+A
A-

مع ضربات "مثلث الموت".. حملة عراقية لتطهير دنس إرهابيي داعش

أطلقت الحكومة العراقية، برنامجاً مكثفاً لمواجهة أفكار تنظيم داعش الإرهابي داخل مخيمات النازحين، فضلاً عن التأهيل النفسي وتقديم الدعم لفائدة النساء والأطفال.

ومع مجيء رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، إلى منصبه في مايو، من العام 2020، أطلق حملة واسعة، لإنهاء ملف النزوح في البلاد، عبر تسوية ملفات المهجرين، وإعادتهم "طوعا" إلى منازلهم، وسط تركيز للجهود المحلية على تلك المجتمعات المنسية، لتحسين واقعها المعاشي.

وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة في العراق، عباس جهاكير إن "الوزارة أعدت برامج مكثفة تتضمن تحرير فكر الأطفال من مظاهر العنف التي شهدتها المناطق المحررة من دنس إرهابيي داعش، فضلا عن توعية النساء في المخيمات بالآثار السلبية للزواج المبكر".

وأضاف جهاكير، في تصريح لصحيفة "الصباح" أن "الوزارة تبذل جهوداً حثيثة لتقديم الدعم المعنوي للنساء والأطفال في المخيمات، من أجل النهوض بواقعهم لما عانته هاتان الشريحتان من أضرار جراء النزوح نتيجة العمليات الإرهابية التي أقدم عليها ظلاميو داعش ضدهم على مدى عامين خلال سطوتهم على مناطقهم".

ومع سيطرة تنظيم داعش على عدد من المحافظات العراقية، عام 2014، نزحت ملايين العائلات من تلك المحافظات، إلى مدن أكثر أمنًا، مثل إقليم كردستان العراق والعاصمة بغداد، وغيرها هربًا من بطش التنظيم الإرهابي.

أول استعادة من مخيم الهول

وكانت الحكومة العراقية قد نفذت العام الماضي، أولى عمليات استرجاع عائلات أفراد تنظيم داعش، عبر استعادة 150 عائلة من مخيم الهول، وإعادة توطينهم في مخيم الجدعة بالقرب من بلدة القيارة جنوب مدينة الموصل بحوالي 40 كيلومترا.

وأفراد هذه العائلات يقدرون بحوالي 700 فرد، يشكلون جزءا يسيرا من قرابة 30 ألف شخص من أبناء أفراد التنظيم، المُتحفظ عليهم في مخيم الهول، تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية، حيث تتعاون الحكومة العراقية معهم في هذا الملف.

ومنذ عودة تلك العائلات أكدت الحكومة العراقية، حينها أنها ستطلق برامج توعية، وتأهيل فكرة، مع دورات مكثفة، لتأهيل هؤلاء النازحين، وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة لدى تنظيم داعش، خاصة وأن الكثير من الأطفال الذين كانوا في المخيم، أصبحوا فتياناً، ويمكنهم الآن تلقى المعلومات، بشكل جيد.

وفي تفاصيل الحملة العراقية، الجديدة، قال مسؤول في وزارة الهجرة، إن "العراق أعد خطة شاملة، لتأهيل النازحين فكرياً، عبر إرشادهم وتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف، وأثره الكبير على المجتمع، وما ألحق فيه من أضرار، فضلاً عن تعارض تلك الممارسات مع الدين الاسلامي، وتعاليمه الواضحة".

وأضاف المسؤول العراقي، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الحملة ستكون على عدة مراحل، وتمتد لعدة سنوات، وفق برنامج خاص، بالتعاون مع منظمات دولية، لها تجارب سابقة في هذا المجال، علاوة على وجود رؤية لإشراك الوقفين السني والشيعي، ضمن تلك المبادرة، لكنها لغاية الآن لم تنضج بشكل تام".

ولفت إلى أن "الحملة راعت الجوانب الترفيهية، والعلمية، وكذلك الصحية، لتحقيق أقصى قدر ممكن من الاستفادة، وستتفاعل بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة"، مؤكداً أن "أحداث مدينة الحسكة السورية، دفعت إلى الإسراع في إطلاق تلك الحملات".

وخلال الشهور الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحي "داعش"، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم "مثلث الموت"، وهو ما يسرّع وتيرة نشاط الحكومة العراقية في مواجهة تنظيم داعش.

ويرى الناشط في مجال حقوق الإنسان وسام العبد الله، أن "تلك البرامج ستحقق استفادة جيدة، للبلاد، عبر تأهيل الأطفال والنساء، واستعادة وعيهم، والتخلص من الفكر الإرهابي الذي تلقوه خلال السنوات الماضية، سواءً في مخيم الهول أو غيره".

ويضيف العبد الله، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "المطلوب هو إشراك بقية الفعاليات المجتمعية، والمنظمات المعنية، في هذا الجانب، وإعداد دراسة واضحة، عن كيفية تلقيهم تلك الأفكار، والطريقة المثلى لمواجهتها، والابتعاد عن الارتجالية".

ولفت إلى "ضرورة مراعاة التدرج في برامج التأهيل، وإعطاء خصوصية للأطفال".