من بين الكثير من الإضاءات المهمة التي أشار إليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في استقباله المهنئين من كبار المسؤولين والشخصيات بشهر رمضان المبارك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، تستوقفنا إضاءة لها مكانها الراسخ وأثرها الحضاري ونتاجها المهم ارتباطا بسياسة مملكة البحرين، وليسمح لي القارئ الكريم أن أشير إلى تلك الإضاءة عبر هذه السطور، فقد تطرق جلالة العاهل أيده الله إلى التالي:

* عادات أهل البحرين المعروفة على مر التاريخ، وبهذا فالبحرين لها تاريخ عريق باعتبارها وطنًا يحتضن الجميع ويؤمن بالتواصل ونشر قيم المحبة والسلام، سواء في شهر رمضان المبارك، أو سائر شهور السنة، فإن من أهم سمات المجتمع البحريني اعتزازه بعاداته وتقاليده وقيمه والمحافظة عليها. إن التعبير الأصدق عن توارث هذه القيم ونقلها إلى الأجيال ونشرها، يجسد ديمومة حقيقية لها أبعادها الإنسانية والوطنية والدينية، أضف إلى ذلك، أن هذا الإرث هو ما جعل مملكة البحرين على المستوى العالمي، الدولة الأبرز في التعايش والسلام وتلاقي الحضارات والثقافات تاريخًا وحاضرًا، وهو عطاء ممتد بحمد الله لأن القيادة الكريمة والشعب الوفي يصونان منظومة القيم العليا.

* مملكة البحرين ترتبط بعلاقات طيبة بدول العالم كافة، انطلاقًا من سياستها النابعة من قيم أهل البحرين في التواصل والاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة خدمةً للبشرية جمعاء، ويحق لنا كبحرينيين أن نفخر بمكانة بلادنا التي تعتبر في صدارة الدول التي قدمت ولا تزال المبادرات التي تخدم البشرية، ولها حضورها في المحافل الدولية بما تمتلكه من رصيد كبير على الصعيد الإنساني، هنا، نسوق الدليل الناصع، فعلى مدى عشرين عامًا من تأسيس المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، حملت مملكة البحرين مسؤوليتها العالمية في المساهمات الإنسانية الخيرية وتعزيز روابطها مع الشعوب بعطاء إنساني حضاري يشار له بالبنان.

* البحرين تسير بخطى ثابتة نحو المزيد من التنمية والتطوير بتكاتف أبنائها ومساعيهم الخيرة للبناء على ما تحقق من إنجازات ومكتسبات في جميع الميادين، فتأكيد جلالة العاهل حفظه الله ورعاه على المضي بثبات في مسيرة العهد الإصلاحي الزاهر توجز بشكل عميق إدراك القيادة حفظها الله، أن الإنجازات لم ولن تتوقف، فكل ما يحقق رفاهية وسعادة أهل البحرين غاية من أهم الغايات.