العدد 4888
الخميس 03 مارس 2022
banner
النائب يصحو متأخرا
الخميس 03 مارس 2022

ماذا يعني أن يتذكر النائب متأخرا أنه ممثل لدائرة انتخابية، وأنه قطع ذات يوم تعهدات لأبناء منطقته، وأن لأبناء الدائرة مطالب ملحة واحتياجات عاجلة، فينتهز فرصة توزيع الوحدات الإسكانية ويسارع على عجل بتوجيه سؤاله المتأخر جدا إلى وزارة الإسكان حول عدد الطلبات الإسكانية لأهالي "الدائرة الخامسة" بالشمالية؟ ليسمح لنا السيد النائب بالقول إنّ السؤال كان يفترض أن يوجه قبل هذا التوقيت بسنوات، وإنّ أهالي المنطقة كانوا يتمنون لو أنّهم تشرفوا خلال الأعوام الأربعة الفائتة بزيارة واحدة لسعادة النائب للوقوف على مطالبهم واحتياجاتهم، لكن المؤسف أنه مارس التسويف حتى شارفت الفترة الانتخابية على نهايتها.


المحزن أن النائب عندما بحث عن إنجاز واحد يتيم فلم يجد كما يبحث التاجر الذي يوشك على الإفلاس في دفاتره القديمة عله يعثر على ما ينقذه وينتشله من مأزقه، لكنه لم يجد مخرجا سوى توجيه سؤاله المتأخر.


كان بوّد أبناء الدائرة لو أن النائب أبدى الأسباب التي أعاقته عن التواصل معهم وكانت أقصى أمانيهم أن يستمع ولو مرة واحدة لمعاناتهم واحتياجاتهم، لكن هذا لم يتحقق على أرض الواقع. إن سؤال النائب في هذا الظرف بالتحديد لا قيمة له لأن الناس كانوا ينتظرون من النائب أن يكون صوتهم المعبّر قبل سنوات لا قبل أن توشك الدورة على نهايتها، ماذا يضير النائب لو أنه اجتمع بأصحاب الطلبات الإسكانية التي مضى على بعضها 18 عاما وربّما أكثر، والبعض منهم ظروفهم تستدعي تعجيل طلباتهم لكن المؤسف أنه لم يفعل هذا.


ثم ما جدوى طرح مثل هذا السؤال المتأخر الذي يدرك النائب قبل الآخرين أنه للاستهلاك ليس أكثر، إلا إذا كان ما يرمي إليه هو فقط إضافته "لإنجازاته" البرلمانية؟! أما الأمر الباعث على السخرية أنه بمجرد الإعلان عن إقامة عدد من المشروعات بالدائرة الشمالية كتوسعة الشوارع أو إعداد الملاعب وغيرها، وهي مشاريع مخطط لها من قبل وزارة الأشغال منذ سنوات، فإن مكتب النائب يصدر هو الآخر بيانا بالإشادة بها وكأنها ثمرة جهوده وتحركاته!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية