العدد 4922
الأربعاء 06 أبريل 2022
banner
العمل عبادة
الأربعاء 06 أبريل 2022

تداول الناس مؤخرا عبر وسائل التواصل جدولا يبين ساعات العمل المطبقة في دول الخليج، والتي كانت تتراوح من 4.5 إلى 6 ساعات، وحيث إن البحرين كانت تتصدر تلك الدول، فقد طالب البعض بتقليل ساعات العمل في رمضان أسوة بدول الخليج الأخرى، وبصراحة شديدة استغربت من ردود الفعل والتعليقات.


شخصيًا أختلف مع من يطرح هذا المطلب الذي بلا شك سيؤثر سلبًا على الإنتاجية ويسبب تأخير الكثير من المعاملات. شهر رمضان لا يجب أن يكون شهرًا للتقاعس، ليس في مواقع العمل فحسب، بل حتى في حياتنا اليومية وممارساتنا والتزاماتنا الاجتماعية، فنحن نحتاج إلى الاستفادة القصوى من كل ساعة في حياتنا لتحقيق مزيد من التطور والتألق لمجتمعاتنا.


هناك الكثير من القصص والروايات التي تثبت أن الصيام لم يكن قط سببًا في تعطيل القيام بالواجبات، فهناك من خاض حروبًا في هذا الشهر، وهناك من عانى من ويلات الحروب والتشرد، وهناك من يعمل في بيئة وظروف عمل صعبة وشاقة، ومنهم من يمارسون الرياضة في دول غير مسلمة، حيث تألقوا وفرضوا بذلك احترام تلك الدول ومراعاة صيام اللاعبين المسلمين، بدليل إصدار الاتحاد الإنجليزي مؤخرا قرارًا يلزم الحكم بوقف المباراة لدقائق معدودة ليتسنى للاعبين المسلمين شرب الماء والعصائر إذا تزامن ذلك مع موعد الإفطار، وفي الحقيقة يجب هنا تقديم الثناء والاحترام للاتحاد الإنجليزي لهذه المبادرة الراقية التي تنم عن احترام الأديان الأخرى.


ولو رجعنا إلى لب الموضوع وهو ساعات الدوام، فإنني لا أجد أي مبرر للعمل أقل من ٦ ساعات، وذلك إذا كنا فعلا نريد أن ننجز أعمالنا ومسؤولياتنا باحترافية من أجل تحقيق التنمية المستدامة لوطننا الغالي.


ومن وجهة نظري الشخصية فإن كل من يدعي أن الصيام سيؤثر على إنتاجية الفرد فهو ادعاء غير دقيق. دعواتنا أن يقبل الله عز وجل صيامكم وقيامكم.. ولا تنسوا أن “العمل عبادة”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية