+A
A-

عابدين: 3 أيام إجازة سيحسّن الصحة النفسية للموظفين ويجذب المبدعين

الاكتئاب‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬يكبّد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬خسائر‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭ ‬تريليون‭ ‬دولار

احتياج‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬مؤسسي‭ ‬خاص‭ ‬باستشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬التحليلي

 

استعرضت عضو مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية، سارة عابدين، خلال ندوة “البلاد” أهم التوصيات التي أصدرها مؤتمر الموارد البشرية الذي نظم مؤخرًا والتي انصبت على أهمية توفير التدريب المتخصص لإكساب الموظفين مهارات صحية نفسية جديدة في بيئة العمل. 
وقالت عابدين إن منتدى الاقتصاد العالمي أظهر أن الضغط والاكتئاب في مواقع العمل كبد الاقتصاد العالمي خسائر بلغت 1 تريليون دولار.
واردفت قائلة “الصحة النفسية تؤثر على أداء الموظف وبالتالي على الإنتاجية وأداء المؤسسة بشكل عام والذي سيرجع بالتبعية على تحقيق الأهداف المرجوة”.
وأوضحت أنه وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة گالوب (Gallup) بحلول أبريل 2020، انخفضت معدلات الراحة والصحة النفسية للموظفين إلى أدنى مستوياتها منذ ركود سوق العمل الكبير عام 2009.
كما أشارت إلى أنه منذ ربيع 2021 حتى الوقت الحالي، تنامت ظاهرة استقالة الموظفين عالميًّا فيما أسماه أنتوني كلوتز بـ (موجة الاستقالات الكبرى)، مضيفة أن أحدث تقارير مايكروسوفت تشير إلى رغبة أكثر من 40 % من القوى العاملة حول العالم تقديم استقالتهم هذا العام.
وأردفت قائلة “يعاني 1 من كل 6.8 شخص من مشاكل الصحة النفسية في مكان العمل، وتشير الدلائل إلى أن 12.7 % من جميع أيام الغياب بداعي المرض في بريطانيا مثلا يمكن أن تُعزى إلى حالات الصحة النفسية”.
 كما أشارت إلى أن عدم التوازن النفسي يؤثر بشكل كبير على كيفية تفكير الشخص وتصرفاته وتفاعله مع الآخرين، وأضافت قائلة “من الناحية العملية، فإن الخلل النفسي يؤثر على تفكير الشخص وحالته وسلوكه العاطفي، وتعطل قدرته على العمل أو القيام بأنشطة يومية أخرى”.
وأوضحت عابدين أن هبوط معدلات الصحة النفسية يعود إلى فقدان العديد من العاملين القدرة على الموازنة بين الراحة والعمل. مشيرة إلى أن جائحة كورونا أبرز عامل غير متوقع على كافة الأصعدة في عام 2020، لكنه ليس الأوحد.
وأيدت عابدين اقتراح تقليص أيام العمل في الأسبوع إلى 4 أيام مقابل 3 أيام إجازة، موضحة أن تجربة ايسلندا التي أشارت إليها الزميلة حجي خير مثال على الفائدة التي ستعود على العامل والموظف من هذا الاقتراح.
وأوضحت قائلة “كرس الإنسان حياته منذ القدم للعمل طوال النهار وحتى الليل أحيانا، ولكن الثورة الصناعية أجرت بعض التعديلات في حياة العاملين، بحيث أصبحوا يعملون 16 ساعة في اليوم و 6 أيام في الأسبوع، مشيرة إلى أن هذه المعايير أصبحت اعتيادية حاليا، وهي العمل 8 ساعات في اليوم أي 40 ساعة في الأسبوع، ولم تعد موجودة في جميع الدول المتطورة.
وأوضحت عابدين أنه ليس هناك ما يدعو للعجب من ارتياح العاملين من تجربة ايسلندا. ولكن ما يدعو للدهشة هو تحسن أدائهم، حيث بقيت إنتاجيتهم ثابتة وفي بعض الأماكن ارتفعت.
وأشارت العابدين إلى أن هناك دراسات عديدة أجريت في بلدان أوروبية خلال أعوام 2005-2015 كانت نتائجها مماثلة، وأثبتت وجود علاقة عكسية مباشرة بين الإنتاجية وطول يوم العمل. فكلما زاد طول يوم العمل، انخفضت إنتاجية العامل والعكس صحيح.
ولفتت إلى أن الحكومة الإسبانية عملت على إطلاق مشروع تجريبي في 2021، يسمح بتطبيق العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع، للشركات المهتمة بهذه الفكرة، وأيضا نيوزيلندا والمانيا.
وأضافت قائلة “من وجهة نظر شخصية وقراءة للواقع الاقتصادي أعتقد إن هذا المشروع التجريبي سيرى النور قريبا خصوصا مع تركيز وتوجهات الحكومة نحو إنشاء بيئة اقتصادية داعمة للإبداع والابتكار ويمكن هذا النوع من التجارب يمثل نقطة جذب لأصحاب العقول والمبدعين حول العالم لوضع البحرين على خارطة مدارهم”.
وعن أثر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على الموارد البشرية، قالت عابدين إن المؤثرات كثيرة وأهمها زيادة كفاءة الموارد البشرية، وفر الوقت والمال واكتساب خبرة أفضل للموظفين”.
وأشارت عابدين إلى أن الحاجة لتطبيق مفهوم القيادة الحديثة أو التحويلية ضرورة حتمية مع التغيرات المتسرعة في سوق العمل واحتياجات المؤسسات، وأردفت قائلة “صارت قيادة التغيير من أكثر مفاهيم القيادة ملاءمة في المرحلة الراهنة، حيث إن القيادة التقليدية ترتكز على التخطيط والتنظيم والتوجيه والإشراف و الرقابة”.
واستطردت بالقول “في حين أن قيادة التغيير الحديثة تبنى على تحديد الرؤية والعمل على التفاف القوى العاملة في المؤسسة بمختلف أقسامها وأدوارها حول هذه الرؤية، بالإضافة إلى العمل المستمر لتحفيز الموظفين ورفع الروح المعنوية والارتباط بالرؤية وتحفيز الدافع الداخلي لهم من أجل الوصول للأهداف المرجوة مع استمرارية التأكيد على دورهم الأساسي لتحقيق هذه الرؤية”. 
وأشارت إلى احتياج الشركات إلى برنامج مؤسسي خاص باستشراف المستقبل التحليلي، حيث يطور منتجات لتقديم رؤى وتنبؤات مستقبلية لصناع القرار باستخدام البيانات الضخمة وقدرات التحليل المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويوظف فريقًا وطنيًا متمكنًا بتخصصات متعددة للإسهام في دعم صناعة القرارات وتقييم مؤشرات الأداء.