ومضة متميزة ورؤى مستنيرة نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحدث فيها عن “استثمار الإنسان ليكون قادرًا على استخراج أفضل ما لديه وتنمية قدراته، وصقل خبراته وتنشيط روحه ليكون مشاركًا فاعلًا في البناء والتميز الوطني”، مؤكدا أن استثمار الإنسان يعني الكثير “فهو يُرسخ البناء ويصنع القادة، ويفتح رؤاهم، فيرتفع إنتاج الإنسان ويجعله قادرًا على تحمل المسؤولية بعدم الاستسلام لمظاهر التعثير والفشل”.

هذه الرؤية تؤكد أن “الإنسان الثروة الحقيقية للوطن”، وأن استثماره هو أفضل استثمار، كهدف يسعى إليه القادة الذين يتطلعون إلى نماء بلادهم والاعتماد على أبنائها في التعمير والبناء في جميع المجالات، فالثروات المادية تزول وتنتهي بينما الإنسان يبقى وعقله يتطور، وكلما زاد الاستثمار فيه زادت طاقته إبداعًا وزاد عطاؤه، وعلى القيادات أن تفخر بأبنائها العاملين وتؤهلهم لذلك، لأنهم أهم مقومات صناعة التنمية، وهو قرار ليس صعبًا، وهو تحد لابد أن تجتازه الدول إذا أرادت النهوض والتقدم.

إن بداية التطوير والازدهار تعتمد على الإنسان واستثماره، كونه ضمان الإنتاج وتكوينه، فالإنسان سر نجاح أمته وتقدمها، والعناية به أكثر تعني تقدمًا أكثر وحياةً أفضل، فتنشئته تنشئة اجتماعية صحيحة وتعليمه ورعايته صحيًا وتوظيفه في المكان المناسب وتدريبه أمور تصقل مواهبه وتجعله مؤهلًا لأن يكون مُنتجًا ومتحملًا مسؤوليته الوطنية، فالدول الناهضة تعمل على صناعة الإنسان فكرًا وسلوكًا بتحويله إلى شخص منتج ومبدع، ليكون أداةً لصناعة التغيير لذاته ووطنه. واستثمار الإنسان يتطلب أولًا بلورة برامج تعليمية قادرة على تحقيق الإبداع بما يتفق مع قدراته ورغباته وطموحاته وتكوينه، وثانيًا الاعتماد وتأهيله ليصبح منتجًا ومبتكرًا وبرفع كفاءته ووضعه في المكان المناسب، وثالثًا إيجاد توجه مجتمعي للاتجاه نحو المشاريع الإنمائية الخاصة، حيث تقوم الدولة بتقديم ما تيسر من الإمكانيات والتسهيلات لتحقيق أهدافها ومكانتها الاقتصادية.

إن الإنسان أهم أداة للتنمية، وهو المحرك لها، والذي لا يمكن إيجاد بديل له ــ سواء أدوات تقنية أو روبورتات، فالإنسان أفضل استثمار لبناء المستقبل له وللوطن، وأساس أية تنمية اقتصادية ونهضة اجتماعية.