العدد 4871
الإثنين 14 فبراير 2022
banner
“غابات” البحرين البحرية!
الإثنين 14 فبراير 2022

تبدو أهمية المحميات الطبيعية – التي تعتبر مناطق جغرافية ذات أبعاد محددة وتتضمن كائنات حيوانية وطيوراً ونباتات ومتنوع أشكال الحياة، وتُفرض لها حماية خاصة عن تعديّات الإنسان المتكررة أو تغيرات البيئة الضارة بموجب قوانين صارمة – في الحفاظ على النظم البيئية التي تترك تأثيراتها على حياة الأجيال القادمة وتأمين البيئات الآمنة والنظيفة لهم، والإبقاء على التنوع الحيوي والجيني في التكاثر الحيواني والنباتي الذي يحقّق التوازن الطبيعي ويحدّ من انتقاصه أو انقراضه أو تصحره، فيما تتجلى أهميتها اقتصاديًّا في تعداد العوائد المباشرة وغير المباشرة التي أرست دعائم السياحة وتنشيط الأسواق وزيادة الدخل القومي، علاوة على تغيير الاتجاهات وحفظ الموروثات الشعبية والقومية وفق الشقّ الاجتماعي الذي “صيّرها” ميدانًا علميًّا للكتّاب والباحثين وطلاب العلوم المختلفة.
على الصعيد المحلي، تركت الجهود الرسمية أثرًا واضحًا على البيئة الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي الذي يضمن استمرارية التوازن الطبيعي واستدامته في الكثير من محمياتها، كمحمية “العرين” ومحمية “هير بولثامة” ومحمية “دوحة عراد” ومحمية “جزر حوار” ومحمية “جزيرة مشتان” ومحمية “خليج توبلي” الذي أدرج – فيما بعد كاملًا - كمحمية العام 1995 على مساحة تزيد على 13 كيلومترًا مربعًا ضمن اتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وفق اتفاقية “رامسار”، بما يحتويه من تشكيلات بحرية متنوعة غنية بالمسطحات الطينية والسواحل الصخرية وشُجيرات القرم التي تعدّ واحدة من “حواضن” الربيان ومحطة استقطاب لمختلف أنواع الطيور المهاجرة.
نافلة:
على الرغم من رَفْدِ السياحة الاقتصاد الوطني في أيّ بلد من بلدان العالم باعتبارها الركن الأساس في التخطيط الاستراتيجي، إلا أنّ السياحة البيئية في بلادنا وما تزخر به من حجم هائل في الإمكانيات البشرية وزخم متعاظم في الموارد الطبيعية التي تظهر جليًّا في الشعاب المرجانية والحشائش البحرية وشجيرات القرم والحياة الفطرية والطيور المُهاجرة وغيرها على امتداد أرخبيل البحرين الشاسع؛ تبقى في أمسّ الحاجة للوعي المجتمعي الذي يُرسخ ثقافة حفظ الإرث التاريخي بمتنوّع وسائل التوعية والتثقيف المُتاحة، وأبلغ مثال ما تتعرّض له “غابات” شُجيرات القرم في خليج توبلي الضّحل من إساءة في استخدام أدوات التطور التي أَولَتْ “ثقافة الربح على ثقافة المحافظة” على طول ضفته الغربية بالتّوسع الحضري ومخلّفات البناء وملوثات المياه المعالجة وردم السواحل رغم قانون العام 1995 الذي يمنع كلّ ذلك!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية