+A
A-

شاهدتُ لكم: ”البحث عن كاليكو“ من مهرجان الأفلام اليابانية

بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليابان ومملكة البحرين، انطلق أخيرًا مهرجان الأفلام اليابانية 2022 بأفلام جديرة بالمشاهدة، وذلك بالتعاون بين السفارة اليابانية في مملكة البحرين وهيئة البحرين للثقافة والأثار وبدعم من مؤسسة اليابان.

ومن الأفلام الجميلة التي شاهدتها لكم في المهرجان فيلم ”البحث عن كاليكو“ والذي يدور حول ”موري“ مدير مدرسة متقاعد وغريب الأطوار كشخصية رئيسية يعيش في عزلة بعد فقد زوجته الحبيبة التي كانت تعشق القطط، ونتيجة لذلك كان الزائر الوحيد المنتظم له القط الضال ”ميي"، الذي اعتادت زوجته على إطعامه بالطبع!

في أحد الأيام، توقفت ”ميي" فجأة عن زيارة ”موري“، ولاحظ تغيب القط عنه ومع مرور الوقت تحول تساؤله إلى قلق وقرر البحث عن القط المفقود، وخلال مغامرته، أعاد "موري" الاتصال بأناس من ماضيه وأجبر على مواجهة المودة العميقة لزوجته التي لم يكن لديه الشجاعة في الكشف عنها لها، والابتعاد عن العزلة التي أدخل نفسه فيها.

كان هذا فيلمًا لطيفًا جدًّا للمشاهدة منذ بدايته، كان الأمر مضحكًا في لحظات، وحزينًا في لحظات أخرى، خصوصًا أن اليابانيين مبدعون في هذا المجال الإنساني، وبالذات في إنتاج أفلام عاطفية عن القطط.

من حين لآخر، أشعر بالحنين لفيلم هادئ ومحير، ولكنه مليء بالإنسانية نوعًا ما، ومؤثر عن قطة تمكنت من نسج أقدار العديد من الأشخاص المختلفين للغاية وجمعهم معًا بحثًا عنها، وهي قط طائشة تصادق عدة أشخاص يزورونها يوميًّا، أعطاها كل واحد اسمًا مختلفًا، وهي تعود يوميًّا لهذا المدير وتذكره دائمًا أنه فقد زوجته، ويطاردها بعيدًا، ولكن في كل مرة يلاحظ فيها غيابها يندم على سلوكه، ويبدأ عملية للعثور على هذه القطة، وبالتالي التعرف على جميع الأشخاص الآخرين الذين اعتنوا بها، ولكل منهم قصته الخاصة.

من النواقص في الفيلم ربما عدم وجود شرارة بين الشخصيات؛ تفاعلاتهم مع القطط ليست عميقة بما فيه الكفاية، ويفتقرون إلى الإحساس بالقدر. كنتُ أشاهد بضعة أفلام يابانية أثناء وجودي في المهرجانات السينمائية، ودائمًا كنتُ أستمتع بالطرح والخيال فيها، وهذا الفيلم لديه بعض المشاكل مثل الشخصيات الفرعية التي لا تذهب حقًّا إلى أي مكان في بعض الأحيان، ولا يغرق أبدًا في الميلودراما الكاملة وهو أكثر دقة بكثير مع قصصه، لكن في المجمل العام كان له طريقة ممتعة جدًّا لتمرير ساعتين، خصوصًا إذا كنت محبًّا للقطط مثلي لمشاهدة فيلم جميل جدًّا من السينما الآسيوية.