نظمت صحيفة “البلاد” يوم الخميس 10 مارس 2022م ندوة بعنوان “العمل الخيري في البحرين”، بمشاركة عدد من العاملين في مجال العمل الخيري بالقطاعين الرسمي والأهلي، وناقشت الندوة آفاق وتحديات العمل الخيري في البحرين.
العمل الخيري في البحرين صفة متجذرة في شخصية الإنسان البحريني المليئة بالعطاء والبذل في البحرين وخارجها، والأعمال الخيرية البحرينية ظاهرة انتشرت كثيرًا وشملت العديد من الجوانب “الفقراء والأرامل والأيتام والطلبة والمرضى وكل المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية”، وينطلق العمل الخيري من رغبة الإنسان ومن خلال التفاعل المجتمعي والمؤسسي الذي يلقى الدعم والرعاية من الدولة والمجتمع باعتباره مُحركا رئيسا للنهوض بالمجتمعات، وبجانب تقديم المساعدات المالية والعينية المباشرة تقوم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بتقديم مساعدات تنموية تساهم في رفع قدرة الأُسر على الإنتاج والاكتفاء المادي وتنمية أوضاعهم المعيشية.
وتقوم الجمعيات الأهلية البحرينية بمختلف مُدن وقُرى البحرين بأدوار إنسانية وتنفق الكثير من ميزانياتها لتقديم المساعدات الإنسانية والمنح المالية لمختلف الأُسر المُحتاجة لتحسين أوضاعها المعيشية، وكان لها دور مُتميز في إطار الحملة الوطنية لمكافحة جائحة “كوفيد 19” في البحرين بتقديم العون والمساعدة لهم، ويُعتبر العمل الخيري جزءا أصيلا لأهل البحرين، وبعض الجمعيات تُقدم الدعم التعليمي والاستثمار في التعليم الجامعي وتنمية المهارات الشخصية للشباب، وبتقديم مجموعة من البرامج والورش المتعلقة بتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية والوطنية لغرس روح المبادرة والقيادة والتفاعل الإيجابي في المجتمع، وقد حرصت البحرين على تكريس مكانتها في العمل الإغاثي الإنساني بتنفيذ مجموعة من المشاريع الإغاثية حول العالم أثناء الأزمات والكوارث الطبيعية والصحية.
للعمل الخيري الإنساني بكل زاوية منه حكايات، وتاريخه البحريني طويل وجميل بقيمه وأهدافه ومبادئه وشخصياته ذات البصمات المتوجة بالبذل والعطاء، فتاريخ العمل الخيري بالبحرين لم يبدأ من قريب، بل من زمنٍ بعيد، تم فيه وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع الذي نعيش آثاره وإيجابياته اليوم، وهي لبنات شاهدة وناطقة لتلك الأسس المتشبعة بالحُب وكل معاني الخير، والتي استطاعت أن تشق طريقها وتتجاوز الموانع والتحديات لتسير شامخة في مجال العطاء.