انتكاسة المنتخب الإيطالي وفشله في التأهل لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي لها تداعيات كثيرة تفوق ما تحدث به الإعلام الإيطالي وذهابه لتوبيخ المدرب واللاعبين، فالكرة الإيطالية تشهد فشلا تلو الآخر منذ أن فازت بلقب كأس العالم عام 2006 وذلك نتيجة لعدة تخبطات مرتبطة بالعقلية وطرق الإدارة. وسنحاول عبر هذه المساحة المتواضعة أن نركز على أبرز أسباب استمرار الفشل مع الوضع في الاعتبار أن فوز الآزوري ببطولة اليورو الأخيرة يعتبر استثناءً لواقع الكرة الإيطالية اليوم، وليس نتاج خطة مرسومة!! 
أحد أهم أسباب تدهور الكرة الإيطالية هو الاستمرار على الفكر المتحجر الذي يقضي على المواهب الصاعدة بسبب الجمود الحاد في الفكر التدريبي، فاللاعبون اليافعون مهما بلغت درجة موهبتهم لا يمنحون فرص المشاركة إلا بعد أن يبلغوا 24 عاما وما فوق وذلك للاعتقاد السائد بأن اللاعب يجب أن يصل إلى سن النضج الكروي!!
وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن المنتخب الإيطالي طوال تاريخه كان يستمد قوته من قوة أنديته التي باتت ضعيفة، فإن فتح باب الاستثمار سيعيد القوة لهذه الأندية، بيد أن السلطات الإيطالية وضعت قوانين تحد من الاستثمار في كرة القدم بعكس إنجلترا مثلا التي سهلت كل العراقيل أمام المستثمرين. واليوم جميعنا يدرك مدى قوة الأندية الإنجليزية ومدى انعكاس ذلك على المنتخب الإنجليزي!! 
كما أن ضعف البنية التحتية وقدم الملاعب وقلة عائدات البث وزيادة الديون على الأندية كلها أسباب أدت إلى تراجع مستوى الدوري الذي يعتبر الواجهة الرئيسة للمنتخب، ورغم هذه المعاضل لا يحرك الاتحاد الإيطالي ساكنا وكأنه قد استسلم للقدر!!. 
أخيرا، فإن تخبطات الكرة الإيطالية لا يمكن حصرها كلها في هذه المساحة المتواضعة، ولكن يبقى الأهم إذا ما استمرت إيطاليا بنفس المنهجية والعقلية، فلن يكون فشلها في التأهل لمونديال 2026 مفاجئا ومستغربا آنذاك!!