العدد 4852
الأربعاء 26 يناير 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
النظرية السياسية البريطانية
الأربعاء 26 يناير 2022

في عالم السياسة الدولية هناك هدف واحد لكل الدول العظمى تريد تحقيقه بشتى الطرق، وجملة شتى الطرق تتضمن الحرب والسلام والمعاهدات والتحرش السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، وتتضمن أيضا دعم أطراف معينة، سواء كانت كيانات أو منظمات أو دكاكين لحقوق الإنسان أو عملاء وأشخاصا يتم إلباسهم ثياب حرية التعبير والإعلام والحقوق والديمقراطية، ويتم تسويقهم عبر مؤسسات هذه الدول كوزارات الخارجية والبرلمانات والمؤسسات الحقوقية التابعة لهذه الدولة أو تلك، أو التي لها علاقة خفية مع بعض هذه الدول، وكل هذه الطرق والأساليب هي بنظر الدول الكبرى وسائل مشروعة نظرا لأن السياسة لا تخضع للقيم والمبادئ والضمير الإنساني، بل تحضع للمصلحة.


ولكل دولة عظمى نظرية سياسية استعرضناها سابقا، وهي نظرية الصين وروسيا والولايات المتحدة، أما بالنسبة للنظرية السياسية البريطانية، وقبل الخوض في تشخيصها علينا أن ندرك أن بريطانيا كانت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس لعدة قرون، وعليه فإن سياسييها يأخذون بالاعتبار هذا الإرث السياسي البريطاني.


وبكل بساطة وحتى يستطيع القارئ معرفة هذه النظرية بعيدا عن الحشو والفلسفة التي لا داعي لها، فإننا سنضرب مثالا بسيطا سيسهل معرفة النظرية السياسية البريطانية بنسبة 80 %، وهذا المثال يرتكز على سؤال يوجه إلى ثلاثة بريطانيين، فالأول سيكون مع، والثاني سيكون ضد، أما الثالث فسيكون محايدا، لكن إذا كانوا بريطانيين اثنين فقط فالأول مع ولكن بحيادية، والثاني سيكون ضد ولكن بحيادية، وإذا ما كان السؤال سيوجه فقط لبريطاني واحد فإنه سيكون مع في نقطة وضد في نقطة ومحايد في نقطة أخرى.


وهذه هي حقيقة النظرية السياسية البريطانية لا تضع نفسها أو بيضها بسلة واحدة حفاظا على سياستها واستقلاليتها، وتطبيقا لنظريتها السياسية لعل أبسط مثال هو التالي: بريطانيا أوروبية لكنها ليست بالاتحاد الأوروبي بل عضو في النيتو، بمعنى أنها مع أوروبا بالنيتو لكنها ليست مع أوروبا بالاتحاد الأوروبي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .