العدد 4853
الخميس 27 يناير 2022
banner
التعليم من أجل التنمية والسلام
الخميس 27 يناير 2022

للتعليم دور كبير في تحسين حياة الإنسان ونمائها، والتعليم الجيد الشامل للجميع يُحقق المساواة بين الجنسين، ويكسر دائرة الفقر والبطالة، ويجعل جميع الأطفال والشباب يلتحقون بالمدارس والجامعات، وتؤكد التقارير أنه “مازال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس، و617 مليون طفل ومراهق، و40 % لا يكملون تعليمهم الثانوي، و4 ملايين طفل لاجئ غير ملتحقين بالمدارس”.


التعليم اليوم ليس فقط تعلم القراءة والكتابة؛ فبجانب ذلك لابد أن يحدث التعليم تحولا في حياة الإنسان وفي علاقته مع الآخرين، ومع التكنولوجيا التي تغلغلت في حياتنا وأصبحت جزءًا منها، والتي بدونها لا نستطيع أن نواكب الركب والتقدم، وبتحقيق مستقبل تنموي مستدام، فالتعليم اليوم ليس منفعة خاصة للفرد، بل منفعة عامة للجميع، به تتحقق التنمية وإطلاق الطاقات الكامنة لأفراد المجتمع ليشاركوا بقدر إمكانياتهم لتحقيق الرفاه، وللحفاظ على البيئة وصون كوكب الأرض من الملوثات.


التعليم ضرورة فردية ومجتمعية، ويحتفل باليوم الدولي للتعليم هذا العام تحت شعار “إعادة التفكير وتحويل مسار التعليم” كونه أداة تنموية وأحد أهداف التنمية المستدامة، وذلك يُحتم أن يحصل الجميع على التعليم العادل الذي نصت عليه المادة (26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأن يُتاح أمام فئات وطبقات المجتمع بدون استثناء. التعليم تأثر كثيرًا بانتشار “كوفيد 19” الذي تسبب بحدوث خلل بالغ في العملية التعليمية في جميع أنحاء العالم، ما حدا بها بأن تتكاتف وتعمل معًا لأجل استعادة العملية التعليمية لتكون بمسارها السابق. إن غلق أبواب المدارس في زمن الجائحة لم يوقف مسار التعليم، فقد حل التعليم عن بُعد محل التعليم المباشر في المدارس، وهو نهج لقيَّ تجاوبًا مجتمعيًا وأسريا، كخطوة تؤكد أن التعليم يستمر لا ينقطع، وتدريجيًا تمت عودة التعليم لسابق عهده في المدارس مع توخي الحذر واتباع الإجراءات الاحترازية والتعليمات الصحية.


التعليم لا يتوقف بل هو أمرٌ مستمر، لأنه حيوي للإنسان والمجتمع، واستمراره أمر ضروري لجميع الأزمان، فلا حياة بدون تعليم، ولا تنمية ولا سلام بدون تعليم، ومع هذه الأزمة وبغيرها ستكون إرادة الإنسان قوية لتوفير التعليم لجميع أفراد المجتمع وبدون توقف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .