في الأسابيع الأربعة الماضية استمتعنا بمشاهدة برنامج بيبان المقدم من صندوق الأمل وفريقهم البحريني المبدع، والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى خلق حالة من الوعي المجتمعي لفكرة الاستثمار، وفتح بيبان المستثمرين أمام مشاريع بحرينية أثبتت للبحرين والمنطقة قدرة البحريني على إنشاء مشاريع ابداعية تنافسية قادرة على إقناع المستثمرين على أخذ المخاطرة والانضمام للشباب في مشاريعهم لأخذها لمرحلة أكبر في أسواق إقليمية وعالمية، أمثلة من الشباب البحريني أثبتت بما لا يدع الشك أن كل ما ينتظره الشاب البحريني هو باب للفرصة ليتسابق على الوصول إليه.
بيبان هو خطوة في الاتجاه الصحيح لتحويل المشاريع البحرينية من مشاريع ريعية تبحث عن الدعم إلى مشاريع استثمارية تتحدى المستثمرين لتثبت لهم أن استثمارهم سيتحول إلى استثمار مربح بعائدات مالية أعلى، لوهلة وأنا أشاهد البرنامج تذكرت مئات المرات التي قرأت فيها أخبار شركات في الصحف تبحث عن الدعم وتعول عليه لنجاحها، ومقارنته مع اثني عشر مشروعًا رياديًّا لا يفكر أبدًا بعقلية ريعية بل هو متأكد من نجاح مشروعه حتى من دون استثمار، من الملاحظ أيضا أن بعض المشاريع قد تكون بالغت في تقدير قيمة مشاريعها وهذا شيء طبيعي في أول تجربة استثمارية ليست فقط للمشاريع المشاركة، بل حتى من سيشارك في المواسم القادمة ولكنها تجربة يجب الاستفادة منها ورفع التوقعات للقادم من الجولات الاستثمارية والتدرب على فهم عقلية المستثمرين وتجهيز المشاريع للاستثمار.
من ناحية أخرى، قد تقود تجربة بيبان لتجارب أخرى عالمية لم تطبق بعد في مملكة البحرين، مثل التمويل الجماعي الذي يعتبر واحدًا من أهم عوامل نجاح آلاف من الشركات في الولايات المتحدة الأميركية والعالم.
التمويل الجماعي هو عملية جمع التمويل من الجمهور من خلال تقديم مساهمات فردية صغيرة من عدد كبير من المقرضين لقاء وعود معينة، مثل شراء المنتج لاحقًا عند تطويره، أو الحصول على امتيازات خاصة، أو أي شيء معنوي كتبرع بلا مقابل، يمكن استخدام هذا الأسلوب من التمويل لتمويل إطلاق منتج جديد أو شركة ناشئة جديدة، ويتم جمع التمويل عبر الإنترنت من خلال مواقع متخصصة تحصل على عمولة لقاء التوصيل ما بين رواد الأعمال والممولين، بمعنى أبسط التمويل الجماعي هو بيع كميات كبيرة من المنتج أو الخدمة أو الأفراد قبل إنتاجها، مما يساعد المبادر على جمع رأسمال تشغيلي من الأفراد مقابل الوفاء وتقديم المنتج بعد المدة التي وعد فيها المشترين.
هناك الكثير من التجارب الناجحة العالمية التي يمكن تطبيقها وهناك ثقة بأن شباب البحرين قادرون على ابتكار تجارب جديدة بحرينية تساهم في رفع الوعي بالاستثمار وتمويل المشاريع والمساهمة في تشجيع المشاريع البحرينية على العمل بعقلية عالمية بدل الاكتفاء بالسوق المحلي، والأهم من ذلك تحويل المشاريع التي تعتمد على المساعدات والدعم إلى مشاريع تساهم بشكل فعال في رفع اقتصاد المملكة.
لدينا عدد كبير من الشباب البحريني المجتهد والراغب في امتلاك مشروعه الخاص، وكل ما يحتاجونه هو الإرشاد إلى الطريق الصحيح، الطريق الذي يفكر به المستثمرون ذوو الخبرات المتراكمة والباع الطويل في السوق، ولا شك أن مبادرة بيبان تسهم في تفتح أذهان المزيد من أولئك الشباب عندما يرون أقرانهم وقد نمت مشاريعهم وتوسعت وأصبحت مستدامة بل وتصدر خدماتها ومنتجاتها خارج البحرين.
شكر خاص
لكل من يساهم في تقديم المبادرات والبرامج والحلول التي تساهم في اكتشاف طاقاتنا المبدعة وشكر أكبر لعدم استسلامهم والمحاولة والاجتهاد للنهوض بالفرد البحريني.