+A
A-

البحرين..تاريخ من الريادة الصحية" للدكتور محمد أحمد جوهر

بدعم من مركز عيسى الثقافي، والدكتور خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي للمركز، اصدر الباحث الدكتور محمد أحمد جوهر كتاب فريد من نوعه بعنوان" البحرين..تاريخ من الريادة الصحية" يوثق ويستعرض تاريخ تطور القطاع الصحي في مملكة البحرين منذ نهايات العام 1892م وحتى يومنا هذا.

يؤرخ  الكتاب الذي كتب مقدمته الدكتور علي فخرو اول وزير للصحة في البحرين  لمراحل نهضة القطاع الصحي ، حيث جاء في خمسة فصول تتناول تلك المراحل، فكان عهد المغفور له صاحب العظمة الشيخ عیسی بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها (1869م 1932م) ، عهد التأسيس وبداية ظهور الخدمات الصحية والطبية بمفهومها الحديث، فتأسست المحاجر الصحية، وتم التعاقد مع أطباء للعمل ضمن المنظومة الطبية الحكومية، وتم توفير اللقاحات والتطعيمات ضد الأمراض والأوبئة التي كانت منتشرة في المنطقة إبان تلك الحقبة، كذلك تأسست أولى العيادات الطبية والمستشفيات، لتكون اللبنة الأولى في تأسيس البنية التحتية الصحية.

 ويتحدث الفصل الثاني عن عهد المغفور له صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها (1932م 1942م)، وهو بداية عهد تطوير وتنظيم الخدمات الصحية الحكومية، وتشكيل الإدارات ووضع القواعد الأولية للتشريعات المنظمة للعمل الطبي، إلى جانب تعزيز الكوادر الطبية والتمريضية، حيث تم اكتشاف النفط في البحرين لأول مرة في العام 1932م، وهنا بدأ التحول إلى عهد التنمية والتحديث، وقد كان للقطاع الصحي أولوية قصوى لدى صاحب العظمة الشيخ حمد، فتم توجيه حصة كبيرة من  عوائد النفط لذلك الهدف، ولعل المشروع الأبرز في ذلك العهد هو تأسيس أول مستشفى حكومي، وهو مستشفى حكومة البحرين مركز النعيم الصحي حاليا.

وبعد ذلك يتحدث الكتاب عن عهد المغفور له صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها (1942م - 1961 ) ، فهو عهد الانطلاق نحو المزيد من التوسع والتطوير في الخدمات الصحية، فكان مشروع مستشفى  السلمانية بمرحلتيه ، وما شكله من نقطة تحول مفصلية في مسيرة تطوير القطاع الصحي، إلى جانب افتتاح مدرسة التمريض، هما المشروعان الصحيان الأبرز، كما شهد عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بداية النهاية للعديد من الأمراض والأوبئة، نظرا لتوفير المزيد من اللقاحات والتطعيمات، وزيادة الوعي المجتمعي الصحي، وتعزيز البنية التحتية الصحية، والتي كان من أبرزها تأسيس إدارة الصحة العامة، ومن أهم ما تميز به ذلك العهد هو انطلاق مسيرة الابتعاث والتعليم في الخارج في جميع المجالات، وذلك لتأهيل الكوادر البحرينية لتقود مسيرة النهضة والتنمية، حيث تم تخريج العشرات من الأطباء البحرينيين من عدة جامعات عربية ودولية، في مختلف التخصصات الطبية، كما تم ابتعاث العديد من الكوادر التمريضية والفنية والإدارية، بالإضافة إلى وضع الخطط الصحية لتقوية شبكة العيادات الطبية وتطويرها.

 ومن ثم يصل الكتب الى عهد المغفور له حضرة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين (1961م- 1999م)، فقد كان عهد تأسیس مؤسسات الدولة الحديثة، وخاصة بعد انضمام البحرين كعضو کامل في الأمم المتحدة في العام 1971م، وتشكيل أول مجلس الوزراء برئاسة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (1971م- 2020م )والذي كان له دور حيوي في نهضة القطاع الصحي، وتوفير كافة الإمكانيات لتطويره والارتقاء بالمنظومة الصحية، ومن ثم برزت إجراءات تنظيم العمل الطبي، وتأسيس وزارة الصحة وتنظيم إداراتها المختلفة، وشهد عهد الشيخ عيسى إصدار العديد من التشريعات الصحية وقوانين تنظيم العمل الطبي، تزامنا مع التوسع في الخدمات الصحية.

ويستعرض الكتاب في فصله الأخير العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عیسی آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه لتستمر مسيرة النهضة الصحية، وتكتب مرحلة مشرقة في تاريخ المملكة الصحي، حيث تضاعفت الجهود لتطوير القطاع الصحي، فتم افتتاح المزيد من المراكز الصحية الحديثة والمستشفيات ،كمستشفى الملك حمد الجامعي، كما تم إنشاء العديد من المراكز الطبية المتخصصة الحديثة، التي عززت من مكانة مملكة البحرين وريادتها عالميا في المجال الصحي، وانعكست تلك الجهود على المكتسبات الصحية المحلية والدولية، وعززت الأمن الصحي للمجتمع البحريني بكافة مكوناته ، وقد كانت ومازالت أولوية صحة المجتمع لدى القيادة الحكيمة دائما في مقدمة الأولويات وأهداف التنمية المستدامة، لتكون التوجيهات المستمرة بتوفير الخدمات الصحية الحديثة والحفاظ على استدامتها وتطويرها، هي نبراس العمل الجاد المستمر للارتقاء بالمنظومة الصحية.​