العدد 4886
الثلاثاء 01 مارس 2022
banner
"غروي لبناني إيراني".. لك رسالة من "بحريني"
الثلاثاء 01 مارس 2022

طوال ثلاثة عقود من الزمن هي عمر عملي في الصحافة، كنت أتساءل في نقاشاتنا مع الزملاء من الكتاب والمثقفين والإعلاميين :"هل كل من "عوى" على بلادنا مملكة البحرين نلقمه حجرًا؟ حتى وإن كان نكرة؟". 

كانت وجهة نظري منذ ذلك الحين أن النكرات يتلاشون بالصد والتجاهل "والحقران والأذون الصمخة"، لكنهم يعيشون حين يتعاطى معهم من يتعاطى ويأخذ ويعطي معهم، أو ننقلهم من صحفهم الصفراء إلى صحافتنا، فينالون مما ابتغوا ما ينالون، بيد أنه في بعض الحالات لابد من أن نجابه النكرة والمتردية والنطيحة فقط لكي نبين لهم مساحة حجمهم.

حسنٌ، هذه رسالتي من مواطن "بحريني" إلى المدعو "محمد غروي"! وفي صفحته على تويتر عرف نفسه بهذه العبارة: "صحافي ومحلل سياسي إيراني". أما موقع الحساب، فيشير إلى "لبنان"، ذلك شأنه، وذلك ما كتبه بالضبط في "البايو".. لقد كتب تغريدة هذا نصها :"من وزارة الخارجية الصينية: تايوان دائمًا جزء لا يتجزأ من أراضي الصين.. يا ريت نسمع كمان: الخارجية الإيرانية: البحرين جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، الخارجية السورية: الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية".. التغريدة مؤرخة يوم الخميس 24 فبراير 2022 مع هاشتاق "روسيا_أوكرانيا"، وقد بلغت تغريدات الاقتباس عليها 197 تغريدة، والإعجاب 255 مرة، فيما إعادة التغريد بلغت 20 مرة، ولكن هل بادر أحد المغردين البحرينيين بالرد عليه؟ أبدًا.. على الإطلاق! لكن لماذا؟ والجواب بكل بساطة؛ لأن خاصية الرد للأشخاص الذين يتابعهم فقط، أو من أشار إليهم، لهذا تساءلت: "ألا يمتلك غروي الشجاعة لكي يفتح خاصية الردود – لا من أجل أن يتلقى ردود التايوانيين، ولا السوريين، بل لكي نرى قوته في مواجهة ردود ونقاش المغردين البحرينيين، ومنهم من هو كفوء كريم.

ولعلني أوجه سؤالي لغروي :"هل تعتقد بأن الخارجية الإيرانية، والأحداث جارية في رحى حرب "روسيا- أوكرانيا"، أي أنه الميدان الذي اخترته لتثير فيه كلام (مصطي ما بيعرف الخمسة من الطمسة) كما يقول إخوتنا أهل لبنان في وصف الأهبل، أو شخص "باهتياج" كما يقول إخوتنا أهل إيران.. أقول: هل تجرؤ الخارجية الإيرانية أن تسمعك "كمان" ما وددت سماعه؟ أو لنقل، هل تأبه الخارجية الإيرانية أو غيرها، لكلام "صحفي ومحلل سياسي مصطي باهتياج"؟ ومع أن هذه الجزئية لا تهمني، غير أن ما يهمني هو أن مملكة البحرين بتاريخها ومجدها العريق، هي جزء لا يتجزأ من كيان الأمة العربية والإسلامية، لها امتدادها العروبي وانتماؤها الإسلامي، وكان بودي أن تتلقى تعليقات المغردين "البحرينيين" لتدرك أن كل بحريني جذوره ضاربه في هذه الأرض هو صاحب الكلمة الفصل في الذود عن "حياض الأراضي البحرينية"، ولن يسمح لك بأن "تتنفس"، لو كنت شجاعًا وفتحت خاصية تلقي الردود، فيضطرب لديك الشهيق والزفير؛ لأن البحرينيين بشيعتهم وسنتهم ومختلف مكوناتهم ليس لديهم أغلى من "البحرين".

ولأنك صحافي ومحلل سياسي، كان حري بك أن تعود إلى جلسة مجلس الأمن التاريخية يوم 11 مايو 1970، وتدرس الاستفتاء الذي تأسس على سؤال حول مستقبل البحرين: "كيف ترى مستقبل البحرين؟ وبعبارة أخرى: استقلال، أم انضمام إلى إيران؟"، وتمت حينها الموافقة بالإجماع على التقرير الذي حسم المسألة: "إن الغالبية الساحقة لشعب البحرين ترغب في أن تنال الاعتراف بذاتيتها ضمن دولة مستقلة ذات سيادة، حرة أن تقرر بنفسها علاقاتها مع الدول الأخرى"، لكن يصعب على شخص "مصطي باهتياج" أن يدرك ما تعنيه مراحل التاريخ في حياة الشعوب وقراراتها المصيرية.  

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية