يُعتبر معرض الكتاب الدولي بسلطنة عُمان بدورته السادسة والعشرين بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان ظاهرة ثقافية عُمانية وعربية ودولية، حيث شاركت فيها (715) دار نشر عُمانية وخليجية وعربية وأجنبية، وضمت (361) ألف عنوان بمحتويات ثقافية وفكرية وسياسية وتربوية واقتصادية وأدبية متنوعة لكتاب وأدباء عُمانيين وخليجيين وعرب وآخرين أضافوا بصماتهم بكتاباتهم وإسهاماتهم في أروقة المعرض.

تابعت من على تلفزيون عُمان الفعاليات اليومية التي تم تنظيمها على شرف هذا المعرض، من أدبية وفكرية وتوقيعات للكتب من مؤلفيها، والبرامج الثقافية الثرية المتنوعة من محاضرات وأمسيات ولقاءات، وأجمل ما شاهدته هو ذلك الحضور الكثيف من المواطنين والمقيمين والزائرين الذين تسابقوا من أجل نيل ما يبتغون من كُتب ومصادر نهل المعرفة، وبجانب كون المعرض مهرجانا ثقافيا وفكريا، وكذلك هو فرصة استثمارية للعاملين بمهنة الكتاب، من تأليف وإصدار وتوزيع.

وتكمن أهمية معرض الكتاب في أنه يُشجع على القراءة التي هي من أكثر الأشياء التي يقوم بها الإنسان ويتمتع بها، حيث يعتبر الكتاب المصدر الأهم للثقافة، حيث لم يؤثر عليه تطور الزمن والتكنولوجيا الحديثة، ولم يستطع الإنترنت منافسة الكتاب بما يحتويه من معلومات دقيقة وكثيرة، فهو مازال مُحتفظًا برونقه ومذاقه الخاص، وتحرص سلطنة عُمان كغيرها من الدول على إقامة معارض للكتاب بكل عام حرصًا منها على تشجيع القراءة وتثقيف شعبها، كما أن تنظيم معارض الكتاب يُمثل الهوية الثقافية لكل دولة من خلال إبراز أفضل ما لديها من إصدارات متنوعة يستطيع الأفراد الحصول عليها من هذا المعرض بسهولة ويُسر.

في هذا المناخ الثقافي والفكري الرائع يجتمع الإنسان مع خير جليس، ليسافر مع صفحاته إلى عالم المعرفة بمدد من الثقافة اللامتناهية، لإعادة الاعتبار للقراءة واقتناء الكُتب، في هذا المكان يلتقي القراء بمجموعة من الأدباء والمفكرين والمؤلفين، يتبادلون معهم الحوار.

بجانب كون المعرض تظاهرة ثقافية عامة فكذلك يمثل حركة سياحية، حيث يقوم الزائرون لعُمان لحضور هذا المعرض بجولات سياحية على معالم السلطنة الجميلة والرائعة من آثار ومتاحف وأسواق وسواحل جميلة، حيث السلطنة من أجمل وأفضل المواقع السياحية في منطقتنا العربية التي تتمتع بمرافق تجذب إليها الأفئدة من كل صوب.