العدد 4877
الأحد 20 فبراير 2022
banner
المعلمون بين المطرقة والسندان
الأحد 20 فبراير 2022

من يصدّق أنّه بعد مضي أشهر عديدة وحتى هذه اللحظة فإنّ المعلمين لا يزالون على رصيف الانتظار لصرف علاوة التمديد؟ وزارة التربية بوصفها الجهة التي تقع على كاهلها المسؤولية تلقي اللائمة على ديوان الخدمة المدنية، وهذا الأخير يؤكد أنه لا علم لديه بالأمر، وفي المحصلة فإنّ الهيئات التعليمية الذين لا حول لهم ولا قوة واقعون بين المطرقة والسندان.
أليس من حق المعلمين المطالبة بأبسط حقوقهم المتمثلة بصرف العلاوة؟ ولماذا تماطل الوزارة بصرفها حتى اليوم؟ المفارقة أنّ الوزارة دأبت على الإشادة في كل المناسبات بالمعلمين الذين يفنون زهرة شبابهم في أقدس مهنة وأنبلها على الإطلاق، وأن رسالتهم امتداد لرسالة الأنبياء، بيد أنّ كل هذا يبقى كلاما إنشائيا لا قيمة له ما لم يقترن بالتقدير المادي، ولا أعتقد أنّ أحدا يختلف حول هذا المطلب أبدا.
إننا نظلم هذا الإنسان المعلم حين نفرط في حقوقه التي هي حق أصيل له، ونظلمه حين تتنصل وزارة التربية والتعليم من أية مسؤولية تجاهه، ولا يبقى أمامهم سوى الاستنجاد بالنواب والصحافة علهم يظفرون بحقهم. المعلمون لم يتأخروا في تنفيذ ما يناط بهم من واجبات تدخل في صميم المهنة، بل إنهم يمارسونها بمهنية عالية دون تأفف، رغم ما يكابدون من مشقة، وما يواجهون من آلام نفسية وجسدية.
أعضاء المجلس النيابيّ ورجال الصحافة بحت أصواتهم وهم يتوسلون من بيدهم الأمر لإنصافهم، ورفع الظلم عن المعلم، وهذا الأخير متسلح بالأمل وكأنه يقول بودي أن أصرخ ولكنني أفضل الانتظار وأراهن على الأيام. غير مرة قلناها ولا نمل من إعادتها.. إن المعلمين بشر وكائنات من لحم ودم وأعصاب وليسوا آلات بلا قلب.. إنهم بشر قابلون للكسر وأعصابهم قد تتحول إلى رماد جراء ما طالهم من ظلم فادح.
وإزاء ما يمر به المعلمون من معضلة، فإنّ وزارة التربية تطالبهم بإلغاء ذاكرتهم ونسيان أي حق لهم، لأن الإلحاح على طلبها قد يزيد أوجاعهم وأحزانهم وربما تسبب أزمات نفسية هم في غنى عنها!! وبعد أيّها السادة متى يعترف المسؤولون بـ “التربية” بمأساة المعلمين؟ ومتى يعلنون صراحة “بدأنا نفهم نفسياتكم”؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .