العدد 4878
الإثنين 21 فبراير 2022
banner
“مذبوحٌ وفقاً للشريعة الإسلاميّة”!
الإثنين 21 فبراير 2022

“الحلال والحرام” من أهم القضايا التي أشغلت - بين الفينة والأخرى - الشارع في المجتمعات العربية والإسلامية على وجه التحديد ومازالت في حدود القواعد والمقاصد، وفي إطار العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات على مسرح الحياة الدنيا المُعاشة التي تختبر فيها عبودية العِبَاد، ويُشرّع لهم بها ما يصون كرامتهم الإنسانية ويُحقّق لهم الحياة الكريمة التي تليق بهذه الكرامة باعتبارها من أوجب الواجبات بعد الإيمان والتوحيد إلى حيث يتفقه التابعون في دينهم عامة وفي مسائل الحِلّية والحُرمة على وجه أخص من أجل تعلم تلك القواعد والأحكام والضوابط الشرعية التي يُتعبّد فيها الباري جلّ وعلا على علم ويقين وبصيرة، ويُتبيّن عليها سبيل طاعته وابتغاء مرضاته والتزام حدوده والاعتدال على صراطه المستقيم بين مختلف سبل الغواية والضلال بعد أنْ كثُرت غوائل الفتنة والغواية قبال التّفقه في الدين واعتصام الحبل المتين الذي يُحلّ الحلال ويُحرّم الحرّام ويُستعان به على الذّكر والشُكر وحُسن العبادة.
إسلامياً، اللحوم ومشتقاتها التي يستخدمها المسلم في أكله وطعامه لابُدَّ أن تكون من حيوانٍ حلال اللحم والتّذكية بالذّبح والنّحر وفقاً للشريعة الإسلامية – على اعتبار أنّ الحرام ما يُعاقب فاعله ويُثاب تاركه إذا امتثل في تركه نهي الباري سبحانه، وأما الحلال فلا إثم في فعله أو تركه في أصل الدين للشق الحلال الذي أحلّه الخالق المُتعال ورسوله الأمين (ص)، والحرام ما حرّمه ورسوله – التي تستوجب على الذَّبيحة أن تكون من الحيوانات البرية والمائية والهوائية، وكذا الذَّابح وآلة الذَّبح في حال الذَّبح وبعده شرط استقبال الذبيحة القبلة وخروج كمية الدم المتناسبة مع حجم الذبيحة وحركتها بعد قطع الذابح (المسلم) أوداجها بآلة الذبح الحديدية القاطعة والتسمية والتعظيم قبلها.
نافلة: 
تضعُ الكثير من المطاعم ذات العلامات التجارية العالمية عند واجهاتها الأمامية لافتة مُضيئة مكتوب عليها (حلال) بعد أنْ شاع استخدام مُنتجات اللحوم الحمراء أو البيضاء المستوردة سواء المبردة أو المجمدة من غير “المُذَكَات”، ما حدا بمجمع الفقه الإسلامي الذي عقد دورته العاشرة مؤخراً في مدينة جدة السعودية التصدّي لهذه الإشكالية الشرعية المهمة، حيث تعرّض في أهمّ مُداولاته إلى معنى التذكية وشروطها الشرعية وحكم اللحوم المستوردة من غير البلاد الإسلامية – بعد أنْ غزت بمنتجاتها في وقتنا الحاضر الأسواق والمطاعم والمحلات في بلداننا الإسلامية - من أجل الوثوق بشرعيتها عبر وضع الإشراف الشرعي على الذبح، ومراعاة شروط التذكية التي تُلزم المجمعات الكبيرة والمطاعم الشهيرة ومحلات بيع اللحوم الإعلان عن مصدر تلك اللحوم التي تستخدمها وحالتها وبلد منشأها دون الاكتفاء بكلمة “حلال” أو عبارة “مذبوح وفقاً للشريعة الاسلاميّة”!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية