+A
A-

"سوالف طفاش" يحطم الأرقام القياسية منذ 21 عاما

في تصوري الشخصي أن الـ 21 سنة الماضية "أي منذ عهد ميثاق العمل الوطني"، لم نشهد مسلسلا ناجحا ومحطما للأرقام القياسية محليا وخليجيا مثل مسلسل "سوالف طفاش" بأجزائه الثلاثة، الذي في مجمله لم ينفصل عن مجتمعنا وقضايانا، فكل مشاكلنا العامة تقريبا تطرق لها وأثارها وفتح المجال لتحريك الرأي للانشغال بها ومحاولة حلها، كما تميز العمل بقيمته الجمالية والإبداعية واللغة البسيطة، إضافة إلى التأكيد على أهمية التراث.

الكاتب التلفزيوني هو الذي يجسد المشاعر من خلال أسلوب خاص، فهو يضفي على الفكرة أو القصة الأدبية روحا ومذاقا جديدا، أو يضفي أسلوبا أو تصميما من إبداعه، تمارس العلاقات والظواهر وظائفها داخل هذا النطاق أو الإطار الذي حدده الكاتب، واستطاع مبتكر شخصية "طفاش" المخرج أحمد الكوهجي أن يقدم شخصية عشقها ويشاهدها الجميع ولا يقتصر زبائنها على الأطفال فحسب.
شخصية وضعت في سيناريو توفر له التشويق وحافل بالمغامرة والحركة. طفاش فتى حالم يسعى للحصول على وظيفة كي يستطيع الزواج من "عذاري" ابنة جاره أبو عذاري ويحاول أن يتخطى مصاعب الحياة، ولكن النتائج تأتي دوما عكسية في قالب كوميدي، ففي كل حلقة يحاول من خلالها طفاش أن يمتهن إحدى المهن لكي يبتعد عن البطالة التي يعيشها ولكن دون جدوى. وتستمر مغامرات طفاش وجسوم في الجزء الثاني من المسلسل، حيث يتزوج من عذاري، وجسوم يحاول أن يكون شخصًا مُفيدًا في المُجتمع، وكذلك الحال في الجزء الثالث والأخير الذي عرض في العام 2015 بنفس الدلالة الفكرية والإطار المتكامل.
المنتج أحمد الكوهجي قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن عدد مشاهدات الأجزاء الثلاثة من مسلسل "سوالف طفاش"، الذي أنتجته شركته، تجاوز الـ 600 مليون مشاهدة، وهو ما يمثل إنجازًا بحرينيًا كبيرًا غير مسبوق.

وأضاف الكوهجي أن التقارير التي تسلمها من موقع اليوتيوب، إذ تم تحميل الأجزاء الثلاثة للمسلسل، وتشير إلى أن المشاهدات تأتي من دول مثل أميركا وأستراليا وألمانيا وبريطانيا والسويد، ما دفع الشركة المنتجة لترجمة الجزء الثالث من المسلسل.

وقال "نقدم في المسلسل كوميديا الموقف، وهي كوميديا مشاهدها قصيرة لا تتجاوز الدقيقتين والنصف تتنقل بينها الكاميرا بشكل سريع، الحوارات أيضًا قصيرة في هذه المشاهد، والعنصر الرئيس فيها الحركة وإبداع الممثل نفسه. لذلك نلاحظ أن هناك شريحة كبيرة من الأطفال أحبت العمل، وهو على الرغم من أنه موجه للعائلة بأكملها، إلا أنه لا يحوي أي رسالة موجهة للأطفال".

في حين قال المخرج يوسف الكوهجي: هناك أمر آخر مهم جدًا يغفله كثير من المخرجين وهو التركيز على القصة والتمثيل بدلًا من الاهتمام فقط بتقنية التصوير والإضاءة، وهي أمور لا تخدم المضمون الذي يعتبر أهم. نحن نقدم مضمونًا كوميديًا وهذا ما يريده الناس لينسوا همومهم. والمحتوى الكوميدي يجب أن يدعمه تمثيل متوازٍ معه لا تكلف فيه.

يذكر أن المسلسل شارك به مجموعة كبيرة من الفنانين إلى جانب الفنان الراحل علي الغرير "طفاش" والفنان خليل الرميثي "جسوم"، مثل: سعد البوعينين، أحمد عيسى، عبدالله وليد، نورة البلوشي، أمينة القفاص، جاسم الصايغ، أمير دسمال، أحمد الصايغ، نجيب النواخذة، سارة البلوشي، سلوى الجراش، فجر أسامة الماجد، فاطمة عبدالرحيم، أحمد مبارك، وحسن مكي، سلوى بخيت، نجم مساعد، ابتسام عبدالله، منيرة محمد، البسام، غادة الفيحاني، الراحل محمد عواد وغيرهم من ضيوف الشرف.