النجاح منقطع النظير لسباق الفورمولا 1 الذي أقيم في البحرين موخرا وبحضور 98 ألف شخص على مدى 4 أيام يدل بلا شك على النجاح الباهر لهذا الحدث الرياضي العالمي، ويحسب لقيادة وشعب هذا الوطن الغالي، ويضع بحريننا على خارطة العالم في سباق السيارات التي هي محط أنظار العالم بسبب شعبيتها الكبيرة.
إن هذا السباق منذ انطلاقته في مملكتنا الغالية عام ٢٠٠٤ عكس ما تمتاز به المملكة من وجه حضاري، وما تعيشه من نهضة شاملة في ظل العهد الزاهر لمليكنا المفدى ورعاية واهتمام سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ما كان له أكبر الأثر في إنجاحه طبقًا لأعلى المعايير العالمية، ولا ننسى الدور الريادي للسواعد الوطنية المخلصة التي أسهمت في تنظيم هذا الحدث العالمي بكل اقتدار، وهذا ليس غريبا على المواطن البحريني المبدع لجعل البحرين ضمن مصاف الدول المرموقة على خارطة رياضة السيارات العالمية.
إن نجاح أية فعالية أو مشروع لا يقاس بعدد الحضور فحسب، بل بمدى الاستفادة وما جنيناه من حضور هذا العدد الضخم، حيث إن حضور الجمهور من خارج البحرين بلغ 50 % كزيادة عن عام ٢٠١٩ حسب تقرير هيئة البحرين للسياحة والمعارض، وحلبة البحرين الدولية وطيران الخليج، فلكم أنتم كقراء أن تقدروا كم استفاد الاقتصاد المحلي من هؤلاء السياح الذين حضروا من جميع دول العالم وأنفقوا على مأكلهم ومشربهم ووسائل الاتصالات والمواصلات والمشتريات والفنادق والقائمة تطول، وهو ما يعرف في قاموس الاقتصاد بـ economic Cycles.
إن هذه الفعاليات الرياضية والترفيهية والموسيقية والفنية ستلقي بظلالها إيجابًا على جميع القطاعات التجارية والأعمال بجميع فئاتها، ما يعود بالخير على الوطن، حيث إن البلد بحاجة إلى تكثيف هذه الفعاليات والبرامج طوال العام بهدف تنويع مصادر الدخل في القطاع غير النفطي، وفي اعتقادي الشخصي المتواضع بأننا نحتاج إلى توحيد الجهود ووضع استراتيجية شاملة للنهوض بالقطاع السياحي، أو أن يتم تشكيل وزارة أو هيئة مستقلة تشرف على جميع الفعاليات والمهرجانات، كما أنه من الضروري تخصيص ميزانية جيدة وهيكل إداري كاف ولا ضير من الاستعانة بكفاءات وخبرات متخصصة من الخارج لفترة من الزمن، وحسب علمي هناك الكثير من المشاريع الجديدة تحت الإنشاء، والتي سيتم الانتهاء منها قبل نهاية العام الجاري.