العدد 4852
الأربعاء 26 يناير 2022
banner
عن الأزمة الأوكرانية والسلم العالمي
الأربعاء 26 يناير 2022

يوما تلو الآخر تتدحرج الأزمة الأوكرانية مثل كرة الثلج، منذرة ومحذرة من ما هو أكثر هولا، لاسيما أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها عازمة على اتخاذ موقف مختلف عما اتخذته في جورجيا عام 2008.


المتابعون لتطورات الأزمة يرون مشهدا مثيرا يتمثل في تسليح غربي غير اعتيادي لأوكرانيا، والتي تلقت مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة يتجاوز رقمها 200 مليون دولار، ناهيك عن ما أرسلته بريطانيا وفرنسا، عطفا على دول البلطيق التي أرسلت صواريخ مضادة للدروع والطائرات. علامة الاستفهام في هذا المقام: “هل هي بداية الطريق للمواجهة العسكرية بين روسيا من جهة والغرب في صورة أوكرانيا من جهة ثانية؟


المعروف للخبراء العسكريين أن روسيا قادرة ليس فقط على احتلال أوكرانيا إن شاءت في ساعات فقط، بل إنها إن رغبت يمكنها أن تقوم بالزحف على القارة الأوروبية مرة جديدة، وغالب الأمر فإن هذا ما تدركه ألمانيا بقوة، وهي الدولة التي تعرف الثمن الغالي للحرب، لهذا نراها ترفض تسليح أوكرانيا، حتى إن غضبت كييف. ماذا عن الجانب السياسي في الأزمة والذي يكاد يتسبب في مواجهة نووية عالمية؟


باختصار غير مخل، تبدو شهوات قلب الناتو ماضية قدما لجهة الشرق، ذلك أن هناك توجها يريد ضم أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف، الأمر الذي يهدد الأمن الروسي الإقليمي بشكل واضح لا يقبل الشك.


الناتو الذي تعهد من قبل بعدم التمدد شرقا، هو عينه اليوم الساعي لنشر بطاريات صواريخ متوسطة المدى تطال المدن الروسية الكبرى، وهو الأمر الذي دونه خرق لقتاد روسيا إن جاز التعبير. وأسفرت المفاوضات بين الجانبين الروسي والأميركي الخاصة بتقديم ضمانات أمنية لموسكو عن لا شيء، ما يعني أن الغرب الأميركي والأوروبي عازم على حصار روسيا بشكل كبير ومن غير رجعة.. هنا يبدو السيناريو الأقرب من جهة روسيا متمثلا في القيام بعملية عسكرية محدودة في أوكرانيا، عملية هدفها الرئيس تحريك الأوضاع سياسيا بأكثر من احتلال أجزاء من أوكرانيا.


المراقبون للمشهد العسكري على الحدود الروسية – الأوكرانية لاسيما من العسكريين يقولون إن العملية كان من المفترض أن تحدث قبل عدة أسابيع، غير أن ذوبان الثلوج بسبب ارتفاع درجة الحرارة، دفع القيادات العسكرية الروسية للتأجيل، لكن من دون شك القارعة قادمة، وربما هذا هو سبب سحب الدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين لأسرهم من كييف. “المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .