+A
A-

الجابري: الاستثمار بالعنصر البشري البحريني لمضاعفة الوظائف المجزية في قطاع السياحة

أكد مدير إدارة الرقابة والتراخيص في هيئة البحرين للسياحة والمعارض، سنان الجابري، أنه بتكاتف جهود جميع الجهات الحكومية مع الهيئة تمكنت من الاستمرار بوتيرة عمل المشاريع دون أي تعطل أو تأخير في توفير البنية التحتية الأساسية لمقومات المشاريع في فترة جائحة كورونا، مشيرًا إلى وجود مشاريع سيتم افتتاحها باستثمارات تتجاوز 130 مليون دينار، من بينها مركز البحرين الدولي للمعارض الجديد وساحل قلالي، وساحل الغوص، وساحل خليج البحرين والتي سترى النور في الربع الرابع من العام الجاري 2022.
وأفاد الجابري في برنامج صحيفة “البلاد” الأسبوعي “البحرين في أرقام” أنه سيتم افتتاح 7 فنادق جديدة في العام الجاري.
وذكر أن القطاع السياحي من القطاعات الواعدة من المقرر أن تتعدى مساهمته 11 % في الناتج المحلي الإجمالي، مشيرًا إلى أن القطاع السياحي له انعكاس غير مباشر بخلق فرص العمل والوظائف، وعلى رأس ذلك يأتي الاستثمار في العنصر البشري.
ولفت إلى أن الهيئة تهدف للتوقيع مع 90 مكتبا دوليا، حيث تمكنت من التوقيع مع أكثر من ثلثيهم، مشيرًا إلى التوقيع مع 19 سوقا جديدة من شرق آسيا إلى أميركا، مضيفًا أن الهيئة أطلقت برامج لتشجيع مكاتب السفر والسياحة المحلية لاستقطاب الأفواج السياحية وتقديم برنامج حافز مالي لهم.
وركزت حلقة برنامج “البحرين في أرقام” على أبرز برامج ومبادرات هيئة البحرين للسياحة والمعارض وما تقدمه من جهود مضاعفة؛ من أجل استقطاب المزيد من السياح الإقليميين والدوليين إلى مملكة البحرين.
 
من المحن تولد المنح

وبخصوص كون البحرين مقبلة على نهضة سياحية شاملة باستثمارات تتجاوز 130 مليون دينار بفضل الإستراتيجية السياحية الجديدة للأعوام 2022 - 2026 ضمن خطى التعافي الاقتصادي الطموحة، وأين وصلت الهيئة في تنفيذ ما جاء فيها، قال الجابري إن “من المحن تولد المنح”، فخلال فترة جائحة الكورونا العصيبة التي شهدها العالم أجمعه، تضرر القطاع السياحي بشكل كبير إلا أن أبناء البحرين استطاعوا من خلال تكاتف جهود جميع الجهات الحكومية مع الهيئة من الاستمرار بوتيرة عمل المشاريع دون أي تعطل أو تأخير في توفير البنية التحتية الأساسية لمقومات المشاريع.
 9 أضعاف الطاقة الحالية
ولفت الجابري إلى أن مركز البحرين الدولي للمعارض بحلته الجديدة يعتبر أكبر مركز للمعارض في الشرق الأوسط وطاقته الاستيعابية تعادل 9 أضعاف الطاقة الحالية، وسيرى النور بنهاية الربع الرابع من هذا العام، وهذا المركز سيعطي زخما جديدا لصناعة المعارض على أرض المملكة؛ بوصفه رافدا وجزءا أساسيا من مكونات سياحة الأعمال التي أطلقت ضمن إستراتيجية مملكة البحرين للقطاع السياحي بنسختها الثانية للفترة من 2022 إلى 2026.
وأضاف أن هناك مشاريع متعلقة بالبنية التحتية لتوفير سواحل متاحة للجميع سواء السواحل العامة أو الخاصة في مناطق مختلفة تلبي احتياجات السائح والمواطنين، وهي ساحل قلالي وساحل الغوص وساحل خليج البحرين جميعها مشاريع سياحية بتكلفة تتجاوز 130 مليون دينار، وسترى النور قريبًا في الربع الرابع من العام الجاري وتسير بوتيرة منتظمة وهناك متابعة لها من قبل الإدارة العليا والإدارة التنفيذية بالهيئة؛ لتقديمها ضمن باقة متنوعة من الفعاليات وعناصر الجذب السياحي.
حزمة من المشاريع
وعن الفعاليات النوعية التي تنظمها الهيئة، أوضح الجابري أن الهيئة حرصت أن يكون لديها حزمة من المشاريع بحيث توفر لها البنية التحتية سواء للقطاعين العام والخاص؛ للاستفادة منها على سبيل المثال مركز البحرين الدولي للمعارض، فالهيئة مقبلة على نوع آخر ومتقدم لسياحة الأعمال، وهنالك الكثير من المعارض الدولية التي تتمنى أن يكون لها موطئ قدم على أرض البحرين ستعزز من خلال هذه المشاريع.
وأشار الجابري إلى وجود مجموعة من الفعاليات التي وضعت ضمن تقويم الفعاليات على مدار السنة وتمثل عناصر جذب سياحية، وتلبي جميع الأذواق بمختلف احتياجات السياح سواء تلك المتعلقة بالسياحة العائلية أو السياحة الفردية وغيرها من أنواع السياحة، ويأتي ضمنها مهرجان الطعام الذي أُفتتح يوم السبت ضمن حزمة فعاليات كبرى تشهدها المملكة، وذروة الفعاليات السياحية هي جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورملا 1 بشعارها الجديد “العصر الجديد”، مشيرًا إلى أن مهرجان الطعام في العام 2019، قبل أن تلقي الجائحة بظلالها، بلغ عدد المشاركين فيه نحو 92 مشاركا وارتفع إلى 120 مشاركا بزيادة بلغت تقريبًا 33 %.
وذكر أن الهيئة ستكون لديها فعاليات متواصلة متوازية وبعضها لاحقة من خلال الحملات الترويجية التسويقية التي أطلقتها “البحرين في مارس” للتسويق إلى المملكة وفعالياتها، ومنها على سبيل المثال إطلاق حملة ترويجية لمهرجان وفعالية “ذهب المنامة” التي تمثل الهوية البحرينية وتهدف الهيئة من خلالها إلى الترويج السياحي لباب البحرين وسوق المنامة القديمة وجميع محلات الذهب المشاركة فيها بالتزامن مع فعاليات مثل “عيد الأم” والمناسبات ذات العلاقة، وشهر رمضان الذي يشهد كذلك إقبالا على سوق التجزئة وكذلك شراء المجوهرات والحلي للعيد، وسيكون لذهب المنامة بصمة، حيث انطلقت الفعالية الأحد وتستمر إلى 20 أبريل المقبل.
ولفت إلى أن الهيئة تعمل في شهر رمضان على تغيير النظرة للقطاع السياحي بأنه فترة نقاهة وراحة للقطاع الفندقي وركود إلى فترة تسويق صحيحة لكثير من الفعاليات التي ستطلق في ليالي رمضان وأطلق عليها “ليالي رمضان” وتستهدف قطاعي الضيافة والفندقة والإقامة قصيرة المدى وتستمر إلى نهاية الشهر الفضيل وتتنوع فيها الفعاليات التي يقدمها القطاع الفندقي.
وأشار إلى أنه سيتم إطلاق أكبر حملة لـ “صيف البحرين” من خلال مشاركة لكثير من السواحل التي سيتم تدشينها بكثير من الفعاليات المتعددة سواء لتلك الواجهات البحرية أو تلك المنشآت التي تقع على الواجهات البحرية وتقديم باقة متنوعة تلبي احتياجات جميع الأذواق من عوائل وأفراد وسياح ومواطنين ومقيمين، مؤكدًا أن الهيئة تعمل على توفير باقة متنوعة من حزمة الفعاليات التي تطلقها باستمرار إلى نهاية العام الجاري من خلال تقويم الفعاليات الذي أطلقته.
 الإشغال الفندقي
وعن نسب الإشغال الفندقي خلال سباق الفورملا 1، أوضح الجابري أن الفورملا 1 يعتبر أحد المرتكزات الرئيسة للسياحة الرياضية في المملكة والحدث الأبرز ويمثل أحد نقاط الذروة للفعاليات الرئيسة في البحرين، مشيرًا إلى أن السباق له انعكاس على قطاعات أخرى مرتبطة به، إذ إن هناك انتعاشا حقيقيا في القطاع الفندقي والضيافة، وانتعاشا ملحوظا في حركة الأسواق والمجمعات التجارية وأسواق التجزئة، وقطاع المواصلات والنقل والتاكسي وجميع ممثلي القطاعات الاقتصادية في نواحي متعددة، مشيرًا إلى وجود نسب إشغال وارتفاع في معدلات الطلب وذروة الطلب على قطاع النقل والمواصلات، وانتعاشا كبيرا بقطاع المصارف، لافتًا إلى أن القطاع الفندقي هو المستفيد الأكبر من إقامة الفورملا 1 ويشهد انتعاشا حقيقيا في جميع الفئات والتصنيفات الفندقية والشقق العائلية والشقق المفروشة والشقق الفندقية، إذ ارتفعت نسب الإشغال بوتيرة عالية تراوحت ما بين 70 إلى 100 % في قطاع عريض من الفنادق بحسب ما صرح أصحاب فنادق، ويساهم الفورملا1 والفعاليات المصاحبة في استقطاب السياح وتعزيز الجذب السياحي.
 فرص عمل
وعن الفرص لزيادة توظيف البحرينيين في القطاع السياحي، أفاد الجابري أن القطاع السياحي من القطاعات الواعدة لزيادة النمو في الناتج المحلي الإجمالي وله انعكاس غير مباشر بخلق فرص عمل ووظائف وعلى رأس ذلك يأتي الاستثمار في العنصر البشري، لطالما كانت البحرين متميزة في الاستثمار في العنصر البشري ولذلك تظل الرؤية حاضرة في الاستثمار بالعنصر البشري تنفيذًا للتوجيهات والسياسات الحكومية المعمول بها، وأن الرهان على البحريني يظل دائمًا موجودا وعلى رأس الأولويات، ونحن متفائلون بأن البحريني كان ولا يزال هو الرهان الحقيقي في الاستثمار في إمكاناته وقدراته.
وأشار إلى أن المملكة كانت المصدر الرئيس بتزويد جميع دول المنطقة بكوادر الضيافة والعمل بالقطاع الفندقي، مؤكدًا أن المملكة باستطاعتها المحافظة على جدوى ذلك من خلال الاستثمار بكفاءتها وشبابها، مشيرًا إلى أن كلية فاتيل في البحرين تعمل على الاستثمار في العنصر البشري والشباب البحريني في هذا المجال، والترويج لقطاع واعد من خلال ما يقدمه من فرص عمل حقيقية، حيث “لمسنا خلال السنوات الأخيرة ارتفاع مساهمة هذا القطاع حتى وصل إلى 6.8 % ونطمح في العام 2026 بأن تتعدى مساهمة القطاع 11 %، وهو رقم كبير وهذا لن يتأتى إلا بوجود عناصر فاعلة، ونأمل أن يكون البحريني على صدارة خلق الفرص لذلك سعينا لتوفير الأرضية الأساسية من خلال الاستثمار في العنصر البشري والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل هيئة تنظيم سوق العمل وغيرها من الجهات وأيضًا توفير البرامج التدريبية اللازمة”.
 100 مرشد سياحي
وأشار الجابري إلى وجود أكثر من 100 مرشد سياحي، وعدد كبير منهم بحرينيون، “ولدينا كفاءات فخورون فيها تعمل على منصات الأفواج السياحية للترويج لمملكة البحرين لدى الزوار القادمين لسباق الفورملا 1، ويتحدث المرشدون السياحيون البحرينيون لغات مختلفة منها الإنجليزية والإسبانية والروسية والبرتغالية وغيرها من اللغات”، معربًا عن سعادته بهذا التوظيف الصحيح، آملا أن يكون هنالك باقة تدريبية لتخريج أفواج وكوادر تتناسب مع احتياجات هذا القطاع، وهنالك طلب كبير في القطاع السياحي؛ نظرًا لوجود منشآت كثيرة، لافتًا إلى أن الجائحة لم تستطع أن تهز ثقة المستثمر في البحرين، وسيتم افتتاح 7 فنادق في هذا العام وستوفر فرصا وظيفية باستثمارات بالملايين.
 طيران الخليج
وبخصوص الشراكة التاريخية بين الهيئة وشركة طيران الخليج والتعاون في العام الجاري والأعوام المقبلة، قال الجابري إن الهيئة باعتبارها الواجهة الأساسية للترويج والتسويق للمملكة بمجال السياحة وضمن مراجعة النسخة السابقة للإستراتيجية السياحية والنسخة الحالية وجدت أنه من الضروري أن تضع يدها بيد جميع الشركاء الإستراتيجيين الأساسيين “لتكون لدينا سياحة حقيقية مبنية على عمل مؤسسي منظم وتربط جميع الحلقات مع بعضها البعض”، مشيرًا إلى أن الناقلة الوطنية هي شريك إستراتيجي وشريك فاعل في تعزيز السياحة ولذلك تم إطلاق باقة رحلات البحرين من قبل “طيران الخليج” بوجود الهيئة للتأكيد على هذه الرسالة “بأننا نقف جميعًا على مسافة متساوية مع بعضنا البعض ولنكون جزءا من نجاح هذه المقومات وربطها مع بعضها البعض”، لافتًا إلى أن الهيئة تسعى إلى ربط جميع القطاعات والشركاء مع بعضهم البعض، وقد تم لمس ذلك من خلال تقديم باقات مختلفة على سبيل تعزيز مشاركة الهيئة مع القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء أو القطاع شبه الحكومي.
ولفت إلى أن للهيئة شراكة مع مسرح الدانة للترويج إلى الفعاليات التي تقام على المسرح عن طريق الناقلة الوطنية، ويستطيع السائح الحصول من خلال باقة واحدة على تذاكر مخفضة على الناقلة الوطنية والفنادق الوطنية والقطاع الخاص والفعاليات التي تقام على مسرح الدانة، مشيرًا إلى أن هذه الباقة تحفز السائح على القدوم إلى البحرين وتهدف الهيئة إلى تعزيز المؤشرات التي تقيس مقومات وفاعلية السياحة، حيث إن السياحة لا تقف عند مؤشرات منفردة لإشغال الفنادق وإنما تقوم على مؤشرات أخرى لا تقل أهمية عن إشغال الفنادق وهي المعتد بها لدى منظمة السياحة العالمية، مشيرًا إلى أن السعي لزيادة عدد الليالي السياحية وزيادة معدل إقامة السائح وزيادة معدلات الصرف والإنفاق خلال السنوات المقبلة والذي سيكون له انعكاسه مباشرًا على قطاع السياحة والقطاعات الأخرى، وهذه المؤشرات التي تشمل معدل إنفاق السائح وإقامة الليالي السياحية ومعدل الإشغال ومعدل الزوار هذه المؤشرات تمثل مقومات العمل السياحي، للترويج والتسويق لجميع فعالياته، مؤكدًا أن القطاع الخاص يكمّل القطاع العام ونجاح أحدهما هو نجاح للآخر هذه الفلسفة التي لابد أن نبني عليها أي نجاح حقيقي لمقومات العمل السياحي.
19 سوق جديدة
وعن آخر ما وصلت اليه اتفاقيات الترويج السياحي، أوضح الجابري أنه تم استهداف أكثر من 19 سوقا جديدة من شرق آسيا إلى أميركا، ويتم العمل على تنويع سلة الجذب السياحي وتسمح هذه الأسواق الجديدة بأن يكون هنالك تنوع في السياح والاعتماد على دول كثيرة كوسائل للجذب السياحي، لافتًا إلى الهيئة تستهدف التوقيع مع 90 مكتبا دوليا، وقد تم التوقيع مع أكثر من ثلثيها تقريبًا.
وأشار إلى أن الهيئة أطلقت برامج لتشجيع مكاتب السفر والسياحة المحلية الحاصلة على ترخيص منها لاستقطاب الأفواج السياحية وفي المقابل تقديم برنامج حافز مالي لأصحاب تلك المكاتب القادرين على الوصول إلى هدف معين، وهذا البرنامج يعطي صورة دقيقة عن فاعلية مكاتب السفر والسياحة العاملة في القطاع، كما يعطيهم الحافز للعمل أكثر لاستقطاب أفواج سياحية إلى المملكة باختلاف الفصول والبرامج السياحية، وقد أطلق البرنامج في سبتمبر 2021، وتقوم الهيئة بمراجعة مستمرة له وقياس جميع الملاحظات والاقتراحات التي ترد إليها وتستوجب تطوير البرنامج، وتعمل الهيئة مع القطاع الخاص لتطوير البرامج الموجهة لاستفادة القطاع الخاص خصوصًا أنها أتت في وقت استثنائي وصعب بعد الرمق الأخير لجائحة كورونا وأعطت مكاتب السفر والسياحة فرصة؛ للنهوض مجددًا والاستفادة من حزمة البرامج التي تقدمها الهيئة.