العدد 4875
الجمعة 18 فبراير 2022
banner
العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية
الجمعة 18 فبراير 2022

“العدالة” اشتقت من الأسماء الحُسنى لله تعالى، فالله هو العادل المطلق صفةً وقولًا، وتعني المساواة في الأشياء ولا استثناء فيها، بالعدالة يعتدل الميزان وتتزن الأركان، وبدونها ينهار البنيان، والإنسان قد يجتهد ليعدل حتى يظن أنه يعدل، والعدالة هي إحدى النظم الاجتماعية، ومن خلالها تتحقق المساواة بين أفراد المجتمع في مجالات الحياة المتعددة، كفرص العمل، والتعليم، والصحة وغير ذلك.
والتضامن الإنساني بين أفراد المجتمع واحترام الحريات وتعزيز المساواة من ركائز العدالة الاجتماعية، ولأهمية العدالة ودورها في التنمية البشرية حددت الأمم المتحدة 20 فبراير من كل عام يوما عالميا للعدالة الاجتماعية، بهدف تطبيق العدالة الاجتماعية وحث الدول على القضاء على الفقر والبطالة، ما يعني تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار والسلام المجتمعي، وبناء مجتمع قانوني وسياسي وثقافي واقتصادي مستدام، وموضوع احتفالية 2022م هو “تحقيق العدالة الاجتماعية بالتوظيف الرسمي”.
ولنا في تاريخنا العربي مآثر ومواقف عظيمة بتطبيق قانون العدالة، ففي العهد الذي بعثه الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” إلى مالك الأشتر عندما ولاه حُكم مصر، ــ ومما جاء فيه ــ (كيفية إدارة الدولة.. تشريع بعض القوانين النافعة في الزراعة والحصاد وكيفية القضاء على الفقر، واحترام الديانات الأخرى والمعاملة بالحسنى..)، وهو عهد يُمثل نظامًا وقانونًا ناجحًا، وقد نقل هذا العهد مجموعة من العلماء والرواة والمؤرخين، ورواه الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة.
وقد اعتمد هذا “العهد” كوثيقة في الأمم المتحدة كونها من أوائل الرسائل الحقوقية التي تحدد الحقوق والواجبات بين الدولة والشعب؛ هذا “العهد” وصل إلى أذن الأمين العام للأُمم المتحدة عبر زوجته السويدية، حيث قال “إنّ هذه العبارات من العهد يجب أن تعلّق على كلّ المؤسسات الحقوقية في العالم”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .