+A
A-

الجميري يطلق مشروعه الوطني لتدوين وتوثيق فنون الصوت والفجري

أكد الفنان القدير أحمد الجميري أنه من منطلق إحساسه بالمسؤولية الوطنية والعلمية، وخبرته الموسيقية في تراث البحرين الغنائي، فقد قرر إطلاق مشروعه الوطني الخاص لتدوين وتوثيق فنون الصوت والفجري البحريني والذي يتزامن مع الذكرى الـ 21 لميثاق العمل الوطني.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجميري يوم أمس بمركز عيسى الثقافي، وأداره الفنان الدكتور يوسف محمد بحضور الصحافة المحلية والمهتمين، حيث استعرض الجميري مشروعه والقائم على ثلاثة أهداف هي:

الهدف الأول: إنشاء مؤسسة تعليمية موسيقية تدرّس هذه الفنون المدونة والموثقة للأجيال الناشئة من الشباب المهتمين بدراسة الموسيقى وإعداد أنفسهم لأداء هذه الأنواع التراثية البحرينية من الغناء والعزف.

الهدف الثاني: غرس هذه الألوان الغنائية في ثقافة الأجيال القادمة من خلال موسيقى وغناء معاصر واضح الألحان والكلمات مع الاحتفاظ بأصالتها.

الهدف الثالث: إتاحة الفرصة للشباب لتأسيس فرق موسيقية معاصرة تؤدي هذه الفنون وتحافظ عليها وعلى أصالتها۔

ولفت الجميري إلى أن المشروع سينطلق على ثلاث مراحل وهي كالآتي:

المرحلة الأولى: تدوین جميع أغاني فن الصوت البحريني المعروفة بالكلمة والتدوين الموسيقي والنوع، وتدوین جميع أنواع فن الفجري البحريني ورديفاتها من الفنون البحرية بالكلمة والتدوين الموسيقي والنوع.

المرحلة الثانية: وضع مناهج دراسية من خلال الفنون المدونة ليتعلم ويتدرب عليها الطلبة الدارسون للموسيقى في جميع أماكن تدريس الموسيقى في البحرين، وتدريب المغنين والكورال والعازفين في الفرق الموسيقية القائمة على خصوصية الأداء البحريني من خلال هذه المدونات.

المرحلة الثالثة: توثيق هذه المدونات في مطبوعات متخصصة لتوفير ها للباحثين والدارسين المتخصصين في دراسة هذه الأنواع من الغناء التراثي البحريني في جميع المكتبات العلمية التي تطلبها.

ووجه الجميري خلال المؤتمر الصحفي الدعوة لكل فنان بحريني يستطيع المساهمة في هذا المشروع الوطني الأصيل.

"البلاد" طرحت سؤالًا على الجميري عن ما إذا كان سيبني على من قام بالتدوين من قبله، بين أنه بدأ منذ زمن في التدوين مع الفنان خليفة زيمان فقط، إذ لم يسبق أن قام أحد قبلهما بالمثل، ولكن بعد ذلك توقف المشروع، واليوم يعيد إحياءه من جديد على أن تأتي الميزانية بعد تطويره.

وردا على سؤال حول اختياره لفن الفجري والصوت للتدوين، وكذلك أهمية هذه الفنون بالنسبة للبحرينيين، أوضح الجميري أن اهتمام جلالة الملك المفدى بهذه الفنون ودعوته للمحافظة عليها باعتبارها من الفنون الأصيلة لمملكة البحرين، كان دافعا له للمضي قدما في هذا المشروع.

وفي سياق متصل بين الجميري أن الصوت البحريني متميز عن بقية الأصوات في المنطقة في طريقة الأداء، ولهذا يجب علينا المحافظة عليه وتدوين خصوصيته وتقديمه بالأداء الأصيل.

من جانبه، بين الشاعر إبراهيم الأنصاري خلال مداخلته أن مشروعا كبيرا كهذا يحتاج إلى فريق عمل متكامل وخطوات واضحة مدروسة، وقد لا يستطيع الفنان الجميري وحده أن ينجز كل شيء، ورد الجميري أنه لن ينتظر أكثر مما انتظر في السابق وسوف يبدأ في المشروع لأنه يمتلك كل الأدوات من التسجيلات والنوتات وغيرها، والباب مفتوح لكل من يريد مشاركته ومساعدته.

"فن الصوت وفن الفجري"

عرفت البحرين فن الصوت البحريني المميز عن طريق اثنين من أبنائها وهما محمد بن فارس الذي غناه بحنجرة طربية وضاحي بن وليد الذي غناه بحنجرة النهام وتميز بعدهم محمد زويد بلونه الخاص الذي انتشر كمدرسة في دول الخليج.

أما فن الفجري فهو ذو تركيبة إيقاعية معقدة ويؤدي في الدور الشعبية من قبل شباب معظمهم يشتغل في صيد اللؤلؤ ويتكون من خمسة أنواع هي.. البحري، والعدساني، والمخولفي، والحدادي، والحساوي، ولكل إيقاعه الخاص وقد أعلنت منظمة اليونسكو إدراج هذا الفن في قائمة التراث الثقافي غير المادي في 2021.