بعد أيام قليلة سيحل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الخير والغفران والبركات، هذا الشهر الذي انزل فيه القرآن الكريم، ولاشك بأن الجميع ينتظر بأحر من الجمر هذا الشهر الذي يكون مختلفًا في كل شيء، وموضوع مقالي ليس جديدا، لكن كما ذكر في القرآن الكريم “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”، وأتمنى من كل قلبي أن أرى التزام الناس بما جاء في ديننا الحنيف ليس في هذا الشهر فحسب، بل في كل أيام السنة، “فلا تحدثني عن الدين كثيراً، ولكن دعني أرى الدين في سلوكك وأخلاقك وتعاملاتك”.
أقولها بكل حسرة.. مساجدنا تمتلئ في هذا الشهر فقط، وموائد الطعام أكثر ولا نقدر قيمة النعمة، ناهيك عن الأمثلة غير الأخلاقية المتفشية في مجتمعاتنا الشرقية، فنجد بعضهم يصوم ويصلي وبعدها يعمل على إشباع شهواته وممارساته الخاطئة! لينسف كل أعماله الروحانية. شخصيًا أعرف أناسا بهذه الشاكلة، وقد حرصت على أن أناقشهم حول هذا الموضوع لأقطع الشك باليقين وإذا بي أتفاجأ من الرد بأنهم مقتنعون بما يفعلونه تمامًا، مؤكدين أن لكل شيء أو عمل حسابه عند الله مثل حسابك في البنك! هذا الكلام مع الأسف الشديد يتداوله الكثير من الناس ولا يفقهون في الدين شيئًا! أقول لهؤلاء كفاكم استهزاء بالدين وإيجاد مبررات واهية ومخزية لأعمالكم وممارساتكم.
إن تناقضنا الصارخ مع أنفسنا أولا ومع ربنا الأوحد ثانيًا هو مثال على ضعف مجتمعاتنا، الكثير منا يدعي أنه يؤدي صلاته وصيامه ولكنه ينسى أن يمارس أبسط واجباته تجاه أهله وأصدقائه أو حتى وطنه، حيث إن الالتزامات الدينية لها أبعاد كثيرة وواسعة، واللوم ثم اللوم هنا يقع أولا وأخيرا على العائلة وخطباء الجوامع والمناهج الدينية وطرق تدريسها. 
متمنياً للجميع أن يتقبل الله صيامكم وقيامكم، سائلًا رب العرش العظيم أن يحفظ المسلمين من شر الفتن والبلاء والأمراض وأن يرزقهم الأمن والسلامة والاطمئنان، وكل عام والجميع بألف خير.