العدد 4896
الجمعة 11 مارس 2022
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
الجمعة 11 مارس 2022

الكثير منا يجهل أنه عميل لا شعوري لأعداء الإسلام، ويجهل أن هناك مراكز يُنفق عليها الملايين، يديرها أعداؤنا الذين يصِلون الليل بالنهار للقضاء على هذه الأمة بشتى الطرق والوسائل.
استحضرت وأنا أتابع ما يتم تداوله في وسائل التواصل، من ضجة مثارة وحملات ضد “الفاشينستات” وبعض المعارض التي تستقبلهن كسلع للترويج لها، قصة الوالي الذي أمر بمنع المكياج عن النساء، الأمر الذي أحدث ضجة، حيث اعتبرت النساء ذلك حقا شخصيا لهن، فأشار عليه البعض بعدم التراجع حفاظاً على هيبة الدولة، وأشار آخرون بالتراجع تفادياً للمشاكل، فاستعان بحكيم أشار عليه بعدم التراجع، ولكن طلب منه تغيير صيغة القرار إلى التالي: “لا مانع من استخدام المكياج للعجائز والقبيحات”، وفي اليوم التالي امتنعت جميع النسوة عن استخدام المكياج، فمن تلك التي تريد أن تظهر بأنها عجوزة أو قبيحة؟!
المغزى من القصة أن مراكز السيطرة العالمية على عقول العرب والمسلمين ليست بالسذاجة التي نظن.. فهم يعرفون طريقة تفكير الآخر ومن خلال ذلك ينفذون أجندتهم بمخاطبة عقله الباطن، فمن منا لا يريد المال والشهرة، خصوصا في مجتمعاتنا التي يغلب عليها حب الظهور والتقليد، بل إن البعض لا يبالي بقيمه وتقاليده وقبل ذلك دينه، ولا مانع لديه من أن يبيع آخرته بدنيا غيره. هؤلاء يقيناً لا يريدون من يحدثهم عن الشرف، كتلك القصة التي تقول إن جنوداً دخلوا قرية واغتصبوا كل نسائها إلا واحدة من النساء قاومت الجندي وقتلته وقطعت رأسه! وبعد أن أنهى الجنود مهمتهم ورجعوا لمعسكراتهم، خرجت جميع النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة ويبكين بحرقة إلا هي خرجت من بيتها وجاءت حاملة رأس الجندي بين يديها وكل نظراتها عزة نفس وانتصار، فنظرت نساء القرية لبعضهن وقررن أنه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن بشرفها، ولكي لا يسأل أزواجهن عندما يعودوا من العمل لماذا لم تقاومن مثلها! فهجموا عليها على حين غفلة وقتلوها، ولسان حالهم من حيث لا يشعرون “أن اقتلوا الشرف ليحيا العار”.
من المؤسف أن نشاهد كل يوم قصصا ومشاهد مخجلة من سلعة رخيصة أغراها المال والشهرة لتظهر على الملأ بأفعال تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا، إنها ظاهرة معدية أخذت مساحة أكبر مما تستحق، حتى وصلت لفتيات وأطفال أصبحت الفاشنيستات مثلهم الأعلى الذي أفقدهم براءتهم مفسداً أخلاقهم ومبادئهم !إذا تغافلنا عنهم سيأتي اليوم الذي سيقتلون فيه كل شريف كي ﻻ يكون شاهدا على أفعالهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية