+A
A-

بدء الحراك الانتخابي مبكراً

رصدت "البلاد" بداية الحراك الانتخابي بشكل مبكر جداً يسبق الانتخابات البرلمانية والبلدية بعشرة اشهر تقريباً، وذلك عبر المنصات الحديثة والتي أصبحت البوابة المثلى للوصول الى الناخبين وللتأثير عليهم، وربما استقطابهم.

فعلاوة على ظروف الجائحة، ومسببات الاغلاق، والتباعد الاجتماعي المعروفة، تمثل المنصات الوسيلة المثلى لقلب موازين البوصلة الانتخابية والتي ظلت لسنوات تراهن على التواصل الشخصي والمباشر، وعلى الخطب الجماهيرية والاتصالية.

تغريدات قوية، وأشعار ناقدة، ونزول ميداني للدوائر، يواكبه تصوير فيديو لكل شاردة وواردة تحدث، ولكل كلمة تقال، ومقاطع مباشرة سناب من موقع الحدث.

كلها أساليب جديدة يقدمها المرشحون المتحملون لأهالي دوائرهم بشكل مبكر، تتحدث عن التواصل وعن الاهتمام والسؤال، وتسليط الضوء على أولوياتهم واحتياجاتهم، فهل تنجح؟

وعلاوة على ذلك، يركز هؤلاء على الملفات الساخنة لدى المواطنين، كالعلاوة التقاعدية، والإسكان، والغلاء المعيشي، والبطالة، ولكن ما الحلول التي يقدمونها او التي هي بمتناول يدهم؟ وهل هي مجرد جعجعة بدون طحين أم ماذا؟

وهل نقدهم للوزارات الخدمية كالإسكان والعمل والتربية سيكون أمرا مجدياً أيضاً؟ وهل نقدهم اللاذع للبرلمان وللمجالس البلدية ولأعضائها سيمهد الطريق لهم هم ليكونوا بدلاء عن من نراهم على صفحات الجرائد اليوم؟

يرى بعض المراقبون، والمواطنون أنفسهم، بأن سياسات الضرب من تحت الحزام هذه لم تعد مؤثرة مجدية كما بالسابق، مع زيادة الوعي الانتخابي للمواطنين.

وبأن استغلال الظروف الاقتصادية الراهنة، وهفوات بعض النواب، وإهمال البعض الآخر منهم، ليس مبرراً كافيا لقبول النقد، كدلالة على نزاهة الناقد، ومقدرته لأن يكون بديلاً افضل.

فبعد تجارب انتخابية متعددة للشارع البحريني، طالت اختيار ممثلي الجمعيات الدينية والليبرالية والخيرية والتكنوقراط والاقتصاديين، بات الخيار الأفضل اليوم وفق حديث العامة، هو للشخوص الأقرب للشارع وللناس بشكل مستمر، ممن لا يحتاجون تسويقا لأنفسهم أو ترويج، أو توجيه السهام للآخرين.

كما أن الصوت المرتفع في الاختيار اليوم، بات يتحدث كثيراً عن طبيعة المؤهلات الاكاديمية والكارزما الشخصية كحجر زاوية لاختيار المرشحين.

وهي ميزة من مزايا عديدة، تمثل نداً في الطلب لما يحتاجه الناس في كل الأوقات، وهو أمر يتخطى الأسلوب التقليدي في دغدغة المشاعر، وكتابة القصائد، والهجوم على الآخرين، أفراداً كانوا أو جهات.