العدد 4918
السبت 02 أبريل 2022
banner
نواب خذلوا المواطن
السبت 02 أبريل 2022

ونحن نقترب من نهاية الدورة البرلمانية فإنه يحق لنا القول إنّ أداء أعضاء المجلس النيابيّ كان متدنيا جدا، وشكل خيبة أمل كبيرة لمن منحهم صوته الانتخابيّ، وغالبا ما يصدمنا البعض بأنّ دوره في المجلس يتمثل في التشريع والرقابة فقط، لكن حتى في هاتين المهمتين الخطيرتين فإنهم فشلوا فشلا ذريعا في النهوض بهما، ومن البديهي جدا أن يتنكر عدد من النواب لدورهم الخدمي باعتباره خارج إطار مهمة النائب، لكننا نعده تهربا من واجب ومسؤولية حفلت بها برامجهم الانتخابية. مؤسف جدا أنّ مثل هذه الأمانة التي ارتضاها ممثلوا الشعب عن قناعة كاملة وطيب خاطر أمام ناخبيهم هي أشبه بالعقد المبرم مع المواطن نجدهم يتنصلون منها تحت ذرائع واهية.
في الأيام الفائتة من عمر المجلس النيابيّ شهدنا نشاطا محموما وغير متوقع من عدد من الأعضاء ولسنا بحاجة إلى خبراء لكشف السر، فالنائب يريد أن تترسخ صورته بأنّه فاعل في المجلس، والبعض الآخر منهم كثف مشاركاته بمجالس العزاء في منطقته وكأن هذه المشاركة بحد ذاتها تعدّ ضمانة لإعادة انتخابه، متخيلا أنّ ذاكرة الأهالي تناست ما حل بها من خيبات ومرارات.
لعل من القضايا التي هي اليوم مثار جدل بين المواطنين أنهم لم يحسنوا اختيار الأكفأ من المترشحين، والبعض الآخر يعضون أصابع الندم كونهم خدعوا بشعارات رفعها المترشح، والحقيقة أنّ مثل هذا الندم يكاد يتكرر في كل مرة يتعرض فيها المواطن لمواقف الخذلان.. لكن هل فكر هذا المواطن قبل الإقدام على خطوة بهذه الأهمية في البحث عن سيرة المترشح؟ وهل تساءل أحدهم عن مدى تحلي المترشح ودرايته بالقوانين التي تجعله قادرا على الأداء بكفاءة.. وهل بحث الناخبون عن ما يحمله من مؤهلات؟ إنّ خدمة أحدهم في العمل النقابيّ مثالاً لا تعد مقياسا دقيقا يدفعنا لاختياره ما لم يعش هموم الناس وقضاياهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية