سعدت كثيرًا بقراءة الخبر الذي نشرته الصحف المحلية عن أن الشركة الإسبانية “رينفي” التي تقوم بتشغيل السكك الحديدية بين مدينتي مكة والمدينة في المملكة العربية السعودية قد نشرت إعلانا لتوظيف ٣٠ قائدة قطارات، حيث تفاجأت بأن يصل عدد المتقدمات لهذه الوظيفة إلى ٢٨ ألف امرأة سعودية. 
في الحقيقة هذا الخبر شدني كثيرًا لسببين، أولهما حماس وجرأة السعوديات لقبول وظائف كانت لعقود محصورة على الرجال لتثبت أن قدراتها وإمكانياتها ومؤهلاتها تساوي الرجال بل وتتفوق عليهم، ثانيًا أثبتت الحكومة السعودية نجاحها وبالعلامة الكاملة في زيادة أعداد النساء في مجالات العمل المختلفة، باعتبار ذلك جزءا من خطة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد وتحقيق رؤية ٢٠٣٠، والتي من ركائزها الأساسية تمكين المرأة السعودية من خلال تفعيل دورها القيادي.
لقد تضاعفت تقريبًا مشاركة الإناث في القوى العاملة السعودية خلال السنوات الخمس الماضية لتصل إلى 33 %، كما بدأت المرأة السعودية شغل وظائف كانت مقتصرة على الرجال، حيث شهدت نقلة نوعية ومميزة بمنحها ثلاثين مقعدًا في مجلس الشورى، كما أن هناك حزمة أخرى من القرارات التي أسهمت في تمكين المرأة الشامل كقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، والسماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومنح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وتَبوّؤ المرأة السعودية للمرة الأولى منصب “سفير”؛ كما كان في قرار السماح للمرأة بالقيادة تعزيزًا لقيمتها وحرصًا على تمكينها، والكثير من الإيجابيات الاقتصادية والاجتماعية. لا شك أن المرأة السعودية تعيش عصرها الذهبي؛ حيث إنها نالت من خلاله كثيرًا من حقوقها، وأصبحت محط أنظار العالم.
وشخصيًا ومن واقع خبرتي الطويلة أقر بأن المرأة البحرينية أيضا أثبتت جدارتها بكل المقاييس، فنجدها ملتزمة وجادة ودقيقة في عملها على الرغم من التزاماتها العائلية، إضافة إلى تسليحها بالمؤهلات والتخصصات الدراسية العليا، وقد كانت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله دعما وسندا، وكان لتوجيهاتها المستمرة أكبر الأثر في منحها الثقة، إضافة إلى التأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين.