العدد 4905
الأحد 20 مارس 2022
banner
كيف تستحوذ على والديك عاطفيا
الأحد 20 مارس 2022

أجد صعوبة بالغة في تفسير الجفاء الذي قد يقع ما بين بعض الأبناء والآباء، فقد تجد الشاب راشدا وبالغا لكنه لا يبالي بأبويه، أو أنه يعاملهم كما لو أنه يعامل الغرباء، فيحدد لهم وقتا محددا أو يوما محددا للزيارة، فيما تغيب الاتصالات أو الاهتمام المتبادل عن طريق أية تقنية أخرى، وحقيقة، البعض يرى أن تقصيره بحق والديه برا بهم! فهو لا يود أن ينغص عليهم وقتهم أو يشغلهم بمشاكله أو ما مر به من يوم ثقيل، وأقول هنا إن الآباء والأمهات يحتاجون للشعور بأهميتهم اليوم وكل يوم، فكم هي الحياة مؤلمة وخالية إذا ما ابتعدت عنهم بحجة الانشغال والأعمال وتكوين أسرة منفصلة، ودعني أسرد عليك بعضا من الأمور التي من الممكن أن تساهم في تقوية العلاقات وترجمتها بشكل رائع بينك وبين والديك.
“اتصل يوميا بهما كلا على حدة فقط للسلام والترحيب والاهتمام لا غير، حاول أن تشاورهما في موضوع معين حتى إن كان بسيطا، حتى إن كنت لا تحتاج لذلك، لكن يجب أن تشعرهما بأهميتهما في حياتك، تدلل على والديك ودللهما فلا عيب أن تطلب من والدك أن يرافقك في مشوار ما أو الذهاب إلى مكان ما، ولا ضرر أن تطلب طبخة بسيطة من والدتك بين الفينة والأخرى، ولا تنسى في المقابل كلمات الشكر والثناء عليهما في كل مرة يلبون فيها طلباتك البسيطة، قص عليهما مواقفك المضحكة مع أقرانك واجعل البهجة محاطة بكم، اطلب منهما التدخل السريع في أي أمر أو موقف يمر فيه أطفالك فالأجداد آباء بطبيعة الحال، كن حنونا بشوشا. إن صادف أن اختلفت معهم في الرأي أو احتدم بينكم النقاش غادر فورا حتى لا تتسع رقعة “الزعل”، لكن حينما تهدأ أوضح فكرتك لهما أو طيب خاطرهما على ما بدر منك في ذلك اليوم.
أخيرا لا تنساهما من دعائك، فإن كانوا أحياء فأنت في نعمة وفضل من الله، وإن كان أحدهما أو كليهما في رحمة الله فعلم أبناءك البر من الآن حتى تحصده لاحقا، حفظ الله الآباء والأمهات وأمدهم بطول العمر ورحم من سبقنا إلى جنات الرحمن الرحيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية