العدد 4856
الأحد 30 يناير 2022
banner
بروين شو
الأحد 30 يناير 2022

في خضم انقسامات العالم حول استخدامات السوشال ميديا تظهر لنا الإعلامية الكبيرة الدكتورة بروين حبيب في ثوب إعلامي جديد تناقش من خلاله عددا من القضايا بطريقة لا تخلو من الحس العالي تجاه قدرات الذات، فبروين الفتاة الجميلة التي تغلبت على معضلة اللغة العربية التي نعاني منها بأغلبية ساحقة، خصوصا مع انغماسنا في اللهجات المحلية الدارجة استطاعت لا عبر الممارسة فقط، إنما بالدراسة والتفقه إلى أن أنجزت درجة علمية كبيرة في مجال يعد نادرا في هذا الزمن وهو اللغة العربية التي لا يفقه في أصولها إلا من رحم ربي، فتجدنا حتى نحن كإعلاميين نمتلك من الأخطاء ما لا يستنتجه أو ينتبه له إلا من هم على دراية وعلم باللغة أمثال القديرة بروين حبيب.
ومازلت هنا في سرد قصتها ما بين الثقافة والإعلام، ولأنها حملت على عاتقها مسؤولية أن تقدم إعلاما لا يعتمد على جمال الشكل والقبول فقط، إنما مزيجا خالصا ما بين رجاحة العقل ودبلوماسية اللسان وكاريزما الشخصية، فتجدها تنتقل بخطوات راسخة من برنامج لآخر تناقش فيه قضايا ثقافية وفنية وأدبية ببصمة خاصة بها، إلا أن برنامجها الحديث “بروين شو” فاجأنا بما كنا لا نعلمه من قبل عن فراشة الشاشة، فهي تمتلك من القدرات الفنية ما يوازي الأدب والثقافة، فقد برعت في تجسيد شخصيات درامية خرجت من قبل على الشاشة الصغيرة بحرفية عالية من ناحية الأداء الجسدي، رافعة شعارا لطالما ناديت به وكتبت عنه في مقالات عدة يجسد إمكانية تلاقي الفن والعلم والأدب والأناقة وخفة الظل والفكاهة في شخص واحد، ولا أجمل من ذلك مثالا “بروين شو” الذي تقدم من خلاله عددا كبيرا من الإمكانات الهائلة المجتمعة في شخص بروين.
ومضة:
تحية من القلب للقديرة الدكتورة بروين حبيب التي استطاعت أن تختصر من خلال برنامجها أفكارا عدة لطالما أحببت تناولها في الإعلام الجديد “السوشل ميديا” أو من خلال مقالاتي هذه، فمن انغمس في تقدير ذاته وتطويرها وتدريبها للوصول إلى أحلامه الكبيرة بأخلاقه العالية، مازال طفلا في براءته وضحكته وسعادته وحتى في شقائه، وسأختم مقالي هذا باقتباس من مقال “فاشونيستا العلم” 2018، حين كتبت “لا أعلم بالتحديد أين تكمن الإشكالية في الجمع ما بين الأدب والعلم والفن، ولا أدري لماذا نحن في عالمنا العربي نصبغ المسميات العلمية أو المناصب بملامح لشخصيات قاسية متقلبة المزاج تخلو من لمسات إبداعية لم نتعرف عليها في الجانب الآخر لنفس الشخص”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .