل شيء مقفل حتى القلوب المذعورة، كل شيء يتحوُل إلى العالم الافتراضي. وسط هذا الخراب يولد حب غير عادي بل في قمة الغرابة. يتطوع البطل في المستشفى مرشدًا نفسيًا لمرضى الكورونا وأهاليهم فهذا المرض هز أركان النفوس. ويلتقي بحالات إنسانية ووقائع حزينة جدًا.
البطل مهووس بالزمن ويشعر أو يدّعي أن بإمكانه أن يسمع صوت الأزمنة الفائتة. ينطلق مع تلك الحسناء إلى الربع الخالي محاولًا أن يسمع من تحت الرمال أصوات قوم عاد وثمود ويعتقد أنهم ما زالوا يعيشون تحت الرمال العميقة وكثبان الربع الخالي المجهول. مفاجآت تحدث في هذه المنطقة وأحداث مثيرة غير متوقعة. يغرق في حب عميق مع الحسناء التونسية لكنها فجأة تختفي دون سبب واضح. بعد فترة يكتشف أنها عادت إلى بلدها بخدعة ماكرة من أحدهم. يتوجه إلى تونس ويلتقي بحبيبته وهناك يزور الأماكن الأثرية ويسمع صوت الزمن السحيق. في تونس تنتظره مفاجأة أو صدمة ربما لا تحدث إلا في الخيال تزلزل كيانه. ويظل كل ذلك سرًا لا ينطق به لأحد.
في النهاية هو في الطائرة مع حبيبته ممسكا بيديها طوال الرحلة، وهو يقول لها: لا سؤال قبلك ولا سؤال بعدك.. لا سؤال أبدًا.
ينزلان من سلّم الطائرة. كان المطر يهطل بغزارة ناثرًا حبّاته اللؤلؤية على الوجوه وعلى أرض المطار. إنها إيقاعات فرح احتفالًا بالعاشقين.. عشقُ يشبه قوس قزح.