+A
A-

الرويعي حنين دائم إلى عالم الصوفية والأضابير العتيقة

ضمن فعاليات ربيع الثقافة، وبحضور مدير عام الثقافة والفنون الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة ومجموعة من المهتمين، دشن الفنان خالد الرويعي بالمسرح المرن بمسرح البحرين الوطني، يوم أمس الأول كتابه "خديجة" وصاحب التدشين معرضا وإلقاء.
ويقع الكتاب الصادر عن هيئة البحرين للثقافة والآثار في 149 صفحة من الحجم الكبير، وهو عبارة عن نص أدبي طويل وبديع عن كيف كانت السيدة خديجة بنت خويلد ترى النبي محمد (ص) منذ ولادته حتى النبوة ثم وفاتها، كيف كانت تنتظره وكيف كانت مشاعرها تجاهه. نص يمزج الأحداث التاريخية بالمعاصرة، برؤية شعرية فنية وإنسانية. كيف ترى المرأة النبي محمد (ص)، وكيف صنعت له طريقة واحتضنته. ويشمل الكتاب والمعرض تطويعا جديدا لفن المنمنمات التاريخية والأشكال الفنية الحديثة من خطوط وتكوينات تواكب النص الشعري.


إذا كانت مقامات الحريري مسرحا لخيال الراسمين، بتميز تصاويرها بصدق التعبير وشحنة الحياة وتصوير الأشياء دون تكلف أو تجميل، فإن كتاب "خديجة" كحلية ذهبية ومن الكتب القليلة التي يحرص أصحابها على فن وجمال الإيحاء والصياغة الرائعة، وفوران الصدق في النفس. وحشد الرويعي كل الوسائل ليرسم لنا صورة نابضة بالحياة والحركة. الأبيات تسودها سهولة التعبير ووضوح في الفكرة ونغمة عذبة لا تخفي على المتذوق.
فالرويعي حنين دائم إلى عالم الصوفية والأضابير العتيقة، وأنفاس رابعة العدوية والسهروردي.
وفيما يلي مقطع من الكتاب:
في دارها سيد غائب.
زوايا البيت صبت باستدارة خفيفة كي تشعر بالامتداد كلما جالت ببصرها بين النواحي.


هنا ظل مرقده وهنا حيث الشمس في خجل النوافذ يستقیم باب للسماء. في هذا المكان جلس الغيم فراشا له. وأزاحت عن كاهل السقف أن يكون عاليا إلى هذا الحد. دهنته بشغف الطوارق وعبدت طرق الرؤى بأحلام الملائكة. وعلى هذه الوسائد علقت كفي براحا لهجعته الأولى..
في انتظاره
تكسرني أمارات الحنين وتهزج بي لوعة العرس البعيد. وفي اثري فتنة الكلام "يا نساء قريش إنه يوشك فیكن نبي فأيتكن استطاعت أن تكون فراشا له فلتفعل".
وعلى أطراف ذلك المتكأ.. تستظل بي قضبان تلك النوافذ فلا أعرف حينها إن كنت بالداخل أم خارجها. ألمح طيفك هناك.. تخرج من بيت عمك فريدا في خطوك.. فريدة بخطاي.
يا عماه.. جئت بالشام كلها في طست بين يدي خديجة.. فإن هي استطابت طابت بها، وان هي استعلت علوت بها.
فاجأتني وأخذت يدك إلى صدري، "بأبي أنت وأمي والله ما أفعل هذا الشيء ولكني أرجو أن تكون النبي الذي سيبعث فإن تكن هو فاعرف حقي ومنزلتي وادع الإله الذي سيبعثك لي".