العدد 4889
الجمعة 04 مارس 2022
banner
التأمين ضد التعطل
الجمعة 04 مارس 2022

في اعتقادي الشخصي أن مشكلتنا الحقيقية تكمن في أننا لا ننظر لأي موضوع يطرح من جوانبه الشمولية، بل مع الأسف نمسك قشور الموضوع أو النقاش وكأننا نريد فقط التصيد في الماء العكر! نحن بحاجة ماسة إلى مراجعة ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم متابعة كل من يستخدم ألفاظاً وأفعالاً لا تتناسب وثقافة الذوق العام، لتؤكد لنا أن اختلاف الرأي صار يفسد الود، ويفسد القضية.
قرأت بكل اهتمام مداخلة عضو مجلس الشورى د. عبدالعزيز أبل فيما يخص موضوع إلغاء استقطاع نسبة 1 %؜ من رواتب الموظفين لصالح دعم حساب التأمين ضد التعطل الذي قدم من قبل مجلس النواب كمشروع قانون، وقد برر د. أبل معارضته وقف الاستقطاع بأن هذه المطالبة المتكررة تضر الصندوق، موضحًا أن التأمين يقوم على ثلاث مرتكزات هي اشتراك المؤمن عليه والشركة التي تؤمن عليه ورب العمل، حيث إن إلغاءه سيحدث خللًا في النظام التأميني.
وبكل أمانة ومصداقية فإنه أعطى وجهة نظره كما هو الحال بالنسبة لباقي الأعضاء، ولا أريد هنا أن أسرد مداخلات وزير العمل والتنمية الاجتماعية الذي أعطى شرحًا وافيًا عن البرنامج وكذلك الحال بالنسبة لباقي الأعضاء في الجلسة، لكن ما استوقفني في هذا الأمر التعليقات الساخرة من قبل الكثير من الناس خلال وسائل التواصل حول النقطة التي ذكرها د. أبل بأن الفقير يشتري قهوة بـ 4 دنانير، فبالتالي لا يؤثر على المواطن استقطاع 1 %، وأنا لست هنا في موقع دفاع عن الشوري، إنما في اعتقادي أنه خانه التعبير في نقل وجهة النظر التي أتفق معها تمامًا.
سبق وأن كتبنا في مقالات سابقة أننا نحتاج إلى ثقافة صرف أو إدارة صحيحة لأموالنا، ومن المؤسف أن نرى كثيرا من الناس لا يحسنون ذلك، فنجد فئة كبيرة من الموظفين على سبيل المثال وليس الحصر لا يتناولون وجبة الإفطار في المنزل ويصرون على دفع مبالغ عالية بشكل يومي لشراء وجبة الإفطار في أماكن عملهم، إضافة إلى تناولهم وجبة الغداء خارج المنزل، ناهيك عن ترددهم في المساء على المقاهي! وهذا باعتقادي ما قصده د. عبد العزيز ليس إلا، والموضوع لا يحتاج إلى التضخيم والمزايدة، ومشكلتنا أننا لا نتقبل أخطاءنا، بل نصر على مواصلة الخطأ. شخصيًا أعرف الكثير من الموظفين رواتبهم متواضعة ويصرون على الاستمرار في البذخ على الكماليات!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية