+A
A-

الكلاب الضالة.. وتستمر الحكاية

في صباح اليوم، تداولت مواقع إخبارية على منصات التواصل الاجتماعي صورة كلب منزلي صغير وهو ميت، بعد أن نهشته عدد من الكلاب الضالة يوم أمس، بمنطقة الماحوز، قبل أن ترعب عدد من القاطنين والمقيمين بأصواتها الجشة والعالية.

وقبلها، وفي مرات متعددة، نشرت الصحف والمنصات الاعلامية أخبار الكلاب الضالة، وافلامها التي لا تنتهي، في أغلب المناطق والقرى والمدن، مذيلة بصورها، وهي تنهش السيارات، وتعترض الساكنين، وتتجمع عند مكبات النفايات، وتوقظ النائمين بنباحها المزعج، والمتواصل.

وسبق للـ"البلاد" وغيرها قد نشرت تقارير عديدة للكلاب الضالة في مناطق الرملي، وسلماباد، والمنامة، والمحرق، فما النتيجة التي افضيت اليها؟ لا شيء.

وكانت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، قد اطلقت في العام 2017 خطاً ساخناً لاستقبال البلاغات المتعلقة بانتشار الكلاب الضالة في المناطق السكنية، خلال فترة الدوام الرسمي خمسة أيام بالأسبوع، أو ارسال رسالة نصية توضح اسم المبلغ، وعنوان الموقع، ورقم الهاتف للتواصل، لكنها وكما يبدو لم تؤتي ثماراً تذكر، والدليل حال الحال اليوم.

وفي تصريح سابق لرئيس قسم العيادات والمحاضر الطبية بوزارة الأشغال عباس عبدالله الحايكي، بيناير العام 2021، قال الحايكي بأن الوزارة تعاقدت مع شركة "بلاك جولد" وهي شركة وطنية لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة، مؤكداً عن تدشين خط ساخن جديد لتلقي البلاغات لأخذ الإجراءات اللازمة.

واللافت بحديث الحايكي بأنه تم اصطياد 717 كلبا فقط خلال الفترة ما بين ديسمبر 2017 وحتى 2020، أي لفترة تصل الى الثلاث سنوات، وهو رقم لا يذكر قباله أعدادها الضخمة المنتشرة في أغلب المناطق، خصوصا المفتوحة.

وبين الحايكي بأن من مسببات صعوبة القبض على الكلاب بأنها حيوانات ذكية، وبأنها تميز الأقفاص التي يوضع بداخلها الطعام، وبأن بعض الأهالي يساعد على تكاثرها بتزويدها المستمر بالطعام.

ولاقت هذه الجزئية تحديداً تذمرا لدى المواطنين حينها، حيث تداولوا بسخرية حال الكلاب الضالة في مناطقهم، حيث وصفوها بالمرعبة والمخيفة، وبأن هنالك من يتحفظ للخروج من منزله بسببهم، حيث تتجمع بكثرة عند أبواب البيوت، وبالقرب من السيارات، كما أنها لا تخاف الناس.

وفي سبتمبر من العام 2021 صرح الحايكي بأن مشروع حديقة الكلاب الضالة كفيل بتحويلها الى كلاب يتم الاستئناس بها من خلال تبنيها، أو مشاهدتها لدى زيارة الحديقة والتي يؤمل بأن تستوعب 5000 كلب، وهي الحديقة التي لم يخصص لها أرض حتى الآن.

وما بين اتهام الأجانب بترك الكلاب خلفهم اثناء سفرهم، وما بين خطأ اطلاق الكلاب الضالة في المناطق المفتوحة، يظل الحال على ما هو عليه، ولا جديد، وتظل الكلاب على حالها من المرح واللعب وقلب مكبات النفايات.