أكدت معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب أن الشواهدَ الواقعية، والدلائل البارزة، تعكس حجم العلاقة الفريدة بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في ظل ما تستند إليه من تاريخ ممتد، بدأه الآباء المؤسسون من حكام البحرين والإمارات الكرام، وبلغ أزهى مراحله في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ورعاه.

وقالت معاليها إن العلاقات الأخوية الراسخة بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، ضاربة جذورها منذ قرونٍ، وترتكز على الوشائج القوية والركائز الثابتة، والتي شكلت الدعامة الأسمى لمسار مشترك، تتلاقى فيه الدولتان على المستويين الرسمي والشعبي، وتستظلان بمدى واسع من المشتركات، في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية والتنموية، وما تُوج إزاء ذلك من مشاريع تنموية ثنائية، وقاعدة موحدة لعمل مشترك، تزداد وثاقة في ظل حرص من كبار المسؤولين، وحكومة البلدين بمتابعة واهتمام من قبل صاحب الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وأخويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رعاهم الله.

جاء ذلك ضمن جلسة المباحثات البرلمانية المشتركة التي عقدت اليوم الأربعاء في مقر المجلس الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بين معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب، ومعالي السيد صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، وذلك ضمن زيارة رسمية إلى أبوظبي.

وأكدت أن مملكة البحرين ودولة الإمارات وطن واحد، ويجمعهما مصيرٌ مشترك، وتجسد العلاقة بينهما روح الأخوة السامية، ومظهراً للوحدة والتشارك والتضامن في كافة الظروف وأمام كل التحديات، في نموذج حضاري قلّ نظيره على مستوى العلاقات بين دول العالم، مشيرة إلى أن مسار التطور المطرد في مسار تنامي العلاقات البحرينية الإماراتية، وما تشهده من زخم، إثر اللقاءات والزيارات المتبادلة بين القيادات والمسؤولين في البلدين الشقيقين، تنم عن الانفتاح عن آفاق أرحب من التعاون والتنسيق، بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين.

وتطرق اللقاء إلى ما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية من هجمات على مناطق ومنشآت مدنية في الأراضي الإماراتية واستهدفت أرواح الأبرياء الآمنين، معربة معاليها عن بالغ الإدانة والاستنكار لما تقوم بها قوى الإرهاب والتطرف، وعبر استخدام الطائرات المسيرة المفخخة في نشر الخراب والدمار، في خطوة خطيرة تنتهك المواثيق والمعاهدات الإنسانية الدولية، وفي تحدٍ للمجتمع الدولي، عبر تهديد أمن المنطقة والمصالح العالمية الممتدة فيها، مؤكدة الموقف الثابت والراسخ لمملكة البحرين، والدعم التام والمطلق، لدولة الإمارات الشقيقة، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها، وتحقيق الأمن والاستقرار لمواطنيها والمقيمين على أرضها في مواجهة أي استهدافٍ إرهابي.

ولفتت إلى القمة الرباعية التي عقدت في العاصمة الإماراتية "أبو ظبي" من قبل قادة مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، مؤكدة أهمية هذا التنسيق، الذي يكتسب أهمية بالغة في ظل ما تتطلبه المرحلة الراهنة من توحيد للرؤى وتنسيق المواقف، ودعم المصالح المشتركة للدول وشعوبها، ومساندة القضايا العربية، وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ومكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف.

وأكدت أهمية توظيف المواقف البرلمانية في دعم أمن واستقرار المنطقة، وحث المجتمع البرلماني الدولي لإيجاد تحرك جاد، انطلاقاً من المسؤولية الإنسانية في تحقيق الاستقرار والأمن للمجتمعات، وسعيا لمناهضة الإرهاب والعنف والتطرف، مضيفة أن التعاون البرلماني بين البحرين والإمارات يزداد توسعًا، في ظل حرصٍ متبادل بين السلطتين التشريعيتين في البلدين، حيث انعكس ذلك على الارتقاء بمستوى التنسيق وتوحيد الروى، والأخذ بآليات التعاون الثنائي في مدار التطوير والتقدم المستمر، وتفعيل اللجان والاتفاقيات المشتركة، وتبادل التجارب والخبرات، بما يحقق المزيد من المنجزات المعززة للمكتسبات التنموية للبلدين الشقيقين.

وأعربت رئيسة مجلس النواب والوفد البرلماني المرافق عن بالغ الشكر والتقدير لمعالي السيد صقر غباش رئيس المجلس الاتحادي الإماراتي، وكافة أعضاء المجلس، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وما أبدوه من سعي متواصل لتنمية علاقات التعاون والتنسيق في مجال العمل البرلماني بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، والبناء على مسيرة العمل المشترك خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

من جانبهِ، رحب معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمعالي رئيسة مجلس النواب والوفد المرافق، مؤكداً أن المرحلة الراهنة تكشف عمق العلاقات الودية والأخوية التي تجمع الإمارات والبحرين، وتعكس متانة الروابط الوثيقة للمصير المشترك، والمصالح المتطابقة على جميع الأصعدة.

وأكد حرص المجلس الوطني الاتحادي على تعزيز التعاون البرلماني مع مجلس النواب في مملكة البحرين في مختلف المجالات، والأخذ بمسارات العمل المشترك إلى فضاء أرحب من التعاون والتنسيق، سواء على المستوى الثنائي، أو في المحافل الإقليمية والدولية، منوها إلى حرص المجلس الاتحادي الإماراتي على تحقيق الفاعلية الكاملة لمذكرات التفاهم والتعاون مع مجلس النواب في مملكة البحرين، وتدشين مرحلة قادمة تتلاقى فيها الجهود ضمن برامج ومبادرات مشتركة.

حضر اللقاء الشيخ خالد بن عبدالله بن علي آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين ضم وفد مجلس النواب النائب فاضل السواد، والنائب أحمد السلوم، والنائب عيسى الدوسري، والنائب عمار البناي، والنائب معصومة عبدالرحيم، والنائب إبراهيم النفيعي، والنائب محمد العباسي، والدكتور ياسر صقر الشيراوي الأمين العام المساعد للموارد والخدمات.