+A
A-

البحث عن معنى الرجولة "تحت الأرض" على قافلة بين سينمائيات

يبدأ الخميس المقبل ٧ أبريل عرض فيلم "تحت الأرض" للمخرجة الكندية صوفي دوبويه، والذي يستمر أونلاين لمدة أسبوع على موقع قافلة بين سينمائيات من خلال الرابط : www.womencaravan.online/underground
وذلك ضمن برنامج "كارت بلانش" لعروض الأفلام خلال العام ٢٠٢٢. صاحبة الكارت بلانش لهذا الشهر، والتي اختارت الفيلم للعرض هي المخرجة وكاتبة السيناريو التونسية هند بوجمعة، وسوف تجري لقاء مفتوحًا مع مخرجة الفيلم بمشاركة الجمهور في مصر والعالم العربي خلال اليوم الأخير لعرضه ١٤ أبريل.
تدور أحداث الفيلم عن مكسيم، عامل المناجم الشاب المشتت بين محاولاته اليائسة لإنجاب طفل، وشعوره الدائم بالذنب بسبب مسئوليته عن إصابة صديق طفولته جوليان بالإعاقة في حادث سيارة. ورغم محاولاته الدائمة للتخلص من عقدة الذنب، إلا أن عمل ماريو والد صديقه في نفس المنجم يمنعه من تجاوزها. لكن الأمور تتحول بعد وقوع انفجار مفاجئ داخل المنجم يبذل خلاله مكسيم تضحيات كبيرة لإنقاذ رفاقه عمال المنجم من الموت.
تبحث المخرجة صوفي دوبويه من خلال الفيلم في المعاني المختلفة للذكورة، من خلال العلاقات المعقدة والمتناقضة بين عمال المناجم، حيث طبيعة عملهم تحت الأرض تفرض عليهم القسوة، بينما تجمع بينهم طاقة إنسانية عظيمة من الحب والرعاية المتبادلة.
نبعت فكرة الفيلم لدى دوبويه، من خلال كونها ولدت في مدينة يعمل معظم رجالها، بما فيهم أفراد أسرتها في مناجم الذهب. استغرق صنع الفيلم عشر سنوات، حاولت خلالها المخرجة الإقتراب من عالم العلاقات الإنسانية لعمال المناجم الذين يقضون أيامًا طويلة تحت الأرض "أكثر ما بهرني في عالمهم، ذلك التناقض الكبير بين عملهم العنيف، والرقة والحميمية والمشاركة التي تجمع بينهم، وهو ما دفعني للتفكير في المعاني المتعددة للذكورة من الجانب الإيجابي، كما ظهر في الفيلم"
تشتهر صوفي دوبويه، بأسلوبها السينمائي المؤثر والمثير للمشاعر، حيث ترتكز القصص التي تكتبها أفلامها على تعقيدات المشاعر الإنسانية وحساسيتها، وتتميز الشخصيات التي تخلقها بالابهار والرقة.
أخرجت دوبويه في الفترة ما بين ٢٠٠٨ و٢٠١٦ مجموعة من الأفلام القصيرة، التي نالت إستحساناً كبيراً، قبل أن تقدم على إخراج فيلمها الطويل الأول "العائلة أولًا"، والذي أظهر موهبتها المميزة في إدارة الممثلين. رشح الفيلم لثمان جوائز في مهرجان "كيبيك" السينمائي، وأربعة جوائز في مسابقة الشاشة الكندية، قبل أن يتم اختياره لتمثيل كندا رسميًا في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام ٢٠١٨.
وتقول المخرجة الكندية ابنة مقاطعة كيبيك أن الأفلام هي طريقتها لفتح الأبواب "إنها طريقتي للوصول إلى الأشياء التي لا يقوم الناس بالتواصل معها في حياتهم اليومية. من خلال العواطف أربط بين الناس وإخوانهم وأخواتهم الذين لم يتسنى لهم حتى معرفة مدى قربهم من قلوبهم. الأفلام تثير المناقشات والأفكار، تربط الناس بعضهم ببعض، وتخلق حالة من الحب. أنا على قناعة أن بإستطاعة الأفلام تغيير حياة الناس."
وتقول صاحبة الكارت بلانش هند بوجمعة عن سبب اختيارها لفيلم "تحت الأرض" للعرض خلال شهر أبريل، "أحببت الطريقة التي نظرت بها المخرجة المرأة إلى الرجل. لقد استطاعت بحساسية بالغة الكشف عن عالم عمال المناجم".


بدأت المخرجة والكاتبة التونسية هند بوجمعة حياتها المهنية أواخر عام ٢٠١٢ من خلال فيلمها الوثائقي الطويل "يا من عاش" الذي اختير رسميًا في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. أخرجت بوجمعة فيلمها الروائي القصير الأول "تزوج روميو من جولييت" عام ٢٠١٥ قبل أن تخرج "حلم نورا" الفيلم الروائي الطويل الذي لعبت بطولته الممثلة التونسية هند صبري. حصل الفيلم على جائزة جمعية النقاد الدولية فيبريسي من مهرجان تورينو، والتانيت الذهبي لأفضل فيلم بمهرجان قرطاج، كما حصلت بطلته هند صبري على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان قرطاج ومهرجان الجونة السينمائي عن دورها في الفيلم. فضلًا عن اختياره الرسمي بمهرجان سان سباستيان. نالت بوجمعة عام ٢٠٢٠ على جائزة أفضل سيناريو من جمعية المؤلفين والملحنين المسرحيين SACD، وهي تعمل حاليًا على التحضير لفيلمها الطويل الثاني  "yammi".
برنامج "كارت بلانش" الذي أطلقته قافلة بين سينمائيات يناير الماضي، يأخذنا في رحلة سينمائية جديدة كل شهر من شهور العام ٢٠٢٢ من خلال إعطاء الكارت لواحدة من السينمائيات لتتولى قيادة الرحلة، حيث تقترح فيلمها المفضل لسينمائية أخرى ليتم عرضه لمدة أسبوع على موقع القافلة بداية من الخميس الأول من كل شهر وحتى نهاية الأسبوع حيث تنتهي أيام العرض بمناقشة أونلاين تديرها حاملة الكارت بلانش مع ضيفتها مخرجة الفيلم في الخميس الثاني من كل شهر. ويتضمن برنامج العروض ١٢ فيلمًا تسجيليًا وروائيًا، عربيًا وأجنبيًا على مدار العام وحوارات مفتوحة أونلاين بين ٢٤ مخرجة بحضور الجمهور من مصر والعالم العربي من خلال موقع بين سينمائيات.
عرض ضمن برنامج كارت بلانش فيلم "ساكن" للمخرجة الأردنية ساندرا ماضي خلال شهر يناير، وفيلم "أخوات السرعة" للمخرجة عنبر فارس خلال شهر فبراير، وفيلم "حقول الحرية" للمخرجة الليبية نزيهة عريبي في شهر مارس.
وتقول المخرجة أمل رمسيس مديرة ومؤسسة قافلة بين سينمائيات أن برنامج "كارت بلانش" هو جزء من مساعي القافلة لتوسيع شبكتها من المخرجات من خلال تقديم كل مخرجة لمخرجة أخرى.  فاختيار كل مخرجة يلقى الضوء على طبيعة الأفلام التي تشكل وعيها السينمائي وما الذي يجعلها ترتبط بفيلم ما كصانعة أفلام.
وتضيف رمسيس أن عروض الأفلام في برنامج "كارت بلانش" مفتوحة على تفضيلات المخرجات المتنوعة، فبعضها أفلام حديثة وأخرى قديمة، عربية وأجنبية، روائية وتسجيلية. بالإضافة إلى أن كل مخرجة تدير حوارًا بحضور الجمهور مع المخرجة التي اختارت فيلمها وهو ما يطرح أسئلة جديدة ويضفي ثراء وتنوع على تجربة المشاهدة فكأننا نرى مخرجات من عيون مخرجات.
وتتوقع مديرة قافلة بين سينمائيات أن يكون "كارت بلانش"  جذابًا لطيف واسع من الجمهور لأنه برنامج متنوع ليس فقط في اختيار الأفلام وإنما أيضًا في تقديم أصوات ورؤى المخرجات "في كل شهر نتعرف أكثر على مخرجتين وفيلم. فيقترب الجمهور أكثر من عالم مخرجتين ربما لا يعرف عنهما وعن أعمالهما الكثير، وبذلك يضرب عصفورين بحجر"
قافلة بين سينمائيات هي مبادرة مستقلة بدأت في مصر في عام ٢٠٠٨، تدير القافلة مجموعة من صانعات الأفلام، وتسعى من خلال العروض المتنقلة في عدد من البلاد وعروض الأونلاين للأفلام التي تصنعها نساء على مستوى العالم إلى دعم دور المرأة في صناعة السينما، كذلك تسعى إلى خلق شبكة دولية من صانعات الأفلام من مناطق مختلفة حول العالم، وخاصة من العالم العربي. تقوم قافلة بين سينمائيات بدور فعال أيضاً في مجال التعليم السينمائي وتدريب النساء على تقنيات عمل الأفلام التسجيلية الإبداعية وذلك في مجالات الإخراج والانتاج والمونتاج والتصوير، وكذلك دعم المشاريع السينمائية للنساء في أي من مراحل الإنتاج.