+A
A-

السفير الماليزي لـ “البلاد”: البحرين تفوقت على دول عالمية في احتواء كورونا

600‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬حجم‭ ‬المبادلات‭ ‬والقطاع‭ ‬الإنشائي‭ ‬فرصة‭ ‬استثمارية‭ ‬واعدة

الدراسون‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬كوالالبمــور‭ ‬تقلـص‭ ‬عددهــم‭ ‬مــن‭ ‬300‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬فقــط

 

قال‭ ‬السفير‭ ‬الماليزي‭ ‬شازريل‭ ‬بن‭ ‬زاهيران‭ ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وماليزيا‭ ‬بلغ‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

وأبدى‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬خص‭ ‬به‭ ‬“البلاد”‭ ‬رغبة‭ ‬بلاده‭ ‬بزيادة‭ ‬المبادلات،‭ ‬وترحيبه‭ ‬بالمستثمرين‭ ‬البحرينيين‭ ‬لاستكشاف‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬ماليزيا،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنها‭ ‬عملية‭ ‬تبادلية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شركاء‭ ‬حقيقيين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭.‬

وأشار‭ ‬بن‭ ‬زاهيران‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اللقاء،‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬بالإيفاء‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬الصحية‭ ‬تجاه‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنها‭ ‬تقدم‭ ‬أفضل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬مقارنة‭ ‬بمستوى‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الإجرائية‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

 

كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين؟‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬بمستوى‭ ‬الطموح؟

العلاقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬متميزة‭ ‬وفريدة‭ ‬وتتجه‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬ومتوازية‭ ‬بفضل‭ ‬إشراف‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬شخصياَ،‭ ‬وأعبر‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬عظيم‭ ‬شكري‭ ‬وتقديري‭ ‬لجلالته‭.‬

ولقد‭ ‬عبر‭ ‬جلالته‭ ‬لي‭ ‬بأنها‭ ‬علاقة‭ ‬أشقاء‭ ‬مع‭ ‬بعضهم،‭ ‬ولها‭ ‬خصوصيتها‭. ‬ويظهر‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬مدى‭ ‬أهميتها‭ ‬مع‭ ‬نموها‭ ‬المتسارع‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

وأنوي‭ ‬كسفير‭ ‬جديد‭ ‬لماليزيا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأن‭ ‬أذهب‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭ ‬أكثر،‭ ‬وأن‭ ‬نبحث‭ ‬كيفية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬أكثر،‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭.‬

كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬لجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا؟‭ ‬وهل‭ ‬هنالك‭ ‬تعاون‭ ‬بحريني‭ ‬ماليزي‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن؟

نجحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بذل‭ ‬غاية‭ ‬الجهد‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الفيروس،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬مقارنة‭ ‬بمستوى‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الإجرائية،‭ ‬ولقد‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجنسيات‭ ‬المختلفة‭ ‬الموجودة‭ ‬بالبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬حرصت‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬لمواطنيها‭ ‬ولبقية‭ ‬الجنسيات‭ ‬الأخرى‭ ‬المقيمة‭ ‬هنا‭.‬

كما‭ ‬أوفت‭ ‬البحرين‭ ‬بجميع‭ ‬التزاماتها‭ ‬الصحية؛‭ ‬لضمان‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬بمختلف‭ ‬أطيافهم،‭ ‬ولم‭ ‬تتأخر‭ ‬أو‭ ‬ترتبك‭ ‬لفرض‭ ‬نموذجهم‭ ‬المناسب‭ ‬للبلد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬والوقائية؛‭ ‬لحصر‭ ‬الفيروس‭ ‬بأضيق‭ ‬نطاق‭ ‬ممكن‭.‬

ومع‭ ‬تفاعل‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬السلس‭ ‬لهذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬ندعو‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لأن‭ ‬تتخذ‭ ‬المملكة‭ ‬كنموذج‭ ‬بذلك‭.‬

وللأسف‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬بشكل‭ ‬مفتوح،‭ ‬وفي‭ ‬ماليزيا‭ ‬كان‭ ‬تعاوننا‭ ‬مع‭ ‬الجيران‭ ‬ومع‭ ‬المساعدات‭ ‬الأممية‭ ‬كافيا‭ ‬لمواجهة‭ ‬الفيروس،‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬وأشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬آفاقا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والذي‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كم‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬البحرينيين‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬ماليزيا؟‭ ‬وهل‭ ‬هنالك‭ ‬توجه‭ ‬لفتح‭ ‬جامعات‭ ‬أو‭ ‬أكاديميات‭ ‬ماليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين؟

في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬تحديداً،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نركز‭ ‬جهودنا‭ ‬لتنميته‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬بالسابق‭ ‬مرتفعاً‭ ‬نسبياً‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬طالب‭ ‬بحريني،‭ ‬ولكنه‭ ‬مال‭ ‬للنزول‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬طالبا‭ ‬فقط‭.‬

وقد‭ ‬يرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدراسي‭ ‬للتخصصات‭ ‬المتوفرة‭ ‬بماليزيا‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬كأولوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطالب‭ ‬البحريني،‭ ‬وهنا‭ ‬يقع‭ ‬دورنا‭ ‬بأن‭ ‬نطلع‭ ‬على‭ ‬التخصصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للبحرينيين؛‭ ‬لكي‭ ‬نركز‭ ‬عليها‭ ‬كالعلوم‭ ‬الطبية،‭ ‬وأن‭ ‬ندفع‭ ‬بتقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التسهيلات‭ ‬الدراسية‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬

وعن‭ ‬أهم‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬بها‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬ماليزيا،‭ ‬فهي‭ ‬الاتصالات‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والهندسة،‭ ‬وعلوم‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬ومجالات‭ ‬العلوم‭ ‬المختلفة،‭ ‬والدراسات‭ ‬العليا‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتعاون‭ ‬لفتح‭ ‬فروع‭ ‬للجامعات‭ ‬الماليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬توجه‭ ‬لذلك‭ ‬الآن،‭ ‬ولكننا‭ ‬نعمل‭ ‬لخلق‭ ‬تعاون‭ ‬بحثي‭ ‬وأكاديمي‭ ‬بين‭ ‬جامعات‭ ‬البلدين،‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬خبراء‭ ‬متخصصون،‭ ‬منها‭ ‬البرامج‭ ‬الخاصة‭ ‬بكوفيد‭ ‬19‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاتي‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬الأكاديميين،‭ ‬فإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬عالي‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجانب‭ ‬الماليزي‭.‬

كم‭ ‬هي‭ ‬نسبة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين؟‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬بمستوى‭ ‬الطموح؟

حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بحدود‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬نسبة‭ ‬منخفضة،‭ ‬ويبدو‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المناسبة،‭ ‬ومعظم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬هو‭ ‬بمجالات‭ ‬التصنيع‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬تعاونا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تصدير‭ ‬واستيراد‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬ولكن‭ ‬هنالك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬علينا‭ ‬استكشافها‭ ‬منها‭ ‬المجال‭ ‬الإنشائي،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬منتعشا‭ ‬بالسابق،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستكشف‭ ‬الاهتمام‭ ‬البحريني‭ ‬لتوفير‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متطورة‭.‬

وعلينا‭ ‬كممثلين‭ ‬للشأن‭ ‬الماليزي‭ ‬أن‭ ‬نسوق‭ ‬للمستثمر‭ ‬الماليزي‭ ‬الحوافز‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬بهذه‭ ‬المجالات،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬بذلك‭ ‬مع‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭.‬

إلى‭ ‬أين‭ ‬وصل‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي،‭ ‬وهل‭ ‬هنالك‭ ‬مشاريع‭ ‬ثقافية‭ ‬قادمة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين؟

الطبيعة‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬تستدعي‭ ‬الاهتمام‭ ‬والدراسة،‭ ‬ولقد‭ ‬نجح‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بتقديم‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينية‭ ‬بكل‭ ‬احترافية‭ ‬ومهنية،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬يحيلنا‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وثقافاته‭ ‬المتنوعة،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬كون‭ ‬البحرين‭ ‬مرفأ‭ ‬مهماً‭ ‬منذ‭ ‬الآلاف‭ ‬السنين،‭ ‬وكذلك‭ ‬ماليزيا‭.‬

ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬تتفهم‭ ‬الاختلاف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وتعزز‭ ‬ثقافتها‭ ‬باحتواء‭ ‬الآخر،‭ ‬والقطاع‭ ‬الآثاري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بارز،‭ ‬وعلى‭ ‬الماليزيين‭ ‬أن‭ ‬يزورا‭ ‬المزارات‭ ‬السياحية‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

ولقد‭ ‬قمنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بتقديم‭ ‬عروض‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الماليزي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وننوي‭ ‬تكرار‭ ‬ذلك،‭ ‬ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نبرز‭ ‬عروضا‭ ‬راقصة‭ ‬أو‭ ‬النتاج‭ ‬السينمائي‭ ‬الماليزي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬محنك،‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأن‭ ‬التعاون‭ ‬بيننا‭ ‬لا‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بشكل‭ ‬أساس‭.‬

وأعتقد‭ ‬أيضاً‭ ‬بأننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬آليات‭ ‬مختلفة‭ ‬لإبراز‭ ‬الثقافة‭ ‬الماليزية‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ككل،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬هنالك‭ ‬صورة‭ ‬نمطية‭ ‬بأن‭ ‬الثقافة‭ ‬الماليزية‭ ‬هي‭ ‬شبيهة‭ ‬بجيرانها‭.‬

ما‭ ‬أهم‭ ‬الصناعات‭ ‬والواردات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬البلدين؟‭ ‬وهل‭ ‬هنالك‭ ‬آفاق‭ ‬لفتح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي؟‭ ‬

بالطبع‭ ‬هنالك‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬تشمل‭ ‬قطاعات‭ ‬صناعية‭ ‬تجارية‭ ‬وإنتاجية‭ ‬متعددة،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقطاع‭ ‬التجاري،‭ ‬فلقد‭ ‬لاحظت‭ ‬بأن‭ ‬المنتج‭ ‬الأبرز‭ ‬المصدر‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬لماليزيا‭ ‬هو‭ ‬الألمنيوم‭.‬

وبهذا‭ ‬القطاع‭ ‬تحديدا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬الصادرات‭ ‬إلى‭ ‬ماليزيا،‭ ‬وكنا‭ ‬نرى‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬ترغب‭ ‬بتوسيع‭ ‬صناعة‭ ‬التصدير‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الإمكانات‭ ‬والفرص،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ننوي‭ ‬عمله‭ ‬تلبية‭ ‬للاحتياجات‭ ‬المتبادلة‭.‬

وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإننا‭ ‬ندعو‭ ‬المستثمر‭ ‬البحريني‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الماليزي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تحفز‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬

هنالك‭ ‬14‭ ‬ولاية‭ ‬بماليزيا،‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬منها‭ ‬تقدم‭ ‬محفزات‭ ‬مختلفة‭ ‬للمستثمرين‭ ‬المحتملين،‭ ‬مع‭ ‬تنوع‭ ‬المنصات‭ ‬الصناعية‭ ‬العاملة،‭ ‬ونحن‭ ‬بالسفارة‭ ‬نرحب‭ ‬بالمستثمرين‭ ‬البحرينيين‭ ‬لاستكشاف‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬ماليزيا،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬فهي‭ ‬عملية‭ ‬تبادلية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شركاء‭ ‬حقيقيين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭.‬

كم‭ ‬عدد‭ ‬الماليزيين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬البحرين؟‭ ‬وما‭ ‬أهم‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬بها؟

كان‭ ‬عددهم‭ ‬بالسابق‭ ‬بحدود‭ ‬800‭ ‬شخص،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬انخفض‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬300‭-‬500‭ ‬شخص،‭ ‬ويتركز‭ ‬عمل‭ ‬الخبراء‭ ‬الماليزيين‭ ‬بالبحرين‭ (‬تاريخيا‭) ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬كمهندسين‭ ‬مدنيين‭ ‬وتشغيليين،‭ ‬تجاوزت‭ ‬فترة‭ ‬عمل‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬بقطاعات‭ ‬الأمن‭ ‬والاستثمار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والاتصالات‭.‬

هل‭ ‬ترون‭ ‬بأن‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي؟‭ ‬كيف‭ ‬تنظر‭ ‬ماليزيا‭ ‬لذلك؟

مفهوم‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬تفهم‭ ‬الآخر،‭ ‬واحتوائه،‭ ‬لطمأنته‭ ‬وعدم‭ ‬انتشار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬“الإسلام‭ ‬فوبيا”‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقطاع‭ ‬الأمن،‭ ‬فلا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نوازن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬والقطاع‭ ‬الديني،‭ ‬وعلينا‭ ‬التمييز‭ ‬بينهما‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭.‬

الدين‭ ‬يمثل‭ ‬نمط‭ ‬حياه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬استجابة‭ ‬لتهديدات‭ ‬واحتياجات،‭ ‬وعلى‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬أن‭ ‬يتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬متبادل‭ ‬ومفهوم‭ ‬للجميع‭.‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬مبادرين‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬والتفهم‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬خصوصا‭ ‬للأجيال‭ ‬الناشئة،‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬الإسلامية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يثيروا‭ ‬مخاوف‭ ‬الآخر‭ ‬منهم،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬كونهم‭ ‬متواجدين‭ ‬بهذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬ماليزيا،‭ ‬حيث‭ ‬لدينا‭ ‬ثقافات‭ ‬متعددة،‭ ‬وأديان‭ ‬متعايشة،‭ ‬وكما‭ ‬ألمس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فالمبادرة‭ ‬بالفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لنماذج‭ ‬التعايش‭ ‬الصحيحة‭ ‬هو‭ ‬المفتاح‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬ناهيك‭ ‬أن‭ ‬توحد‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬يضمن‭ ‬أمنه‭ ‬وسلامته،‭ ‬واحترام‭ ‬الآخرين،‭ ‬بأن‭ ‬يطوروا‭ ‬آليات‭ ‬متفهمة‭ ‬للعمل‭ ‬معاً‭.‬

كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬لمحاولات‭ ‬التغلغل‭ ‬في‭ ‬الثقافات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬عبر‭ ‬المنصات‭ ‬التلفازية‭ ‬العالمية‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬تتغلف‭ ‬بالشأن‭ ‬الحقوقي؟

المجتمع‭ ‬الماليزي‭ ‬يستجيب‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬بالمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬المتشابكة‭ ‬والمتفاعلة،‭ ‬وهنالك‭ ‬أدوات‭ ‬للتعاطي‭ ‬مع‭ ‬الشأن‭ ‬الدولي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

وتكمن‭ ‬الحساسية‭ ‬تجاه‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬بأنك‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أصبحت‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬فعليك‭ ‬الالتزام‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬وتوصيات،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬المحلية‭ ‬تحدد‭ ‬آليات‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬محلياً‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬التزام‭ ‬ماليزيا‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬أعضاء‭ ‬فيها،‭ ‬لكننا‭ ‬نعكف‭ ‬على‭ ‬دراستها؛‭ ‬لأن‭ ‬هنالك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الحساسة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نأخذها‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭.‬

وأتفهم‭ ‬تماماً‭ ‬بأن‭ ‬البعض‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدات‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬النقد،‭ ‬وبالمقابل،‭ ‬فإن‭ ‬هنالك‭ ‬نقد‭ ‬للجانب‭ ‬الآخر‭ ‬لعدم‭ ‬توفيه‭ ‬التزاماتك‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب،‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يتفهم‭ ‬الخصوصيات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترجم‭ ‬بذات‭ ‬النمط‭ ‬والتوجه‭.‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬صدرت‭ ‬قرارات‭ ‬دولية‭ ‬مطلوب‭ ‬الالتزام‭ ‬بها،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبين‭ ‬الرؤية‭ ‬الإسلامية‭ ‬ورؤية‭ ‬أوطاننا‭ ‬لنمط‭ ‬التطبيق‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات،‭ ‬والتي‭ ‬تحمل‭ ‬عناصر‭ ‬يمكن‭ ‬للدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬الصوت‭ ‬بشأنها،‭ ‬ولا‭ ‬يستدعي‭ ‬ذلك‭ ‬حدوث‭ ‬العزلة‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬المحاصرة‭ ‬لأي‭ ‬دولة،‭ ‬بقدر‭ ‬التفهم‭ ‬لخصوصيتها‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭.‬

أشكر‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لي‭ ‬لأقدم‭ ‬نفسي‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬وكسفير‭ ‬لماليزيا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬ومهمة،‭ ‬وأن‭ ‬نتواصل‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬علاقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬عنصر‭ ‬مهم‭ ‬لتقوية‭ ‬جسر‭ ‬العلاقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ماليزيا‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬متانة‭ ‬العلاقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬فأننا‭ ‬نريد‭ ‬أفرادا‭ ‬أقوياء‭ ‬يعبرون‭ ‬الجسر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وأحب‭ ‬أن‭ ‬أكرر‭ ‬رسالتي‭ ‬للمستثمر‭ ‬البحريني؛‭ ‬لكي‭ ‬نرى‭ ‬علاقات‭ ‬استثمارية‭ ‬جديدة‭ ‬ومتنوعة‭.‬